بيت المقدس
أثار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المزيد من الشكوك حول مستقبل قطاع غزة، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية في شكلها الحالي لا ينبغي أن تتولى مسؤولية القطاع الساحلي.
وبينما يؤكد نتنياهو أن إسرائيل لا تريد أن تحكم غزة، فإنه يشير إلى نيته الاحتفاظ بالسيطرة على أي سياسات حكومية فلسطينية.
وتعهدت إسرائيل بتدمير حركة حماس الفلسطينية التي تحكم قطاع غزة، في أعقاب هجومها الصادم عبر الحدود في 7 أكتوبر، وشنت غزوًا واسع النطاق للقطاع.
ومع ذلك، لم تحدد من يجب أن يحكم القطاع بمجرد انتهاء الصراع، مكتفية بالقول إن إسرائيل ستحافظ على الأمن العام.
وقالت واشنطن إن إسرائيل لا يمكنها احتلال القطاع بعد الحرب، حيث قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي إنه يجب إعادة توحيد إدارة غزة مع الضفة الغربية المجاورة، التي تدير السلطة الفلسطينية أجزاء منها.
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة إن السلطة الفلسطينية يمكن أن تلعب دورا مستقبليا في حكم قطاع غزة، لكن نتنياهو أشار في وقت متأخر من يوم السبت إلى أنه لا يريد إطلاق العنان لحكام السلطة الفلسطينية الحاليين في غزة.
وفي مؤتمر صحفي، أعرب نتنياهو عن شكاواه الطويلة الأمد بشأن المنهج الدراسي في مدارس السلطة الفلسطينية، والذي يقول إنه يغذي الكراهية لإسرائيل، وسياستها المتمثلة في دفع الرواتب لعائلات الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.
وقال: “لن تكون هناك سلطة مدنية تعلم أبنائها… القضاء على دولة إسرائيل، ولا يمكن أن تكون هناك سلطة تدفع رواتب عائلات القتلة”. وأضاف: «لا يمكن أن تكون هناك سلطة يرأسها من لم يدن بعد أكثر من 30 يوما على مجزرة (7 أكتوبر)».
وندد عباس بالعنف ضد المدنيين “من كلا الجانبين” لكنه لم يصدر إدانة قاطعة لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف حوالي 240، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاء إسرائيلي.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن أكثر من 11078 من سكان غزة قتلوا في الغارات الإسرائيلية خلال الأسابيع الخمسة الماضية، حوالي 40 بالمائة منهم من الأطفال.
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس لرويترز إن الإسرائيليين يسعون إلى إدامة الانقسام بين المنطقتين الفلسطينيتين. الضفة الغربية وغزة التي تحتلها إسرائيل.
وقال: “إن المحاولات الإسرائيلية لفصل غزة عن الضفة الغربية ستفشل، ولن يسمح بها مهما كانت الضغوط”.
وكانت السلطة الفلسطينية تدير كلاً من الضفة الغربية وغزة، ولكن تم طردها من الأخيرة في عام 2007 بعد حرب أهلية قصيرة مع حماس.
ويقول دبلوماسيون إنه بينما تريد الحكومات الغربية إشراك السلطة الفلسطينية في مستقبل غزة، فإن هناك قلقا أيضا من أن عباس البالغ من العمر 87 عاما لا يتمتع بالسلطة الكافية أو الدعم من شعبه لتولي المسؤولية.
وقال دبلوماسي مقيم في القدس: “في الوقت الحالي، لا توجد فكرة واضحة عما قد يحدث في غزة بمجرد توقف القتال”.