صورة ملف: تظهر تمثيلات العملات المشفرة بما في ذلك بيتكوين وداش وإيثريوم وريبل ولايتكوين في صورة توضيحية تم التقاطها في 2 يونيو 2021. رويترز / فلورنس لو / صورة توضيحية / صورة ملف
وعلى الرغم من عدد سكانها الأصغر مقارنة بالدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد برزت الإمارات العربية المتحدة باعتبارها ثالث أكبر اقتصاد للعملات المشفرة في المنطقة، حيث تلقت 34 مليار دولار من العملات المشفرة بين يوليو 2023 ويونيو 2024. وهذا النمو المذهل بنسبة 42 في المائة على أساس سنوي أعلى بكثير من متوسط منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا البالغ 11.73 في المائة.
وفي تعليقه على هذه النتائج التي تم الكشف عنها في إصدار 2024 من تقرير جغرافية العملات المشفرة لشركة Chainalysis، قال إريك جاردين، رئيس أبحاث الجرائم الإلكترونية في الشركة: “تستمر دولة الإمارات العربية المتحدة في تجربة نمو سريع في مجال العملات المشفرة، مدفوعًا بمزيج من الابتكار التنظيمي والاهتمام المؤسسي ونشاط السوق المتوسع. وعلاوة على ذلك، على عكس معظم البلدان على مستوى العالم، ينمو نشاط العملات المشفرة في دولة الإمارات العربية المتحدة عبر جميع فئات أحجام المعاملات، مما يشير إلى مشهد تبني أكثر توازناً وشاملاً”.
وفي الإمارات العربية المتحدة، زادت معاملات العملات المشفرة الصغيرة (أقل من 1000 دولار) والكبيرة (1000-10000 دولار) بنسبة تزيد عن 80 في المائة. كما زاد عدد التحويلات المهنية (10000-1 مليون دولار) والمؤسسية (1 مليون-10 ملايين دولار) بنسبة 46.30 في المائة و55.07 في المائة على التوالي. ويتناقض هذا النمو الشامل في جميع قطاعات القيمة مع الاتجاه السائد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأوسع، حيث كان غالبية نشاط العملات المشفرة مدفوعًا بنشاط على المستوى المؤسسي والمهني، حيث تتكون 93 في المائة من القيمة المحولة من معاملات بقيمة 10000 دولار أو أكثر. ويشير هذا إلى أن فئة سكانية أوسع في الإمارات العربية المتحدة تستخدم العملات المشفرة، مما يشير إلى درجة عالية من نضج السوق.
كما تجلى تنوع النظام البيئي للعملات المشفرة في الإمارات العربية المتحدة في النشاط الكبير الذي لاحظته شركة Chainalysis خارج البورصات المركزية (CEXs). حيث نمت القيمة الإجمالية التي تلقتها خدمات DeFi، بما في ذلك البورصات اللامركزية (DEXs)، بنسبة 74 في المائة مقارنة بالعام الماضي، ونمت القيمة التي تلقتها البورصات اللامركزية وحدها بنسبة 87 في المائة. وقال جاردين: “من نواح كثيرة، يمثل DeFi أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا blockchain. لذا، فإن هذا النمو المذهل في DeFi في الإمارات العربية المتحدة يدعم بشكل أكبر المنطق القائل بأن الدولة لديها نظام بيئي للعملات المشفرة ناضج ومتقدم بشكل خاص”.
ومن المثير للاهتمام أنه في حين كان يُنظر إلى البيتكوين تقليديًا على أنه وكيل لنظام العملات المشفرة ككل، فإن البحث من Chainalysis يُظهر أن المستثمرين في الإمارات العربية المتحدة لديهم في الواقع تفضيل قوي للعملات المستقرة. في الدولة، تمثل البيتكوين 16.5 في المائة فقط من حجم العملات المشفرة المستلمة، في حين بلغت حصة العملات المستقرة أكثر من النصف بقليل (51.3 في المائة). ونظرًا لأن الدرهم مرتبط بالدولار الأمريكي، والعملات المستقرة الأكثر شعبية مرتبطة أيضًا بالدولار، فإن التبني المتزايد للعملات المستقرة يعكس على الأرجح شعبيتها كممر إلى خدمات وتداول العملات المشفرة الأوسع نطاقًا.
“كما تظهر أحدث أبحاثنا، فإن العملات المستقرة هي بالفعل الأصول المشفرة المفضلة. ومع الوضوح الذي يوفره البنك المركزي الإماراتي، يمكننا أن نتوقع المزيد من الاستخدام حيث من المرجح أن يستفيد المستهلكون قريبًا من عروض اللاعبين المنظمين الذين يبتكرون بمسؤولية. ومع التنظيم المستقبلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ستجد الجهات الفاعلة الأكبر مثل البنوك والمؤسسات المالية الكبرى أنه من الأسهل دمج وقبول العملات المستقرة كجزء من أنظمة الدفع الخاصة بها، مما يعزز النظام المالي الأكثر سلاسة،” كما أشار أروشي جول، رئيس السياسات لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة Chainalysis.
في حين أن الشعبية المتزايدة للعملات المستقرة تبشر بالخير لسوق الإمارات العربية المتحدة، فمن الجدير بالذكر أن البيتكوين تفوقت على جميع الأصول المشفرة الأخرى في النمو على أساس سنوي في الإمارات العربية المتحدة، حيث سجلت زيادة في حجم المعاملات بنسبة تزيد عن 100 في المائة. وبالمقارنة، نمت العملات البديلة بأكثر من 75 في المائة والعملات المستقرة بنسبة 22.46 في المائة. كما نما حجم المعاملات الخاصة بإيثريوم (ETH)، الذي يمثل 7.8 في المائة من حجم العملات المشفرة التي تلقتها الإمارات العربية المتحدة، بنسبة 20.31 في المائة. وقال جاردين: “كان عام 2024 عامًا كبيرًا بالنسبة لعملة البيتكوين حيث وافقت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في يناير على إطلاق العديد من صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs) لعملة البيتكوين. يعد الاستثمار المؤسسي بالفعل محركًا رئيسيًا لزخم سوق العملات المشفرة في الإمارات العربية المتحدة، وتشير البيانات إلى أن هذا الإعلان لاقى صدى جيدًا أيضًا لدى هؤلاء المستثمرين”.
وأضاف جول: “بالنظر إلى المستقبل، ستكون الخطوات التنظيمية التي تم اتخاذها في عام 2024 حاسمة في تشكيل مستقبل العملات المشفرة في الإمارات العربية المتحدة. ومع تزايد أهمية تقنية البلوك تشين والرمزية والعملات المشفرة في المشهد المالي العالمي، فقد أرست الإمارات العربية المتحدة – التي أشارت بوضوح إلى نيتها في أن تكون مركزًا عالميًا للعملات المشفرة – أساسًا قويًا للنظام البيئي ووفرت للاعبين في الصناعة الوضوح للعمل والابتكار داخل السوق. سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف يبني هؤلاء اللاعبون في الصناعة على هذا الأمر ويطورون اقتصاد العملات المشفرة في البلاد”.
