الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يستمع إلى القائد العام للبحرية الروسية الأدميرال ألكسندر مويسييف خلال العرض العسكري السنوي للبحرية في سانت بطرسبرغ، روسيا، يوم الأحد. رويترز
هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الأحد، باستئناف إنتاج الأسلحة النووية متوسطة المدى إذا أكدت الولايات المتحدة عزمها نشر صواريخ في ألمانيا أو في أي مكان آخر في أوروبا.
وقال بوتن خلال عرض بحري في سان بطرسبورغ: “إذا نفذت الولايات المتحدة مثل هذه الخطط، فإننا سنعتبر أنفسنا محررين من الوقف الأحادي الجانب الذي اعتمدناه في السابق بشأن نشر قدرات الضربة المتوسطة والقصيرة المدى”.
وأضاف بوتن أن “تطوير عدد من هذه الأنظمة في روسيا وصل الآن إلى مراحله النهائية”.
وحذر الرئيس الروسي قائلا: “سنتخذ تدابير مماثلة في نشرها، مع الأخذ في الاعتبار تصرفات الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية في أوروبا وفي مناطق أخرى من العالم”.
وكانت هذه الصواريخ، التي يمكنها السفر على مدى يتراوح بين 500 و5500 كيلومتر، موضوع معاهدة الحد من الأسلحة التي وقعتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في عام 1987.
لكن واشنطن وموسكو انسحبتا من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى في عام 2019، واتهمت كل منهما الأخرى بالانتهاكات.
وقالت روسيا في وقت لاحق إنها لن تستأنف إنتاج مثل هذه الصواريخ طالما لم تنشر الولايات المتحدة صواريخ في الخارج.
وفي أوائل يوليو/تموز، أعلنت واشنطن وبرلين أن “عمليات النشر المتقطعة” للصواريخ الأميركية بعيدة المدى، بما في ذلك صواريخ توماهوك المجنحة، في ألمانيا ستبدأ في عام 2026.
وقال بوتن إن “مواقع إدارية وعسكرية روسية مهمة” ستقع في مرمى مثل هذه الصواريخ التي “يمكن في المستقبل تجهيزها برؤوس نووية، بحيث ستكون أراضينا على بعد حوالي 10 دقائق” من إطلاق الضربة.
وأشار الرئيس الروسي أيضا إلى أن الولايات المتحدة نشرت أنظمة صواريخ تايفون متوسطة المدى في الدنمارك والفلبين في التدريبات الأخيرة.
وقال بوتن إن “هذا الوضع يذكرنا بأحداث الحرب الباردة المرتبطة بنشر صواريخ بيرشينج الأميركية متوسطة المدى في أوروبا”.
نشرت الولايات المتحدة صواريخ بيرشينج الباليستية في ألمانيا الغربية في ثمانينيات القرن العشرين في ذروة الحرب الباردة.
وظلت الصواريخ الأميركية قائمة حتى إعادة توحيد ألمانيا وحتى تسعينيات القرن العشرين.
لكن بعد انتهاء الحرب الباردة، خفضت الولايات المتحدة بشكل كبير أعداد الصواريخ المنتشرة في أوروبا مع تراجع التهديد الذي تشكله موسكو.
وكان الكرملين قد حذر في منتصف يوليو/تموز من أن نشر الولايات المتحدة المقترح يعني أن العواصم الأوروبية ستصبح هدفا للصواريخ الروسية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لمراسل التلفزيون الرسمي “نحن نتخذ خطوات ثابتة نحو الحرب الباردة. كل سمات الحرب الباردة مع المواجهة المباشرة تعود”.