بيروت
ابتعد زعيم حزب الله حسن نصر الله يوم الجمعة عن إلزام ميليشياته المدججة بالسلاح بأي مشاركة كاملة في حرب غزة، مصوراً الصراع على أنه مواجهة فلسطينية إسرائيلية في الأساس.
ووصف هجمات السابع من أكتوبر التي نفذتها حماس بأنها “فلسطينية 100 بالمئة” وقال إن الخطة لم يتم الكشف عنها للحلفاء مسبقا.
زعيم حزب الله، الذي لم يتحدث عن حرب غزة منذ بدايتها قبل ما يقرب من أربعة أسابيع، حيا حماس “البطولية” ووعدها بالنصر النهائي في مواجهة الهجوم الإسرائيلي. ,
وبينما ابتعد عن إلزام نفسه بالدخول في الحرب إلى جانب حماس، قال نصر الله إن الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مرتبط “بمسار وتطور الأحداث في غزة”.
ومضى في التأكيد على الدور الشجاع لقواته على الحدود مع إسرائيل قائلا إن تصرفات حزب الله قيدت “قسما كبيرا” من الجيش الإسرائيلي الذي كان من الممكن أن يقاتل في الأراضي الفلسطينية.
منذ أن شن مقاتلو حماس هجوماً مفاجئاً في 7 تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل من قطاع غزة، شهدت الحدود الجنوبية للبنان تبادلات محسوبة، خاصة بين إسرائيل وحزب الله.
وبينما زعم أنه لا توجد جهود منسقة من قبل إيران لمحاربة إسرائيل والولايات المتحدة، أشاد بالهجمات التي استهدفت القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، بعد سلسلة من الهجمات على المنشآت التي تستضيف القوات الأمريكية في العراق وسوريا.
ويشكل حزب الله إلى جانب جماعات مسلحة من العراق وسوريا واليمن جزءا من “محور المقاومة” الإقليمي الذي تقوده إيران ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وحذر نصر الله إسرائيل من مهاجمة لبنان، قائلا إن “كل الخيارات مفتوحة على جبهتنا اللبنانية”.
وحذر من أن احتمال نشوب صراع مفتوح “واقعي”.
وقال: “نقول للعدو الذي قد يفكر في مهاجمة لبنان أو القيام بعملية استباقية، إن هذا سيكون أكبر حماقة في وجوده”.
وأسفرت المناوشات عبر الحدود عن مقتل 72 شخصا على الجانب اللبناني، من بينهم 54 على الأقل من مقاتلي حزب الله ولكن أيضا مقاتلين آخرين ومدنيين، بحسب ما أفاد صحافي في رويترز، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس.
وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل ستة جنود على الأقل ومدني واحد، بحسب الجيش.
وقال نصر الله إن الحرب بين إسرائيل وحماس قد تتحول إلى صراع إقليمي إذا استمرت الهجمات على غزة، ملقيا المسؤولية بحزم على الولايات المتحدة.
وقال نصر الله في كلمة متلفزة: “أمريكا مسؤولة بالكامل عن الحرب المستمرة على غزة وشعبها، وإسرائيل مجرد أداة إعدام”، واصفا الصراع بـ”الحاسم”.
وقال: “من يريد منع حرب إقليمية – وهذا موجه للأمريكيين – عليه أن يوقف العدوان على غزة بسرعة”.
وتجمع آلاف المؤيدين للاستماع إلى الخطاب الناري في فعالية أقيمت في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، لإحياء ذكرى مقاتلي الجماعة الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي.
وقال نصر الله للولايات المتحدة إن “أسطولكم في البحر المتوسط لا يخيفنا… نحن مستعدون لمواجهة الأسطول الذي تهددوننا به”.
أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن مجموعتين من حاملات الطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
وفي واشنطن، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، إن حزب الله “يجب ألا يحاول الاستفادة من الصراع الدائر”.
وقالت: “من المحتمل أن تصبح هذه حرباً أكثر دموية بين إسرائيل ولبنان مقارنة بعام 2006”. الولايات المتحدة لا تريد أن ترى هذا الصراع يتوسع إلى لبنان”.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله من أنه “سيدفع ثمنا لا يمكن تصوره” لأي خطأ.
وأدى صراع عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله إلى مقتل أكثر من 1200 شخص في لبنان، معظمهم من المدنيين، و160 في إسرائيل، معظمهم من الجنود.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الغارات الدموية التي شنتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول أدت إلى مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين.
