دخلت الشرطة جامعة ساينس بو في باريس الجمعة لإبعاد عشرات الطلاب الذين نظموا اعتصاما مؤيدا لغزة في قاعة المدخل، كما شاهد صحافيو وكالة فرانس برس، في وقت تشعل الاحتجاجات جدلا سياسيا حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال أحد الطلاب للصحفيين إن “حوالي 50 طالبا كانوا لا يزالون داخل موقع شارع سان غيوم” عندما دخلت الشرطة.
وقال باستيان (22 عاما) لوكالة فرانس برس إنه ومتظاهرين آخرين أخرجوا سلميا في مجموعات من 10 أشخاص من قبل الضباط.
وقال طالب آخر، يدعى لوكاس، يدرس للحصول على درجة الماجستير، “تم جر بعض الطلاب وتم الإمساك بآخرين من الرأس أو الأكتاف”.
وكان المسؤولون قد أغلقوا المباني الرئيسية لمعهد ساينس بو يوم الجمعة ردًا على الاعتصام ودعوا إلى إقامة فصول دراسية عن بعد بدلاً من ذلك.
وأضافت أن “نحو 70 إلى 80 شخصا” كانوا يحتلون بهو المبنى المركزي في باريس.
وقال مكتب رئيس الوزراء جابرييل أتال إنه سيتم التعامل مع مثل هذه الاحتجاجات “بصرامة تامة”، مضيفا أنه تم “إخلاء” 23 موقعا جامعيا يوم الخميس.
وكان طلاب من لجنة فلسطين بالجامعة قد أخبروا الصحفيين في وقت سابق أنهم واجهوا ردا “غير متناسب” من الشرطة، التي منعت الوصول إلى الموقع قبل الانتقال إليه.
كما اشتكوا من نقص “المساعدة الطبية” لسبعة طلاب بدأوا إضرابا عن الطعام “تضامنا مع الضحايا الفلسطينيين”.
– 'مخيب للامال' –
شهدت مدرسة ساينس بو، التي تعتبر على نطاق واسع أفضل كلية للعلوم السياسية في فرنسا، والتي تضم خريجين من بينهم الرئيس إيمانويل ماكرون، تحركًا طلابيًا في مواقعها في جميع أنحاء البلاد احتجاجًا على الحرب في غزة والأزمة الإنسانية التي تلت ذلك.
وكانت الاحتجاجات بطيئة في الانتشار إلى جامعات بارزة أخرى، على عكس الولايات المتحدة – حيث تصاعدت المظاهرات في حوالي 40 منشأة في بعض الأحيان إلى اشتباكات مع الشرطة واعتقالات جماعية.
لكن المظاهرات كانت حتى الآن أكثر سلمية في فرنسا، موطن أكبر عدد من السكان اليهود خارج إسرائيل والولايات المتحدة، وأكبر جالية مسلمة في أوروبا.
وأعلنت جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن دروس يوم الجمعة ستعقد عن بعد بعد أن قامت الشرطة بتطهير مخيم احتجاج هناك واعتقلت أكثر من 200 شخص.
اتخذت إدارة معهد العلوم السياسية نفس الخطوة بالنسبة لطلابها في باريس الذين يتراوح عددهم بين 5000 و6000 طالب.
واحتل المتظاهرون قاعة المدخل في “اعتصام سلمي” بعد نقاش حول الشرق الأوسط مع المسؤولين صباح الخميس وصفته لجنتهم الفلسطينية بأنه “مخيب للآمال”.
ورفض مدير الجامعة المؤقت، جان باسيريس، مطالب الطلاب “بالتحقيق” في علاقات “ساينس بو” مع المؤسسات الإسرائيلية.
– “ليس صحيحا أنك لا تستطيع التحدث” –
وبدأت الحرب في غزة بعد أن شنت حركة حماس الفلسطينية هجوما على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر أدى إلى مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وتقدر إسرائيل أن 129 رهينة احتجزها المسلحون خلال هجومهم ما زالوا في غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم.
وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي المستمر على غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 34596 شخصًا في الأراضي الفلسطينية، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع المحاصر.
وخارج جامعة السوربون، على بعد بضع مئات من الأمتار من معهد العلوم السياسية في وسط باريس، كان أعضاء اتحاد الطلاب اليهود في فرنسا (UEJF) يقيمون “طاولة حوار” يوم الجمعة.
وقال رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم صامويل ليجويو لإذاعة “جيه” “نريد أن نثبت أنه ليس صحيحا أنه لا يمكنك التحدث عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وأضاف: “للقيام بذلك، علينا تهميش أولئك الذين يصفون الطلاب اليهود بأنهم متواطئون في الإبادة الجماعية”.
وفي مدينة ليل شمال شرق البلاد، تم إغلاق مدرسة الصحافة ESJ، حسبما رأى مراسل وكالة فرانس برس.
تم التحقق من هويات الطلاب في فرع ساينس بو القريب بالمدينة قبل السماح لهم بالدخول عبر المدخل الخلفي لأداء الامتحانات.
واحتل نحو 100 طالب قاعة محاضرات في فرع جامعة ساينس بو في ليون في وقت متأخر من يوم الخميس، بينما أزالت الشرطة حصارًا على موقع جامعي في سانت إتيان القريبة صباح الخميس.
