أنقرة –
قالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش التركي نفذ ضربات جوية في شمال العراق مساء السبت ودمر 15 هدفا للمسلحين الأكراد، مضيفة أنه تم “تحييد” العديد من المسلحين في الهجوم.
وفي بيان على منصة الرسائل الاجتماعية X، قالت الوزارة إن الأهداف التي ضربت في الضربات شملت الكهوف والملاجئ ومنشآت التخزين التي يعتقد أن المسلحين يتواجدون فيها. وأضافت أن الضربات استهدفت منطقة هاكورك شمالي العراق.
وتستخدم تركيا عادةً مصطلح “تحييد” للإشارة إلى القتل.
وتصاعدت الضربات الجوية منذ أن أطلقت تركيا “عملية المخلب-لوك” في أبريل من العام الماضي. وتقول وزارة الدفاع التركية إن الهدف هو حماية حدود تركيا و”تحييد الإرهاب والإرهابيين من مصدرهم”.
وشمال العراق هو قاعدة حزب العمال الكردستاني الذي نفذ على مدى عقود العديد من الهجمات القاتلة في تركيا وتصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
وتستهدف العمليات التركية في سوريا وحدات حماية الشعب الكردية، وهي ميليشيا تقول أنقرة إنها جماعة إرهابية تابعة لحزب العمال الكردستاني. ووحدات حماية الشعب جزء من قوات سوريا الديمقراطية، حليفة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
نفذت القوات التركية ما لا يقل عن 6000 غارة جوية في المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا والعراق بين عامي 2018 ويونيو/حزيران 2023، بما يقدر بنحو 6500 غارة جوية منذ عام 2016. وأصبحت الضربات أكثر تواترا ووصلت إلى عمق العراق وسوريا في السنوات الأخيرة.
ويظهر تحليل البيانات أن الضربات التركية تصل إلى عمق العراق وسوريا وتغطي مساحة أوسع. وفي عام 2017، ضربت الغارات الجوية التركية أقل من ثلاثين موقعًا في العراق وسوريا. وفي عام 2022، ضربت الطائرات أو الطائرات بدون طيار أكثر من 240 موقعًا في البلدين. وأدى الصراع إلى مقتل آلاف الأشخاص وإفراغ مئات القرى في السنوات الثماني الماضية، وفقاً للمنظمات غير الحكومية والمسؤولين المحليين.
ويشعر حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي والمنظمات الدولية بعدم الارتياح.
وتخوض تركيا حربا مع حزب العمال الكردستاني، وهي جماعة متمردة تطالب بمزيد من الحقوق الكردية، منذ الثمانينيات. ولقي أكثر من 40 ألف شخص حتفهم في الصراع.
في البداية، دارت الحرب بشكل رئيسي في جنوب شرق تركيا، حيث يتمركز السكان الأكراد في البلاد. وكان حزب العمال الكردستاني يعمل من الحدود الجبلية مع العراق، وأنشأ وجوداً له في شمال العراق الذي تسكنه أغلبية كردية، وهي المنطقة التي تعتبر أيضاً موطناً لمجموعات عرقية ودينية أخرى: الآشوريين والتركمان واليزيديين. وقد علقت هذه الأقليات أيضاً في الصراع إلى جانب الأتراك والأكراد والعرب.
وفي عام 2013، أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار وأمر أعضائه بالانسحاب إلى شمال العراق، حيث يقع المقر الرئيسي لحزب العمال الكردستاني الآن.
وعندما انهار وقف إطلاق النار في عام 2015، دخل الصراع إحدى أكثر مراحله دموية. وشن المسلحون الأكراد هجمات بالقنابل في المدن التركية. وفي أحد الهجمات التي شنها فرع حزب العمال الكردستاني في ديسمبر 2016، أدى انفجار سيارة مفخخة وتفجير انتحاري إلى مقتل 44 شخصًا خارج ملعب لكرة القدم في إسطنبول.
منذ بداية عام 2017، نفذ حزب العمال الكردستاني والجماعات المتحالفة معه أكثر من 2200 عمل عدواني، بما في ذلك هجوم على المدارس في مقاطعة غازي عنتاب في نوفمبر من العام الماضي والذي قُتل فيه طفل يبلغ من العمر خمس سنوات ومعلم.
ورد الجيش التركي، ثاني أكبر قوة مقاتلة في حلف شمال الأطلسي، بالتوغل بشكل أعمق في شمال العراق. وتحظى العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني بدعم قوي بين معظم الأتراك. وتمتلك تركيا نحو 80 موقعا متقدما في العراق، تم بناء 50 منها على الأقل في العامين الماضيين.
