أعاد العراق، اليوم الجمعة، فتح ما كان في يوم من الأيام أكبر مصفاة للنفط في البلاد، وهي خطوة تأمل الحكومة أن تؤدي إلى إنهاء اعتمادها على واردات الوقود.
وتعرضت مصفاة الشمال في مدينة بيجي، على بعد 200 كيلومتر (124 ميلاً) شمال بغداد، لأضرار جسيمة في بعض من أعنف المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعد أن اجتاح ثلث العراق في عام 2014.
وقال عاصم جهاد المتحدث باسم وزارة النفط العراقية لوكالة فرانس برس، إنه بعد إعادة تأهيل المنشأة بالكامل، «تبلغ القدرة الفعلية للمصفاة 250 ألف برميل يوميا».
وتم افتتاح وحدتين إنتاج أصغر في مجمع المصفاة في السنوات الأخيرة، لكن إعادة الافتتاح يوم الجمعة أعادت المصفاة إلى طاقتها السابقة، مع وحدة إضافية قادرة على إنتاج 150 ألف برميل يوميا.
وقال مكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني “بهذا الإنجاز نقترب من تلبية احتياجات البلاد من المشتقات (النفطية) في موعد أقصاه منتصف العام المقبل”، مضيفا أن ذلك سيمكن العراق من إنهاء وارداته من الوقود.
وأضاف السوداني خلال حفل التدشين الذي بثه التلفزيون الحكومي أن الدولة الغنية بالنفط “تنتج أربعة ملايين برميل يوميا، لكنها لا تزال تستورد المشتقات النفطية”.
تم إنشاء المصفاة في عام 1975، وكانت تنتج ما يصل إلى 300 ألف برميل يوميًا قبل أن يستولي تنظيم داعش على مدينة بيجي – المركز الصناعي السابق للعراق – في يونيو 2014.
واستعادت القوات الحكومية المنشأة والمدينة في أكتوبر/تشرين الأول 2015 خلال اشتباكات عنيفة مع الجهاديين، لكن الأضرار الجسيمة أدت إلى بقاء المصفاة مغلقة لسنوات.
وتعمل مصافي تكرير أخرى في العراق، وتسجل منشآتها في الجنوب طاقة إنتاجية تبلغ 280 ألف برميل يوميا، بحسب جهاد.
وفي نيسان/أبريل، افتتح العراق مصفاة نفط في مدينة كربلاء بوسط البلاد بطاقة 140 ألف برميل يوميا.
وتسببت البنية التحتية المتداعية والفساد المستشري في العراق، الذي دمرته عقود من الصراع، في عرقلة جهود إعادة الإعمار.
وعلى الرغم من ثروتها النفطية الهائلة، لا تزال البلاد تعتمد على الواردات لتلبية احتياجاتها من الطاقة.
ويملك العراق 145 مليار برميل من الاحتياطي النفطي المؤكد، أي ما يعادل إنتاج 96 عاما بالمعدل الحالي، وفقا للبنك الدولي.
وتشكل مبيعات النفط الخام 90 بالمئة من إيرادات الميزانية العراقية.