مدينة الكويت –
يستعد الناخبون في الكويت للإدلاء بصناديق الاقتراع لاختيار برلمانهم المقبل يوم الخميس، بعد أن حذر الأمير الجمهور من مقاطعة الانتخابات وسط مخاوف من انخفاض نسبة المشاركة.
ويتنافس 200 مرشح فقط، من بينهم 46 عضوًا في البرلمان المنحل مؤخرًا و20 من المجالس السابقة، على مقاعد الجمعية الوطنية الخمسين. فقط 13 من المرشحين من الإناث.
وعلى الرغم من تصميمهن، إلا أن هؤلاء النساء يظلن واقعيات ويدركن أن الحصول على مقعد في الجمعية الوطنية وتعزيز وجودهن في البرلمان ليس بالمهمة السهلة.
ولم يكن هناك سوى عضوة واحدة في البرلمانين السابقين، في حين لم يكن برلمان 2020 يضم أي امرأة على الإطلاق.
رسخت المرأة الكويتية مكانتها سياسياً منذ منحها حقوقها السياسية في 16 مايو/أيار 2005، سواء في الترشح للانتخابات أو التصويت.
مما فتح لهم الباب للمشاركة لأول مرة في عملية صنع القرار والمساهمة في تعميق العملية الديمقراطية في البلاد.
وتقول العديد من الأكاديميات الكويتيات إن المرأة الكويتية لديها وعي سياسي وأن مشاركتها في الانتخابات البرلمانية أحدثت فرقا واضحا في إيصال قضاياها ومطالبها.
وقالت القائم بأعمال الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة مريم العازمي، إن مشاركة المرأة في الانتخابات لها العديد من الإيجابيات، منها تفعيل حقوق المواطنة على قدم المساواة مع الرجل لبناء مجتمع عادل وحر ومتساوي.
وأشارت إلى أن المرأة قادرة على إسماع صوتها داخل مجلس الأمة، سواء من خلال ترشحها وفرص الفوز بمقعد، أو من خلال انتخاب أعضاء البرلمان الذكور الذين يتبنون قضيتها ويناضلون من أجل مطالبها في البرامج الانتخابية.
وقال عزمي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) إنه رغم فوز أربع سيدات بمقاعد برلمانية عام 2009 ورغم الجهود الناجحة التي بذلتها النساء لنيل حقوقهن السياسية إلا أنهن قد يواجهن تحديات تعيق توسيع نطاق مشاركتهن.
وأضافت أن التحديات قد ترجع إلى النظام الثقافي الذي لا يحفز المرأة على المشاركة في الحياة السياسية وتولي الأدوار القيادية ومواقع صنع القرار، أو وجود بعض الفئات السياسية غير مقتنعة بتفعيل مشاركة المرأة في السياسة. .
ويعزو المتابعون للشأن الكويتي هذا التراجع هنا إلى الصعود النسبي للإسلام السياسي في البلاد. وهناك انتشار ملموس لأفكار بعض رجال الدين المتطرفين بين فئات المجتمع. علاوة على ذلك، تمكنت بعض الحركات الإسلامية من تعزيز حضورها في مؤسسات الدولة ومواقع صنع القرار، بما في ذلك داخل البرلمان، الذي يتمتع بصلاحيات واسعة، بما في ذلك سن القوانين ومراقبة أداء أعضاء الحكومة.
وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة الكويت وفاء العرادي في مقابلة مع كونا إن المرأة في الكويت تلعب دورا رئيسيا كمديرات للحملات الانتخابية وناشطات في دعم المرشحين.
وأشارت إلى أن النساء عادة ما يروجن للمرشحين الذكور بشكل أكثر فعالية نظرا للنسيج الاجتماعي للمجتمع، مشيرة إلى أنهن قويات في التواصل الاجتماعي، مما يساهم في نجاح المرشحين.
تمثل النساء حوالي 50% من السكان، ومن المهم للغاية الحصول على أصواتهن للتأثير على صناديق الاقتراع.
وقالت إيمان دستي، الناشطة السياسية، إن المرأة قوة لا يستهان بها.
وقالت دشتي إن جميع المرشحين، سواء كانوا ذكورا أو إناثا، حرصوا على إدراج لجنة نسائية في حملاتهم الانتخابية، لافتا إلى أن هذا العامل يمكّن المرشحين من الحصول على أفضلية في الانتخابات.
وأشارت دشتي إلى أهمية تثقيف المرأة حول المشاركة السياسية في صنع القرار، وأضافت أن ذلك سيمكن المرأة من الحصول على مناصب مرموقة في البلاد.