وصرح رئيس منظمة اطباء بلا حدود في الاراضي الفلسطينية لوكالة فرانس برس بعد عودته للتو من غزة التي مزقتها الحرب، واصفا ما حدث بـ”المذبحة” واعرب عن أسفه لقدرة المنظمة المحدودة على المساعدة.
وقال ليو كانز، الذي عاد من غزة الأسبوع الماضي، إنه منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تم استهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي يدعي أن مقاتلي حماس يستخدمون هذه المرافق كدروع.
قُتل ثلاثة من موظفي منظمة أطباء بلا حدود في قطاع غزة جراء الغارات الجوية، بالإضافة إلى ابنة أحد الموظفين بعد إصابة مبنى تابع لمنظمة غير حكومية بقذيفة. ويعمل لدى المنظمة الدولية نحو 300 موظف في قطاع غزة.
سؤال: ماذا رأيت في زيارتك الأخيرة لغزة؟
الإجابة: رأيت غالبية النساء والأطفال بين مرضى المستشفى. إنها المرة الأولى التي نرى فيها هذا، على الرغم من أننا عملنا مع زملائي في حالات حرب أخرى، في أفغانستان وسوريا وجنوب السودان.
بالنسبة لنا، هذا دليل واضح على أن التفجيرات عشوائية. هناك الكثير من الألم في المستشفيات، والناس يصرخون، ويقولون إنهم يعانون من الألم، وليس هناك سوى طريقة قليلة جدًا للتعامل مع الأمر.
س: ما هي مطالبكم؟
ج: المطلب الأول هو وقف فوري لإطلاق النار، لأنها الآن مذبحة. ويقتل نحو 150 امرأة وطفلاً يومياً، وفقاً لتقدير متحفظ. وهذا رقم ينبغي أن يرعب وينذر بالخطر المجتمع الدولي برمته. والعديد من القتلى “غير مرئيين” لأنه ليس من الضروري أن يتم إحصاؤهم في عمليات القصف، لكنهم يموتون لأنهم يفتقرون إلى الرعاية الأساسية.
ثم هناك الصعوبات الهائلة المرتبطة بالأمن. اليوم، لا نستطيع إجلاء المرضى من مستشفى إلى آخر بسبب الوضع الأمني.
وهناك أيضاً مشكلة في الوصول، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بشكل شبه منهجي بمنع نشر المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة.
أود أن أقول إننا اليوم نفعل ربما 1% مما كان من الممكن أن نفعله إذا لم تكن لدينا هذه القيود فيما يتعلق بالأمن والوصول والإمدادات.
سؤال: أفادت الأمم المتحدة أن النظام الصحي في غزة قد انهار. كيف يبدو هذا على الأرض؟
ج: منذ بداية الحرب، كانت هناك هجمات منهجية على المرافق الصحية، وهو أمر غير مسبوق بالنسبة لمنظمة أطباء بلا حدود. في الحرب، تكون هذه الأماكن دائمًا مناطق حساسة ودائمًا ما تقع حوادث، لكن هذا أمر منهجي.
ولا تتعامل المرافق الصحية الآن إلا مع حالات الطوارئ التي تهدد الحياة، بل وتفشل في بعض الأحيان في الاستجابة لها.
قبل خمسة أيام، شاهدنا مريضًا مصابًا في مستشفى ناصر (في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة) وصل لإجراء عملية جراحية في العظام، ونظرًا لعدم وجود جراح، توفي.
لم يعد هناك أي علاج لمرضى السرطان في غزة، لذلك يموت هؤلاء الأشخاص بمعدل متسارع.