دعت حركة حماس الولايات المتحدة الخميس إلى “ممارسة ضغوط حقيقية” على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه لا يوجد اتفاق قيد الإعداد.
تبادل الجانبان اللوم بشأن تعثر المحادثات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في الوقت الذي يواجه فيه نتنياهو ضغوطا لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح الأسرى المتبقين، بعد أن أعلنت السلطات الإسرائيلية يوم الأحد عن مقتل ستة أشخاص تم انتشال جثثهم من نفق في غزة.
وقال خليل الحية، كبير المفاوضين في حركة حماس المقيم في قطر، “إذا كانت الإدارة الأميركية ورئيسها (جو) بايدن يريدون حقا التوصل إلى وقف إطلاق النار وإتمام صفقة تبادل الأسرى، فعليهم التخلي عن انحيازهم الأعمى للاحتلال الصهيوني”، داعيا الولايات المتحدة إلى “ممارسة ضغوط حقيقية على نتنياهو وحكومته”.
لكن نتنياهو قال لبرنامج “فوكس آند فريندز” الأمريكي: “لا يوجد اتفاق في طور الإعداد… لسوء الحظ، ليس الأمر قريبا ولكننا سنفعل كل ما في وسعنا لحملهم على الوصول إلى النقطة التي يتوصلون فيها إلى اتفاق وفي نفس الوقت نمنع إيران من إعادة إمداد غزة باعتبارها جيبا إرهابيا كبيرا”.
ويصر نتنياهو على أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة على ممر فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزة لمنع تهريب الأسلحة إلى حماس، التي أدى هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى بدء الحرب.
وتطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من المنطقة وقالت يوم الخميس إن موقف نتنياهو “يهدف إلى إحباط التوصل إلى اتفاق”.
وتقول الحركة الفلسطينية المسلحة إن الاتفاق الجديد غير ضروري لأنها وافقت قبل أشهر على هدنة حددها بايدن.
وقالت حماس في بيان لها “لا نحتاج إلى مقترحات جديدة”.
وقالت الحركة “نحذر من الوقوع في فخ نتنياهو.. الذي يستغل المفاوضات لإطالة العدوان على شعبنا”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن واشنطن تعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار متفق عليه بنسبة 90 بالمئة.
ولكنه أضاف أن “لا شيء يمكن التفاوض عليه قبل أن يتم التفاوض على كل شيء، والأشياء التي لا تزال مطروحة في الوقت الراهن هي قضايا مفصلة للغاية، وهنا تصبح الأمور صعبة”.
– “ليس في التوابيت” –
وفي الاحتجاجات الإسرائيلية التي جرت في عدة مدن هذا الأسبوع، ألقى منتقدو نتنياهو باللوم عليه في مقتل الرهائن، قائلين إنه رفض تقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقالت أنيت كيدرون، التي كانت كيبوتسها بئيري من بين الأكثر تضررا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول: “نحن ننتظر فقط أن يعودوا إلينا، أن يعودوا أحياء وليس في توابيت”.
وقالت قطر، التي تلعب دور الوسيط الرئيسي في عملية السلام، إن نهج إسرائيل “يعتمد على محاولة تزييف الحقائق وتضليل الرأي العام العالمي من خلال تكرار الأكاذيب”.
حذرت وزارة الخارجية القطرية من أن مثل هذه التحركات “ستؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار جهود السلام”.
وأسفر الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عن مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين بما في ذلك بعض الرهائن الذين قتلوا في الأسر، وفقا لأرقام إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 رهينة اختطفهم مسلحون فلسطينيون خلال الهجوم، بقي 97 في غزة، بما في ذلك 33 تقول القوات الإسرائيلية إنهم لقوا حتفهم. وأفرجت إسرائيل عن العشرات خلال هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر/تشرين الثاني.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة حتى الآن عن مقتل 40878 شخصا على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس.
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن معظم القتلى من النساء والأطفال.
وتواصلت الغارات على قطاع غزة، اليوم الخميس، حيث أفاد المسعفون ورجال الإنقاذ بمقتل 12 شخصا في هجمات منفصلة في شمال وجنوب القطاع.
– “القوة الكاملة” –
بينما تواصل إسرائيل هجومها على غزة، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن الجيش يجب أن يستخدم “كامل قوته” ضد المسلحين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال إن “هذه المنظمات الإرهابية التي تحمل أسماء مختلفة سواء في نور الشمس أو طولكرم أو الفارعة أو جنين يجب القضاء عليها”، في إشارة إلى المدن والمخيمات التي تشهد عملية عسكرية إسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، إن طائراته نفذت “ثلاث ضربات محددة على إرهابيين مسلحين” في منطقة طوباس، التي تضم مخيم الفارعة للاجئين.
وقالت وزارة الصحة في الإقليم إن غارة على سيارة أسفرت عن مقتل خمسة رجال تتراوح أعمارهم بين 21 و30 عاما وإصابة اثنين آخرين.
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إنهم شاهدوا أعدادا كبيرة من قوات الاحتلال تقتحم مخيم الفارعة، حيث سمع دوي انفجارات.
قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلم جثمان شاب يبلغ من العمر 17 عاماً، بعد أن منع الطواقم الطبية من الوصول إليه عندما كان مصاباً.
قتلت إسرائيل 35 فلسطينيا على الأقل في شمال الضفة الغربية منذ بدء هجومها هناك في 28 أغسطس/آب، وفقا لأرقام أصدرتها وزارة الصحة، بما في ذلك أطفال ومسلحون.
قُتل جندي إسرائيلي في جنين، حيث وقعت أغلبية القتلى الفلسطينيين.
– حملة التطعيم ضد شلل الأطفال –
لقد ترك القصف الإسرائيلي لقطاع غزة القطاع في حالة من الدمار، حيث أدى تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي إلى انتشار الأمراض.
أدت الأزمة الإنسانية إلى ظهور أول حالة شلل أطفال في غزة منذ 25 عاما، مما دفع إلى إطلاق حملة تطعيم ضخمة يوم الأحد مع “توقفات إنسانية” محلية في القتال.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن نحو 200 ألف طفل في وسط قطاع غزة تلقوا الجرعة الأولى، وبدأت مرحلة ثانية الخميس في الجنوب، قبل أن ينتقل المسعفون إلى الشمال.
وتهدف الحملة إلى تطعيم أكثر من 640 ألف طفل بشكل كامل، على أن يتم تلقي الجرعات الثانية في غضون أربعة أسابيع تقريبًا.
لكن لويز ووتريدج، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حذرت من أنه “في المنطقة الجنوبية سيكون من الصعب الوصول إلى عدد كبير من السكان”، لأن الأطفال ليسوا جميعهم في المناطق الإنسانية المخصصة – حيث وافقت إسرائيل على عدم ضربها.
