دمشق
قصفت طائرات حربية إسرائيلية سفارة إيران في سوريا يوم الاثنين في تصعيد للحرب الإسرائيلية ضد وكلاء إيران الإقليميين، مما أدى إلى تدمير مبنى في ضربة قالت طهران إنها أسفرت عن مقتل قائد كبير في الحرس الثوري وجنرالين آخرين في الحرس الثوري الإيراني والعديد من الدبلوماسيين.
وشاهد مراسلو رويترز في الموقع بحي المزة بدمشق عمال الطوارئ يتسلقون فوق أنقاض مبنى مدمر داخل المجمع الدبلوماسي المجاور لمبنى السفارة الرئيسي. وكانت سيارات الطوارئ متوقفة في الخارج. وعلم إيراني معلق على عمود أمام الأنقاض.
وشوهد وزيرا الخارجية والداخلية السوريان في مكان الحادث.
ولطالما استهدفت إسرائيل المنشآت العسكرية الإيرانية وتلك التابعة لوكلائها في سوريا، وكثفت تلك الضربات بالتوازي مع حملتها ضد حركة حماس الفلسطينية المدعومة من إيران في قطاع غزة. وكان هجوم يوم الاثنين هو المرة الأولى التي يتعرض فيها مجمع السفارة الضخم نفسه للقصف.
ويرى خبراء إيرانيون أن الهجوم يهدد بامتداد الصراع على نطاق أوسع في غزة، حيث من المرجح أن تعتبره طهران هجوما مباشرا على أراضيها.
ورأى الخبراء، بما في ذلك المقربون من النظام الإيراني، أن الضربة ربما تجبر طهران على الانخراط بشكل مباشر في الحرب على عكس استراتيجيتها السابقة المتمثلة في مجرد نشر وكلائها الإقليميين.
وقال بيمان سيد طاهري، وهو محلل محافظ مقرب من الحكومة، لصحيفة نيويورك تايمز إن الهجوم الإسرائيلي في دمشق “هز الإيرانيين الذين يخشون أن يكون نهج الحكومة في المواجهة مع إسرائيل قد فشل”.
“لقد تم انتهاك أمننا القومي. وقال طاهري: “إما أن ترد إيران حتى لا تهاجمنا إسرائيل في طهران، أو إذا كانت لا تريد الرد، فعليها أن تعيد التفكير وتخفف من سياساتها الإقليمية ووجودها العسكري”.
وقال الخبراء إنه ليس هناك شك في أن إيران سترد. وقال تشارلز ليستر، خبير الشؤون السورية في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، على منصة التواصل الاجتماعي X، إن الضربة في سوريا كانت بمثابة “تصعيد كبير”.
ولا تعلق إسرائيل عادة على الهجمات التي تشنها قواتها على سوريا. وردا على سؤال حول الغارة، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “نحن لا نعلق على التقارير في وسائل الإعلام الأجنبية”.
لكن مصادر رسمية إسرائيلية أكدت لصحيفة نيويورك تايمز، تحت غطاء عدم الكشف عن هويتها، أن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم.
وقال السفير الإيراني لدى سوريا حسين أكبري، الذي لم يصب بأذى، إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في الهجوم وإن رد طهران سيكون “قاسيا”.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إن أحد القتلى هو محمد رضا زاهدي، القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني، وأن طهران تعتقد أنه كان هدف الهجوم.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب عدد آخر.
ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب للتعليق.
منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي عجل بالحرب في غزة، صعدت إسرائيل ضرباتها الجوية في سوريا ضد كل من الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة المدعومة من طهران، وكلاهما يدعم حكومة الرئيس بشار الأسد. .
نفذت إسرائيل، يوم الجمعة، أكثر ضرباتها دموية منذ أشهر على محافظة حلب شمال سوريا وقتلت مقاتلا كبيرا من حزب الله في لبنان. كما قامت بانتظام بضرب المطارات في حلب ودمشق في محاولة لوقف عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى وكلائها.
قال الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين إنه أوقف تهريب أسلحة متقدمة، بما في ذلك عبوات الشظايا والألغام المضادة للدبابات، إلى الضفة الغربية من إيران.
وأضافت أنه تم اكتشاف الأسلحة خلال عملية ضد عنصر مقيم في لبنان تابع لحزب الله والحرس الثوري الإيراني، الذي قالت إنه كان يجند عملاء لتهريب الأسلحة وتنفيذ هجمات في الضفة الغربية.
أبلغت الولايات المتحدة إيران بأنها “ليس لها أي علاقة” أو علم مسبق بالهجوم الإسرائيلي على مجمع دبلوماسي في سوريا، حسبما أفاد موقع أكسيوس يوم الاثنين نقلاً عن مسؤول أمريكي.
وقالت وزارة الخارجية الروسية: “ندين بشدة هذا الهجوم على البعثة القنصلية الإيرانية في سوريا”. وأضاف أن مثل هذه الأعمال العدوانية من جانب إسرائيل غير مقبولة على الإطلاق ويجب أن تتوقف.
وأضافت: “نحث القيادة الإسرائيلية على التخلي عن ممارسة الأعمال العسكرية الاستفزازية على أراضي سوريا والدول المجاورة الأخرى”.
