انقرة
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي اتفقا خلال اجتماع يوم الأربعاء على ضرورة تجنب الخطوات التي يمكن أن تهدد استقرار الشرق الأوسط بشكل أكبر بعد مرور ثلاثة أشهر على حرب غزة.
وانتقدت تركيا، التي تدعم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، إسرائيل بشدة بسبب هجماتها على غزة، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، ودعمت الخطوات القانونية لمحاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.
وعلى النقيض من حلفائها الغربيين وبعض الدول العربية، فإن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي لا تعتبر حركة حماس الفلسطينية، التي أدى هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى حملة عسكرية إسرائيلية انتقامية على غزة، جماعة إرهابية.
وتقود إيران ما تسميه ما يسمى بمحور المقاومة، وهو تحالف فضفاض يضم حماس والجماعات الشيعية المسلحة في جميع أنحاء المنطقة التي واجهت إسرائيل وحلفائها الغربيين عسكريا. وأعربت عن دعمها لحماس.
وفي حديثه في مؤتمر صحفي بعد لقائه رئيسي في أنقرة، قال أردوغان إن الزعيمين ناقشا إنهاء الهجمات الإسرائيلية “غير الإنسانية” على غزة والحاجة إلى اتخاذ خطوات من أجل سلام عادل ودائم في المنطقة.
وقال “اتفقنا على أهمية الامتناع عن الخطوات التي من شأنها أن تزيد من تهديد أمن واستقرار منطقتنا”، مضيفا أن الجارتين اتفقتا أيضا على مواصلة التعاون ضد تهديدات المتشددين عبر الحدود.
وفي علامة على اتساع نطاق الصراع، ضربت ضربات أمريكية وبريطانية أهدافا للحوثيين المدعومين من إيران في اليمن هذا الشهر، ردا على هجمات على السفن في البحر الأحمر. وانتقد أردوغان الضربات ووصفها بأنها استخدام غير متناسب للقوة.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أيضا الأسبوع الماضي إنه تحدث مع نظيريه الإيراني والباكستاني بعد تبادل إطلاق النار عبر الحدود ودعا إلى الهدوء.
وعلى الرغم من خطابها القاسي، حافظت أنقرة على علاقاتها التجارية مع إسرائيل، مما أثار انتقادات في الداخل وفي إيران.
واتهم رئيسي الولايات المتحدة بدعم ما وصفها بجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة وكرر دعوة طهران للدول الإسلامية إلى قطع علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع “النظام الصهيوني”.
وشدد أردوغان على دعم بلاده لطهران في مكافحة “التهديد الإرهابي الذي تواجهه بلداننا والمنطقة”، في إشارة إلى حملة أنقرة المستمرة ضد المسلحين الأكراد في سوريا والعراق.
ومن المرجح أن تتفق أنقرة وطهران في المواجهة ضد الجماعات الكردية.
لكن العلاقات بين تركيا وإيران عادة ما تكون معقدة، حيث تقفان على خلاف حول مجموعة من القضايا، في المقام الأول الحرب الأهلية السورية وكذلك في أماكن مثل أرمينيا وأذربيجان.
ودعمت أنقرة مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد وشنت عدة توغلات في شمال سوريا ضد المسلحين، بينما تدعم طهران حكومة الأسد. واتخذت تركيا مؤخراً خطوات لتحسين العلاقات مع دمشق.
وكان رئيسي قد أجل مرتين زيارته، التي كان من المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني، بسبب مشاكل في الجدول الزمني وهجمات في مدينة كرمان بجنوب شرق إيران. وترأس الزعيمان يوم الأربعاء اجتماعا لمجلس الأعمال التركي الإيراني ووقعا اتفاقيات مختلفة.