المملكة العربية السعودية هي أحدث دولة تنضم إلى مبادرة متعددة البلدان للعملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC)، وسط اهتمام متزايد من الدولة الخليجية بأشكال النقود المستقبلية.
أعلن بنك التسويات الدولية (BIS) يوم الأربعاء أن المملكة العربية السعودية ستنضم إلى مشروع mBridge “كمشارك كامل”. وقال البنك في بيان صحفي يوم الأربعاء إن المشروع يستكشف منصة عملات رقمية متعددة البنوك المركزية لتمكين المدفوعات عبر الحدود.
BIS هي مؤسسة مالية مملوكة للبنوك المركزية الأعضاء فيها. هدف البنك هو دعم التعاون بين البنوك المركزية ويكون بمثابة بنك للبنوك المركزية. والبنوك المركزية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل من بين أعضاء البنك البالغ عددهم 63.
بدأ العمل في مشروع mBridge في عام 2021 من خلال التعاون بين بنك التسويات الدولية والبنك المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة وبنك الشعب الصيني وسلطة النقد في هونغ كونغ وبنك تايلاند. ويوجد بالإضافة إلى ذلك 26 عضوًا مراقبًا في المشروع، وفقًا لبنك التسويات الدولية.
ماذا يعني: تشير العملة الرقمية إلى العملة المتوفرة فقط في شكل رقمي أو إلكتروني. ونتيجة لذلك، لا يمكن الوصول إلى العملات الرقمية إلا عبر جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي أو جهاز لوحي أو ما شابه. تشير العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC) إلى عملة رقمية يصدرها البنك المركزي وتعمل كشكل رقمي للعملة الورقية لبلد ما تعادل القيمة. العملة المشفرة هي شكل آخر من أشكال العملة الرقمية.
وفقًا لرويترز، يقوم ما يقرب من 135 دولة واتحاد نقدي باستكشاف العملات الرقمية للبنوك المركزية، على الرغم من أن استخدام العملات الرقمية للبنوك المركزية كبديل للعملة الصعبة ليس منتشرًا على نطاق واسع في الوقت الحاضر. يعد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من بين المؤسسات التي تفكر في إطلاق العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC).
تم إطلاق مشروع mBridge لجعل المدفوعات بين البلدان المختلفة أسرع وأقل تكلفة وأفضل تجهيزًا للتعامل مع المناطق التي لا ترتبط بشكل جيد بالنظام المالي العالمي، وفقًا لبنك التسويات الدولية.
وقال البنك في البيان: “إن ترتيبات CBDC المتعددة التي تربط ولايات قضائية مختلفة في بنية تحتية تقنية مشتركة واحدة توفر إمكانات كبيرة لتحسين النظام الحالي وتسمح للمدفوعات عبر الحدود بأن تكون فورية ورخيصة ويمكن الوصول إليها عالميًا مع التسوية النهائية”.
لماذا يهم: يأتي قبول المملكة العربية السعودية في مشروع CBDC التابع لبنك التسويات الدولية وسط اهتمام متزايد بالعملة الرقمية في المنطقة. وفي شهر مارس، أعلنت شركة العملات المشفرة الإسرائيلية “بيتس أوف بولد” عن خطط لإطلاق عملة رقمية مدعومة بالشيكل.
وفي الشهر نفسه، قال البنك المركزي الإماراتي إنه سيبدأ العمل مع الهند فيما يتعلق بجدوى الدرهم الرقمي.
أبدت المملكة العربية السعودية اهتمامًا خاصًا بالعملات المشفرة. وفي سبتمبر من العام الماضي، صنفت شركة تحليل البلوكتشين تشيناليسيس المملكة على أنها الدولة التي تتمتع بأعلى حجم نمو في معاملات العملات المشفرة خلال الأشهر الـ 12 الماضية.
تعرف أكثر: ويتزامن الاهتمام المتزايد بالعملات الرقمية والمشفرة في المنطقة مع الجهود المبذولة لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي. وتسعى الصين إلى تسعير معاملات النفط باليوان، وهو جهد قد يتعزز باتفاقية مبادلة العملة البالغة 6.93 مليار دولار بين البنكين المركزيين السعودي والصيني في نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي مارس 2023، قامت الصين بتسوية تجارة الغاز مع الإمارات باليوان لأول مرة.
وتسعى روسيا وإيران، اللتان تخضعان لعقوبات غربية واسعة النطاق، إلى التخلص من الدولار الأمريكي في التجارة الثنائية.
