طهران –
حمل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني هذا الأسبوع رسالة شديدة اللهجة من الحكومة الأمريكية إلى القيادة الإيرانية بشأن نفاد صبر واشنطن الوشيك تجاه تصرفات الميليشيات الشيعية التي تستهدف القوات الأمريكية في سوريا والعراق.
وبدأ السوداني، اليوم الاثنين، جولة إقليمية بدأها بزيارة إلى طهران لبحث التطورات الجارية في غزة وسط العدوان الإسرائيلي المستمر.
وفي طهران، التقى السوداني بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وسط آمال في أن يتمكن من منع العراق من حرب إقليمية محتملة في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة.
وبحسب ما ورد سلم السوداني رسالة من الولايات المتحدة مفادها أنه يتعين على طهران ردع الميليشيات العراقية المتحالفة مع إيران من شن هجمات على القواعد العسكرية التي تستضيف القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي، بحسب مصادر حكومية.
والتقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارة غير معلنة للعراق الأحد، بالسوداني في بغداد.
وفي حديثه للصحفيين، هدد بلينكن بأن الولايات المتحدة ستتخذ جميع الإجراءات لحماية قواتها في العراق وأنه لا ينبغي لإيران ولا وكلائها في العراق “السعي للاستفادة من الصراع في غزة لتهديد أفرادنا هنا أو في أي مكان آخر في المنطقة”. “.
وفي الوقت نفسه، قال إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران.
خطر التصعيد العسكري
ويواجه السوداني تحديات في السيطرة على كافة الفصائل المسلحة في العراق، خاصة تلك غير المتحالفة مع حكومته وتفتقر إلى التمثيل السياسي في إطار التنسيق الحاكم.
كما يدرك رئيس الوزراء العراقي مخاطر التصعيد العسكري لهذه الفصائل ضد القوات الأمريكية في العراق. ويقول المحللون إن مثل هذا التصعيد يمكن أن يؤدي إلى رد فعل عسكري كبير من جانب الولايات المتحدة، مما قد يحول العراق إلى ساحة معركة ذات آثار اقتصادية وسياسية بعيدة المدى.
هدد أبو علي العسكري، رئيس المكتب الأمني في كتائب حزب الله العراقية، الأحد، بالرد بإجراءات وتصعيد غير مسبوق إذا زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن العراق.
وتعهد العسكري بأن المقاومة العراقية ستعمل بنشاط على تقويض المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة الأوسع وستغلق السفارة الأمريكية في العراق من خلال “وسائلنا غير السلمية”.
ومع وصول بلينكن إلى بغداد، دعا رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر أتباعه إلى التجمع بشكل عاجل في ساحة التحرير ببغداد للاحتجاج السلمي على الزيارة إلى العراق.
وبعد زيارة بلينكن للعراق، استهدفت الميليشيات المتحالفة مع إيران قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار بقذائف الهاون. وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق – جماعة الظافرين مسؤوليتها عن الهجوم.
لسنوات، كان العراق عالقا في توازن دقيق بين حليفيه الرئيسيين طهران وواشنطن، وهما خصمان اللدودان.
وبعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أطاح بالرئيس العراقي صدام حسين، نما نفوذ إيران من خلال الروابط السياسية بين الأغلبية الشيعية المسلمة في البلدين.
وتهيمن الأحزاب الموالية لإيران الآن على البرلمان العراقي، وفي العام الماضي عينت السوداني رئيسًا جديدًا للوزراء بعد صراع دام عامًا مع منافسيها الشيعة.
معالجة التطورات في غزة
وأعلن السوداني، خلال مؤتمر مشترك مع رئيسي، أن المجتمع الدولي فشل في القيام بواجباته تجاه سكان غزة، الذين ترتكب مجازرهم على يد إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بحسب وكالة الأنباء العراقية (واع).
وبينما انتقد المجتمع الدولي لعدم اتخاذ إجراءات حاسمة، أكد مجددا أيضا التزام العراق بتحقيق وقف إطلاق النار، وأدان عمليات القتل المنهجي والفظائع في غزة والضفة الغربية.
وقال الرئيس الإيراني إن الجانبين يعتقدان أن الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة يجب أن تتوقف دون تأخير، ويجب تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار، ويجب تقديم المساعدة الأساسية لشعب غزة الصامد والمضطهد.
ووفقا لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا)، فإن خامنئي “يقدر موقف العراق الثابت في دعم شعب غزة”، مشددا على أهمية زيادة الضغط السياسي من العالم الإسلامي على الولايات المتحدة وإسرائيل لوقف المذابح المستمرة في غزة و حماية شعبها.
ونقلت الوكالة عن خامنئي قوله: “منذ الأيام الأولى لعدوان النظام الصهيوني على غزة، أظهرت جميع الأدلة تورط الأمريكيين المباشر في إدارة الحرب”.
وأضاف: “يمكن للجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق أن تلعبا دوراً وتمارسا نفوذهما من خلال التنسيق مع بعضهما البعض لوضع حد لجرائم النظام الصهيوني في الجيب الساحلي”.
