دمشق، سوريا
تولى أول سفير لدولة الإمارات العربية المتحدة في دمشق منذ ما يقرب من 13 عامًا منصبه يوم الثلاثاء في الوقت الذي تعمل فيه سوريا على إعادة دمج الصف العربي
وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إن وزير الخارجية فيصل مقداد تسلم أوراق اعتماد السفير حسن أحمد الشحي.
وأعيد فتح سفارة الإمارات في سوريا أواخر عام 2018، ويتولى القائم بالأعمال إدارة البعثة الدبلوماسية منذ ذلك الحين. وذكرت صحيفة الوطن اليومية الموالية للحكومة أن الشيحي وصل إلى دمشق يوم الاثنين.
وزار الرئيس السوري بشار الأسد الدولة الخليجية في مارس 2022، وهي أول دولة عربية تستقبله منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا قبل ما يقرب من 13 عامًا. وفي أعقاب زلزال 6 فبراير/شباط 2023 الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في تركيا ونحو 8 آلاف في سوريا، أرسلت الإمارات عشرات الطائرات المحملة بالمساعدات إلى سوريا.
وفي شهر مايو/أيار، وافقت الجامعة العربية التي تضم 22 عضواً على إعادة سوريا، منهية تعليقاً دام 12 عاماً، واتخاذ خطوة أخرى نحو إعادة الأسد، المنبوذ إقليمياً منذ فترة طويلة، إلى الحظيرة. وشارك الأسد، الذي زار الإمارات مرتين منذ 2022، في قمة الجامعة العربية في السعودية في مايو/أيار.
وجاء وصول الشيحي في وقت تعاني فيه سوريا من أزمة اقتصادية حادة، جزء منها نتيجة الصراع الذي أودى بحياة نصف مليون شخص وشرّد ملايين آخرين ودمر أجزاء كبيرة من البلاد.
من غير المرجح أن تؤدي المصالحة بين دمشق والدول العربية الغنية بالنفط إلى تدفق الأموال إلى الدولة التي مزقتها الحرب بسبب العقوبات الغربية، والتي أدت إلى جانب الحرب والفساد المستشري إلى أزمة اقتصادية حادة في سوريا.
ويبلغ سعر الدولار الأمريكي الآن 16 ألف ليرة سورية. وفي بداية الصراع في مارس/آذار 2011، كان سعر الدولار يتداول عند 47 جنيها.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 90 بالمئة من السوريين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة يعيشون في فقر. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف السكان، أي حوالي 12 مليون شخص، يكافحون من أجل توفير الغذاء لأسرتهم. وقد تتفاقم الأمور الآن بعد أن أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه سينهي في يناير/كانون الثاني برنامجه الرئيسي للمساعدات في جميع أنحاء سوريا.
ثم دعمت المملكة العربية السعودية وقطر، وبدرجة أقل الإمارات العربية المتحدة، المتمردين ضد الأسد، لكن أبوظبي أعادت بناء العلاقات مع دمشق في السنوات الأخيرة.
وفتحت السعودية، القوة الإقليمية، التي توصلت العام الماضي إلى اتفاق مع منافستها إيران لاستعادة العلاقات الثنائية، الباب أمام حوار محتمل مع دمشق، خاصة بشأن القضايا الإنسانية.
وذكرت صحيفة الوطن السورية اليومية أن الرياض سترسل سفيراً إلى دمشق “قريباً”.
واستدعت الإمارات سفيرها من سوريا عام 2011 بعد بدء الانتفاضة الشعبية ضد الأسد. ظلت السفارة السورية في الإمارات العربية المتحدة مفتوحة.
وفي الشهر الماضي، تم تعيين نائب وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، سفيراً جديداً لبلاده لدى المملكة العربية السعودية.