صورة التقطت في 24 سبتمبر 2024 تظهر الحطام والدمار في موقع غارة إسرائيلية ليلية على حي في لبنان. تصوير: وكالة فرانس برس
دعت الولايات المتحدة وفرنسا وعدد من الحلفاء إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يومًا على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان، بينما أعربوا أيضًا عن دعمهم لوقف إطلاق النار في غزة، عقب مناقشات مكثفة في الأمم المتحدة يوم الأربعاء.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن وقف إطلاق النار سينطبق على “الخط الأزرق” بين إسرائيل ولبنان، وهو خط ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وسيسمح للأطراف بالتفاوض نحو حل دبلوماسي محتمل للصراع.
وجاء في بيان مشترك للدول أصدره البيت الأبيض: “ندعو جميع الأطراف، بما في ذلك حكومتي إسرائيل ولبنان، إلى الموافقة على وقف إطلاق النار المؤقت على الفور”.
ابق على اطلاع بأحدث الأخبار. تابع KT على قنوات WhatsApp.
ومن بين الدول الحليفة التي وقعت على البيان المشترك أستراليا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي.
وسّعت إسرائيل غاراتها الجوية على لبنان الأربعاء، وأسفرت الغارات عن مقتل 72 شخصا على الأقل، بحسب حصيلة جمعتها رويترز استنادا إلى بيانات وزارة الصحة اللبنانية. وكانت الوزارة قالت في وقت سابق إن 223 شخصا على الأقل أصيبوا.
قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن شن هجوم بري أمر محتمل، مما أثار مخاوف من أن الصراع قد يشعل حربا أوسع في الشرق الأوسط.
وقال المسؤول الكبير في البيت الأبيض إن واشنطن كانت على مدى الأشهر القليلة الماضية تتواصل مع المسؤولين في إسرائيل ولبنان لتقليل الأعمال العدائية.
وقال المسؤول “لقد أجرينا هذه المناقشات منذ فترة طويلة”، مضيفًا أن واشنطن وحلفاءها يهدفون إلى تحويل هذه المناقشات إلى اتفاق أوسع خلال فترة وقف إطلاق النار التي تستمر 21 يومًا.
وقال المسؤول إن بايدن ركز على إمكانية وقف إطلاق النار “في كل محادثة تقريبا أجراها مع زعماء العالم” في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.
وأضاف المسؤول أنه بناء على مناقشات مع الإسرائيليين واللبنانيين، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها شعروا أن هذا هو الوقت المناسب للدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون للصحفيين قبل اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء إن إسرائيل سترحب بوقف إطلاق النار وتفضل الحل الدبلوماسي. ثم أبلغ مجلس الأمن أن إيران هي محور العنف في المنطقة وأن السلام يتطلب تفكيك التهديد.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للصحافيين قبل اجتماع المجلس إن بلاده تدعم حزب الله ولن تقف مكتوفة الأيدي في حال تصاعد الصراع في لبنان.
تصاعد الدخان فوق جنوب لبنان بعد غارة إسرائيلية. تصوير: رويترز
ودعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي مجلس الأمن إلى الضغط على إسرائيل من أجل “وقف فوري لإطلاق النار على كافة الجبهات”. وسئل ميقاتي عما إذا كان من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار قريبا فقال لرويترز “نأمل أن يكون ذلك ممكنا”.
أعرب زعماء العالم عن قلقهم من أن الصراع – الذي يدور بالتوازي مع الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة ضد مسلحي حركة حماس الفلسطينية المدعومة أيضا من إيران – يتصاعد بسرعة مع ارتفاع حصيلة القتلى في لبنان وفرار الآلاف من منازلهم.
ومن المقرر أن يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نيويورك يوم الخميس ويلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة.
ضغوط على بايدن وهاريس
تسعى الإدارة الأميركية منذ ما يقرب من عام دون جدوى إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
لقد كان الصراع مكلفًا سياسياً للرئيس الأمريكي جو بايدن وبالتالي للحملة الرئاسية لنائبة الرئيس كامالا هاريس، مع زيادة العنف في لبنان للضغوط على إدارته لإيجاد حل دبلوماسي.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أسقطت إسرائيل صاروخا قالت جماعة حزب الله المدعومة من إيران إنها كانت تستهدف مقر وكالة الاستخبارات الموساد بالقرب من تل أبيب، أكبر مدينة في إسرائيل.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن صاروخا ثقيلا كان متجها نحو مناطق مدنية في تل أبيب، وليس مقر الموساد، قبل إسقاطه.
وقال الجنرال هرتسي هاليفي للقوات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، بحسب بيان عسكري: “تسمعون الطائرات النفاثة فوق رؤوسنا، لقد كنا نضرب طوال اليوم”.
وقال متحدث باسم البنتاغون إن “التوغل البري الإسرائيلي لا يبدو وشيكاً”.
قال وزير الخارجية اللبناني إن عدد النازحين في لبنان قد يصل إلى نصف مليون شخص. وفي بيروت، لجأ آلاف النازحين من جنوب لبنان إلى المدارس وغيرها من المباني.
استهداف قادة حزب الله
استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية هذا الأسبوع قادة حزب الله وأصابت مئات المواقع في عمق لبنان، حيث فر مئات الآلاف من منطقة الحدود، بينما أطلقت المجموعة وابلا من الصواريخ على إسرائيل.
احتشد المشيعون يوم الأربعاء في ضواحي بيروت لتشييع جثماني اثنين من كبار قادة حزب الله الذين قُتلا في غارات إسرائيلية في اليوم السابق. وحمل مقاتلون يرتدون الزي العسكري النعوش المغطاة بالأعلام بينما كانت فرقة موسيقية تعزف. وردد الحشد شعارات حزب الله وبكى البعض.
وقالت إسرائيل إن طائراتها الحربية تقصف جنوب لبنان وسهل البقاع، معقل حزب الله إلى الشمال، وإنها تستدعي لواءين احتياطيين آخرين لعمليات على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وفي رسالة مصورة لم تتضمن أي تعليق على الجهود الدبلوماسية لضمان وقف إطلاق النار، قال نتنياهو إن حزب الله يتعرض لضربات أقوى مما كان يتصور.
جعلت إسرائيل من تأمين حدودها الشمالية والسماح بعودة نحو 70 ألف من السكان الذين نزحوا بسبب تبادل إطلاق النار اليومي تقريبا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول بين إسرائيل وحماس في غزة على الحدود الجنوبية لإسرائيل أولوية لها.
امتلأت المستشفيات اللبنانية بالجرحى منذ يوم الاثنين عندما أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 550 شخصا في أعنف يوم في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية في عام 1990.
