بيروت/غزة
قال صحفيون في جنوب لبنان إنهم استُهدفوا يوم الاثنين بهجمات إسرائيلية، بعد شهر من هجمات مميتة ألقيت باللوم فيها على إسرائيل استهدفت مركزا صحفيا بالقرب من علما الشعب في جنوب لبنان مما أسفر عن مقتل صحفي من رويترز.
وكان نحو عشرة صحفيين من عدة وسائل إعلام في جولة لتفقد الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي، وكانوا يقدمون تغطية من بلدة يارون الحدودية عندما وقعت الغارات.
وقال مراسل قناة العربية إن صاروخاً من طائرة بدون طيار سقط على بعد حوالي عشرة أمتار من مكان وقوفها.
واتهم مدير مكتب الجزيرة في لبنان مازن إبراهيم إسرائيل بـ “استهداف المجموعة بشكل مباشر”، مضيفا أن الصحفيين كانا في منطقة مفتوحة.
وأضاف أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تتردد في استهداف الصحفيين بشكل مباشر”.
وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول، قُتل صحفي وكالة رويترز عصام عبد الله وأصيب ستة صحفيين آخرين من وكالة فرانس برس والجزيرة ورويترز أثناء تغطيتهم القتال عبر الحدود في جنوب لبنان.
واتهمت السلطات اللبنانية إسرائيل بالوقوف وراء الهجمات. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يبحث في ملابسات الهجوم المميت.
وقال رئيس بلدية يارون، علي قاسم طهفاح، إن غارتين إسرائيليتين متتاليتين يوم الاثنين “استهدفتا مجموعة الصحفيين”، وأصابتا عدة أمتار من مركبات الفرق وتسببتا في أضرار.
ونشرت قناة الجديد المحلية مقطع فيديو على موقع X، تويتر سابقا، يظهر أحد مراسليها، وهو يرتدي سترة واقية وخوذة تحمل علامة الصحافة، وهو يقوم ببث مباشر عندما وقعت إحدى الغارات، ثم نشب حريق في مكان قريب.
وقالت الصحافية أمل خليل من صحيفة الأخبار المحلية لوكالة فرانس برس: «كنا في جولة لتفقد المنازل المتضررة».
قالت: “بعد حوالي 15 دقيقة من اقترابنا من منزل متضرر، أصابت الغارة الأولى جدار المنزل المقصوف، وأصابت ثانية الطريق”.
وأضافت أن طائرات استطلاع إسرائيلية بدون طيار كانت تحلق فوق البلدة وقت الهجوم.
منذ هجوم حماس على إسرائيل من قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، شهدت الحدود الجنوبية للبنان تبادلات انتقامية مكثفة، خاصة بين إسرائيل وحزب الله، حليف الجماعة الفلسطينية، مما أثار المخاوف من اندلاع حريق أوسع نطاقا.
وقالت لجنة حماية الصحفيين يوم الجمعة إن ما لا يقل عن 40 صحفيا وعاملا في وسائل الإعلام قتلوا خلال الصراع بين إسرائيل وحماس، منهم 35 فلسطينيا وأربعة إسرائيليين ولبناني واحد.
واتهم صحافيون فلسطينيون يغطون تقاريرهم من غزة الجيش الإسرائيلي باستهدافهم عمدا.
أشارت إسرائيل يوم الاثنين إلى أنها ستؤجل التهديد بإغلاق المكتب المحلي لقناة الجزيرة، تاركة المحطة الفضائية القوية المملوكة لقطر غير مذكورة في قرار حكومي بشأن القواعد الإعلامية الطارئة لحرب غزة.
وقال بيان صادر عن مجلس الوزراء الأمني المصغر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه سمح “بالتحرك” ضد قناة الميادين اللبنانية المؤيدة لحزب الله “لقيامها بجهود في زمن الحرب للإضرار بالمصالح الأمنية (الإسرائيلية) وخدمة أهداف العدو”. ومع ذلك، وعلى الرغم من التهديدات السابقة، لم تقم السلطات الإسرائيلية بإغلاق العمليات الإعلامية لقناة الجزيرة المملوكة لقطر.
وتبث قناة الميادين تقارير من داخل الأراضي الإسرائيلية.
وقال متحدث باسم الوزارة إنه في أعقاب قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، كان وزير الاتصالات شلومو كارهي يعمل مع الشرطة على اقتراح بحجب مواقع قناة الميادين ومصادرة المعدات المرتبطة بالمحطة.
وقال المتحدث إن كارهي طلب أيضًا من قائد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وهي منطقة أخرى يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها، إغلاق مكاتب قناة الميادين هناك.
وردا على سؤال عن سبب استثناء قناة الجزيرة من قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، قال المتحدث باسم وزارة الاتصالات: “المجلس الوزاري الأمني لم يناقش ذلك”.
وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول، قال كارهي إنه سيسعى للحصول على موافقة مجلس الوزراء على إغلاق العمليات المحلية لقناة الجزيرة. واتهم المحطة بـ “التحريض المؤيد لحماس” و”تعريض الجنود الإسرائيليين لهجمات”.
وامتنعت الجزيرة والحكومة في الدوحة، حينها، عن الرد على هذه الاتهامات. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية منذ ذلك الحين عن مسؤولين في حكومة نتنياهو، لم تذكر أسماءهم، قولهم إن “الوقت لم يكن مناسبا” للتحرك ضد أكبر وسيلة إعلامية في قطر.
قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، اليوم الاثنين، إنه لا يزال يؤيد اتخاذ إجراءات صارمة ضد قناة الجزيرة. وردا على سؤال في مقابلة مع إذاعة “كان” عما إذا كان ذلك ممكنا دبلوماسيا، أجاب: “لقد أوضحت رأيي وموقفي بشأن هذه المسألة”.
وذكرت تقارير إعلامية أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تواصل مع الحكومة القطرية بشأن تغطية قناة الجزيرة للحرب.
