أعلن العراق الخميس أن واشنطن وبغداد ستبدأان محادثات من المتوقع أن تؤدي إلى جدول زمني لتقليص وجود قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويأتي هذا الإعلان وسط توترات مشتعلة حيث قامت القوات الأمريكية بشكل متكرر بضرب الجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا ردًا على عشرات الهجمات على قواعد تستضيف القوات الأمريكية وقوات التحالف في كلا البلدين.
وتأججت الهجمات بسبب الحرب في غزة بين إسرائيل حليفة واشنطن وحركة حماس الفلسطينية المدعومة من إيران.
وقالت وزارة الخارجية العراقية إن البلدين اتفقا على تشكيل مجموعات عمل تؤدي في النهاية إلى صياغة “جدول زمني محدد وواضح… والبدء في التخفيض التدريجي لمستشاري التحالف على الأراضي العراقية”.
وقالت الوزارة إن الجدول الزمني سيتوقف على تقييم “التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية وخطورته” وكذلك “تعزيز قدرات قوات الأمن العراقية”.
وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في بيان، عقد اجتماعات “في الأيام المقبلة” لبحث “المرحلة الانتقالية” للتحالف بناء على مخرجات حوار التعاون الأمني المشترك الذي عقد بين البلدين في أغسطس/آب الماضي.
وقال البيان إن الاجتماعات “ستحدد كيفية تطور المهمة العسكرية للتحالف على أساس جدول زمني” بناء على عوامل تشمل التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية و”المتطلبات التشغيلية والبيئية” ومستويات قدرات قوات الأمن العراقية.
ويوجد ما يقرب من 2500 جندي أمريكي منتشرين في العراق وحوالي 900 جندي في سوريا كجزء من التحالف المناهض لتنظيم داعش الذي تم إطلاقه في عام 2014.
وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن الاجتماعات المقبلة لن تتفاوض على انسحاب القوات الأميركية من العراق لكنه أقر “بالحاجة إلى الانتقال إلى علاقة تعاون أمني ثنائية طبيعية”.
– الهجمات “يجب أن تتوقف” –
وأثارت الضربات الأمريكية على الجماعات المدعومة من إيران إدانات من بغداد، حيث دعا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التحالف إلى مغادرة البلاد.
حضر مئات الأشخاص، الذين لوحوا بأعلام الجماعات الموالية لإيران، يوم الخميس، في بغداد جنازة أحد المقاتلين الذين قُتلوا في الضربات الأمريكية الأخيرة يوم الأربعاء.
وخلال زيارة للعراق، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس يوم الخميس إن موجة الهجمات التي تستهدف القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق “يجب أن تتوقف”.
وقال الباريس الذي تنشر بلاده أكثر من 300 جندي في العراق “إننا نشعر بقلق بالغ إزاء الهجمات المستمرة على القواعد العسكرية الدولية”.
وأضاف البارس: “نحن هنا بناء على طلب الحكومة العراقية وسنغادر عندما تفكر الحكومة العراقية في ذلك”، مشيراً إلى أنه يسعى إلى “تجنب امتداد تأثير الأزمة في غزة”.
وخلال استقباله كبير الدبلوماسيين الإسبانيين، قال السوداني إن تنظيم داعش “لم يعد يشكل خطرا على الدولة العراقية، وقواتنا المسلحة قادرة على الاضطلاع بشكل كامل بحفظ الأمن والاستقرار”.
وقدر مسؤول عسكري أميركي كبير، الخميس، أعداد تنظيم داعش في العراق وسوريا بنحو ألف، بينهم شبكة من “الميسرين والمقاتلين والممولين” الذين يدعمون التنظيم.
وأضاف السوداني أنه يأمل في تشكيل “علاقات ثنائية مع كافة الدول الأعضاء” في التحالف الدولي.
وقد أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن العديد من الهجمات على قوات التحالف، وهي تحالف فضفاض من الجماعات المرتبطة بإيران والتي تعارض الدعم الأمريكي لإسرائيل في صراع غزة.