يعول والدا عمر نيوترا، وهو جندي أمريكي إسرائيلي مزدوج الجنسية، على الرئيس جو بايدن لإعادة ابنهما إلى الوطن لأنه يعتقد أنه واحد من مئات الرهائن الذين احتجزتهم حماس في هجومها من غزة الشهر الماضي.
ولم يسمعوا أي أخبار عنه منذ أن بدأت محنتهم ومحنة عائلات الرهائن الأخرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال والده رونين نيوترا في مقابلة مع وكالة فرانس برس: “نشعر أننا نعيش في عالم منفصل عن معظمكم”.
وقال وقد بدا على وجهه وصوته الإرهاق: “نحن لا ننام جيداً. ولا نأكل جيداً”. “توقفنا عن العمل. لدينا مشروع صغير، ولم نشارك فيه، توقف كل شيء”.
قالت أورنا، والدة عمر، وقد بدا عليها التعب: “يبدو هذا الشهر وكأنه ثلاثة أشهر، ثم يبدو مرة أخرى وكأنه الأمس”.
وخرج مقاتلو حماس من قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر في غارة مفاجئة أسفرت عن مقتل نحو 1400 شخص – معظمهم من المدنيين – في إسرائيل، في حين احتجزوا أيضا نحو 240 رهينة، بحسب إسرائيل.
وتعهدت إسرائيل بتدمير المتشددين الإسلاميين، وشنت حملة في قطاع غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 10500 شخص، معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في الأراضي الفلسطينية.
وتقول أورنا إنها وعائلات الرهائن الأخرى لا يعرفون شيئاً عن وضع أحبائهم المفقودين – سواء كانوا يطعمونهم، أو إذا أصيبوا – ولا يفهمون دافع حماس للهجوم.
وانسحبت إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005، وبعد ذلك بعامين فرضت حصارًا جويًا وبحريًا وبريًا خانقًا، مع سيطرة حماس على الأراضي الفلسطينية.
وتعتقد الولايات المتحدة أن عشرة أمريكيين تحتجزهم حماس في غزة بعد إطلاق سراح اثنين منهم الشهر الماضي.
كان هناك بصيص من الأمل لبعض العائلات المنكوبة يوم الأربعاء، حيث قال مصدر مقرب من حماس إن المفاوضات جارية لإطلاق سراح عشرات الرهائن، من بينهم ستة أمريكيين، مقابل وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في قطاع غزة.
وتحدث بعض أفراد عائلات الرهائن الأمريكيين مع بايدن في مكالمة فيديو يوم 13 أكتوبر.
وقال رونين إن بايدن، الذي تعهد بدعم إسرائيل في حربها ضد حماس، أبدى تعاطفا عندما تحدث مع عائلات الرهائن لأكثر من ساعة وقال إنه مصمم على تأمين إطلاق سراح الرهائن.
وأضافت أورنا: “كما قال، إنها أولوية قصوى”.
– “طفل سعيد، طفل اجتماعي” –
وصفته والدة عمر بأنه “طفل سعيد، طفل اجتماعي – رياضة ومرح يتناسبان حقًا مع عمره” ويتمتع بمهارات قيادية قوية. بلغ عمر 22 عامًا بعد أسبوع من احتجازه كرهينة.
قالت والدته إن عمر، الذي نشأ في لونغ آيلاند، ذهب إلى إسرائيل لتجربة بلد والديه. كما تأثر بتجارب أجداده الذين نجوا من الهولوكوست.
بعد الانتهاء من المدرسة الثانوية، لم يذهب عمر مباشرة إلى الجامعة، وبدلاً من ذلك سافر إلى إسرائيل. وانتهى به الأمر بالتجنيد في الخدمة العسكرية كما فعل والداه، وكما يفعل معظم الشباب الإسرائيلي.
وقال رونين: “لقد اعتقدنا أنها فرصة عظيمة له للقاء أشخاص آخرين، لفهم الصراع في إسرائيل، واتخاذ قرار فيما بعد بشأن خطواته التالية”.
وأضافت أورنا: “لقد ذهب إلى هناك للأسباب الصحيحة، كما تعلمون، لقد شعر أنه يريد الحماية، إنه ليس من النوع الذي كان يبحث عن الحرب”.
– “خطأ تماما” –
آخر مرة تحدثت فيها عائلة نيوترا مع ابنها كانت في اليوم السابق لهجوم حماس.
عندما بدأت الأخبار تصل عن إطلاق صواريخ غير عادية من غزة، وعن عبور مقاتلي حماس إلى الأراضي الإسرائيلية، أرسل والداه رسائل إلى عمر، ولكن لم يكن هناك أي رد.
وأضاف رونين: “استغرق الأمر من الحكومة الإسرائيلية يومين إضافيين حتى تطرق بابنا رسميًا مع اثنين من المسؤولين، وتبلغنا رسميًا أن فريقه على الدبابة تم احتجازه كرهينة”.
وعلمت الأسرة أن الدبابة التي كان ابنها فيها على الحدود مع غزة قد أصيبت بصاروخ.
وقال رونين: “بدأت النيران تشتعل، وفي مرحلة ما اضطروا إلى فتح الدبابة وإنقاذ أنفسهم وإلا ماتوا في الداخل”. “وفي تلك المرحلة، تم إخراجهم ونقلهم إلى غزة”.
وقال “إننا ندعو كل العالم المتحضر إلى الوقوف معا والقول: كما تعلمون، هذا خطأ تماما”، وناشد الرهائن الحصول على الرعاية الطبية والتواصل مع الصليب الأحمر.
“وعليك التفاوض على عودتهم إلى عائلاتهم.”
