تقدمت القوات الإسرائيلية، اليوم الخميس، بحملتها لتدمير حركة حماس في غزة، حيث خاضت معارك بالأسلحة النارية وسيطرت على ميناء رئيسي بعد يوم من غارة على المستشفى الرئيسي في القطاع.
واستهدفت الحملة البرية مواقع رئيسية مثل المباني الحكومية والبنية التحتية في غزة، وكذلك مستشفى الشفاء الذي تقول إسرائيل إنه يقع فوق مركز قيادة لحماس، وهو ما تنفيه الحركة.
وأظهر مقطع فيديو مباشر لوكالة فرانس برس دوي قصف وإطلاق نار في غزة المحاصرة، بينما وصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف “ممدد” للقتال بأنه “لا معنى له”.
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، أن قواته سيطرت على ميناء مدينة غزة شمال القطاع، موضحا أن ما لا يقل عن عشر دبابة ومجموعات من الجنود احتشدت على الساحل بالقرب من مدينة غزة.
وركزت إسرائيل قصفها العنيف وهجومها البري على مدينة غزة، وأعلنت هذا الأسبوع الاستيلاء على مبنى البرلمان والمكاتب الحكومية ومقر شرطة حماس.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس ردا على هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، التي أسفرت عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز نحو 240 رهينة، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن 51 من جنوده قتلوا في غزة منذ بدء القتال.
لكن مع إعلان وزارة الصحة التي تديرها حماس أن عدد القتلى جراء الهجوم تجاوز الآن 11500 شخص، بما في ذلك آلاف الأطفال، تتزايد الدعوات إلى الهدنة.
ودعا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي يزور إسرائيل الخميس، إلى إطلاق سراح الرهائن على الفور، لكنه حث إسرائيل أيضا على “عدم الانجراف إلى الغضب” في معركتها مع حماس.
وقال الجيش في وقت متأخر من يوم الأربعاء إنه أطلق عملية إضافية في الشفاء، بعد ساعات من مداهمة قبل الفجر قالت القوات الإسرائيلية إنها عثرت فيها على بنادق وذخائر ومتفجرات في المجمع.
وتقول إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة إن حماس بنت أنفاقا أسفل مجمع الشفاء الذي أصبح نقطة محورية في الحرب.
وقد نفت الجماعة الفلسطينية المسلحة ومديرو المستشفى هذه التهمة، كما رفضت حماس أيضًا التقارير عن وجود أسلحة في الموقع.
وقبل أن ترسل إسرائيل قواتها لأول مرة إلى مجمع المستشفيات يوم الأربعاء، قدرت وكالات الأمم المتحدة أن 2300 مريض وموظف ومدني نازح كانوا يحتمون في مستشفى الشفاء.
– قرار أممي “لا معنى له” –
وضع مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء الانقسامات العميقة بشأن الصراع جانبا للموافقة على قرار يدعو إلى “هدنة إنسانية عاجلة وممتدة” للقتال.
ويدعو القرار الذي تمت الموافقة عليه بامتناع الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا عن التصويت حماس وإسرائيل إلى حماية المدنيين “وخاصة الأطفال”.
ووافقت إسرائيل على وقف مؤقت للقتال، لكنها رفضت الدعوات لوقف إطلاق النار على نطاق أوسع.
وكتب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، على موقع X: “إن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منفصل عن الواقع ولا معنى له”.
كما أكد مجددا أهداف الحكومة الإسرائيلية من الحرب قائلا: “إن إسرائيل ستواصل التحرك حتى يتم تدمير حماس وإعادة الرهائن”.
دعت وزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم الخميس مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى “الوقوف بحزم من أجل الإفراج الفوري” عن جميع المختطفين.
وأضاف أن “الهدنة الإنسانية الممتدة لا يمكن الدفاع عنها طالما بقي 239 مختطفا في أيدي إرهابيي حماس”.
– معاناة المدنيين –
وزعم الجيش الإسرائيلي أن غارة أولية في الشفاء كشفت عن معدات عسكرية وأسلحة وما وصفه المتحدث باسمه دانييل هاجاري بأنه “مقر عمليات به معدات اتصالات”.
وأظهر مقطع فيديو رواه متحدث آخر باسم الجيش الإسرائيلي بنادق وذخائر ومخازن ذخيرة داخل منطقة حددها بأنها مبنى جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي في مستشفى الشفاء.
وقال المتحدث جوناثان كونريكوس: “تم إخفاء هذا بشكل مريح للغاية، سرا خلف جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي”.
وقالت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس يوم الأربعاء إن الجيش الإسرائيلي لم يعثر على أي أسلحة عندما داهم المستشفى.
وأثار الموت والمعاناة في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان قلقا متزايدا على المدنيين في غزة الذين فروا جنوبا في محاولة للهروب من أعنف القتال.
وتم إخلاء مستشفى القدس في مدينة غزة أثناء القتال العنيف في المنطقة، مما اضطر المرضى إلى التوجه جنوبًا إلى مرافق أخرى.
وقال أحمد أبو صبرة، أحد الناجين الجريحين: “كنا نتألم على طول الطريق… أشعر بألم في الركبة”.
وقال لوكالة فرانس برس في مستشفى الهلال الاحمر الفلسطيني في خان يونس “الوضع كان سيئا والمسافة. بقينا في (حاجز) الجيش لاكثر من ساعتين”.
– “تفاؤل طفيف” بشأن محادثات الرهائن –
وأشار فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى ما وصفها بمزاعم خطيرة عن انتهاكات للقانون الدولي في الحرب بين إسرائيل وحماس وأشار إلى أن هناك حاجة لإجراء تحقيق دولي.
وقال في إحاطة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة في جنيف: “عندما تثبت السلطات الوطنية عدم رغبتها أو عدم قدرتها على إجراء مثل هذه التحقيقات، وحيثما تكون هناك روايات متنازع عليها حول حوادث ذات أهمية خاصة، تكون هناك حاجة إلى إجراء تحقيق دولي”.
لكن استطلاعات الرأي في إسرائيل تظهر تأييدا شعبيا واسع النطاق للعمل العسكري ضد حماس في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهي الأسوأ في تاريخ البلاد.
تفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء بأنه لا يوجد مكان آمن لحماس و”لا مكان في غزة” لن يصل إليه الجيش.
وقال “أخبرونا أننا لن نصل إلى مشارف مدينة غزة وقد فعلنا ذلك. قالوا لنا إننا لن ندخل الشفاء وقد فعلنا ذلك”.
لكن نتنياهو، الذي قاد إسرائيل على نحو متقطع لمدة 16 عاما، يتعرض لضغوط داخلية مكثفة لتفسير الإخفاقات السياسية والأمنية المحيطة بالهجوم.
وخرج المتظاهرون إلى الشوارع مطالبين ببذل جهود أكبر لتحرير الرهائن.
وفي الوقت نفسه، قادت قطر، التي تستضيف مكتبًا سياسيًا لحماس ولديها أيضًا قنوات اتصال مع إسرائيل، المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن.
وفي حديثه للصحفيين يوم الأربعاء، قال بايدن إنه “متفائل بعض الشيء” بالتوصل إلى اتفاق.
وقال عندما سئل عن التقدم المحرز في تحرير الرهائن “لا أريد أن أتقدم هنا لأنني لا أعرف ما حدث في الساعات الأربع الماضية لكننا حصلنا على تعاون كبير من القطريين.”
