وكان للضابط المخضرم تسفي كوريتسكي دور في العديد من العمليات ضد المسلحين الفلسطينيين في السنوات الـ 25 الماضية، لكنه يعتقد أن حرب إسرائيل ضد حماس في غزة ستكون “حربا أصعب”.
ويلتف حول ضابط الاحتياط المقدم البالغ من العمر 47 عامًا عشرات من المجندين الشباب، كثير منهم في نصف عمره، وليس لديهم أي خبرة سابقة في القتال.
وعلى الحدود بين إسرائيل وغزة، تطلق مدافع فوج مدفعيتها الآن ليلاً ونهاراً على أهداف غير مرئية وراء ستار من الأشجار التي تحيط بالمحيط.
وتم استدعاء كوريتسكي إلى كتيبته في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهو اليوم الذي خرجت فيه حماس من قطاع غزة، وقتلت، بحسب مسؤولين إسرائيليين، 1400 شخص، معظمهم من المدنيين.
ويقول إنها المرة الأولى التي تكون فيها إسرائيل جادة بشأن هزيمة حماس. ويضيف: “لكنها حرب أصعب مما شهدناه في الماضي”.
ويقول وهو يحدق بعينيه تحت قبعة دلو كاكي اللون: “إنها المرة السادسة أو السابعة التي أستخدم فيها بنادقي هنا لإطلاق النار على غزة”.
“آمل أن تكون هذه هي المرة الأخيرة.”
– مهمة “واضحة” –
ويقول إنه بعد شهر من الانتشار، فإن الجنود الشباب من حوله لا يشكون. إنهم لا يسألون “كم من الوقت سيستغرق الأمر؟ متى سينتهي؟”
ويضيف: “إنها ليست من نوع الأسئلة التي نراها هذه المرة. أعتقد أنها منطقية بعد ما مررنا به”.
“أعتقد أن المهمة واضحة جدًا هذه المرة بحيث لا تحتاج إلى شرح الكثير.”
ويقول العريف نافاد البالغ من العمر 21 عاماً إن التفكير كثيراً في المستقبل “يمكن أن يخفض الروح المعنوية”. يقول الفرنسي الإسرائيلي: “الأمر صعب على الجميع، إنه يخيفنا، هناك ضغوط لكننا أقوياء”.
وتحت أحذية الرجال اهتزت الأرض بفعل الآلات الثقيلة. وعلى قطعة الأرض المشمسة، نشر الجيش الإسرائيلي مدافع هاوتزر يصل مداها إلى عدة كيلومترات.
ويقول نافاد: “نحن في حالة تأهب طوال الوقت، ليلاً ونهاراً”. وأضاف: “نحصل على الإحداثيات بمجرد حاجتنا إلى إطلاق النار، ونطلق النار على أهداف إرهابية بغض النظر عن الوقت”.
– أهداف غير مرئية –
يقول كوريتسكي: “أنت لا ترى الهدف، لذلك إما أن يكون لديك مراقب أمامي يخبرك بإحداثيات الهدف، أو أنك تحصل على الإحداثيات بنفسك باستخدام (الطائرة بدون طيار) أو باستخدام الرادار”.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستخدم المدفعية بعيدا عن خط المواجهة لدعم تقدم وحدات المشاة والمدرعات التي تطوق شمال غزة.
وفي الأراضي الفلسطينية المكتظة بالسكان، قُتل أكثر من 10 آلاف شخص، معظمهم من المدنيين، بسبب القصف الإسرائيلي في الشهر الماضي، وفقًا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس.
ويقول نافاد: “لن نطلق النار أبداً إذا علمنا أننا سنقتل المدنيين، وقمنا بتحذيرهم”.
وبعد شهر واحد من الحرب، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض إمكانية وقف إطلاق النار في غزة، جاعلاً إطلاق سراح 240 رهينة تحتجزهم حماس هناك شرطاً مسبقاً لأي وقف للقتال.
في الحياة المدنية، كوريتسكي هو رئيس شركة للبصريات الكهربائية. ويعيش في كيبوتز على بعد أقل من كيلومترين (1.2 ميل) من غزة الذي تم استهدافه في 7 أكتوبر.
ويقول: “لقد حاربهم رجالنا، ونقلت الجرحى إلى المستشفى لأن سيارات الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى الكيبوتس”.
“في صباح يوم الأحد، قاموا بإخلاء الكيبوتس بأكمله، وذهبت أنا إلى الجيش. وبحلول صباح يوم الأحد الثامن من الشهر نفسه، كانت لدينا بالفعل وحدات تطلق النار على غزة”.
