واشنطن –
تجري الولايات المتحدة محادثات لزيادة مشتريات المتفجرات من تركيا لتعزيز إنتاج قذائف المدفعية بينما يتدافع الحلفاء لشحن الذخيرة التي تشتد الحاجة إليها إلى أوكرانيا.
السبب الرئيسي لتفضيل الولايات المتحدة لتركيا هو أن جميع الذخائر والصواريخ والقذائف التي تنتجها تركيا تلتزم بمعايير الناتو.
وقال تقرير بلومبرج: “إن الإمدادات التركية من ثلاثي نيتروتولوين، المعروف باسم TNT والنيتروجوانيدين، والذي يستخدم كوقود دافع، ستكون حاسمة في إنتاج ذخيرة من عيار 155 ملم وفقًا لمعايير الناتو، مما قد يضاعف الإنتاج ثلاث مرات، وفقًا لمسؤولين مطلعين على المناقشات”.
وأضافت: “تركيا في طريقها بالفعل لتصبح أكبر بائع لقذائف المدفعية للولايات المتحدة في وقت مبكر من هذا العام”.
اشترى الجيش الأمريكي مؤخرًا 116 ألف قذيفة مدفعية من شركة Arca Defense التركية، ويتوقع المسؤولون أن تكون المزيد من المشتريات جاهزة للتسليم في عام 2025.
إن الجهود الأميركية والأوروبية هي جزء من سباق للحاق بموسكو، التي جعلتها آلتها الحربية في وضع يمكنها من إنتاج أو شراء، بحسب بعض التقديرات، أربعة ملايين طلقة هذا العام، بما في ذلك شحنات من كوريا الشمالية. وفي المقابل، يتوقع الاتحاد الأوروبي مضاعفة إنتاجه من قذائف المدفعية ثلاث مرات هذا العام ليصل إلى نحو 1.4 مليون وحدة.
ويبرز القرار الأمريكي بزيادة المشتريات من تركيا كنهج مختلف عن نهج الاتحاد الأوروبي. وفي وقت سابق من شهر فبراير/شباط، عارضت بعض دول الاتحاد الأوروبي شراء ذخائر من تركيا لتسليمها إلى أوكرانيا.
وفي الشهر الماضي، أفيد أن اليونان وقبرص وفرنسا منعت تمويل شراء ذخيرة مدفعية لأوكرانيا، والتي سيتم شراؤها بأموال أوروبية.
وخلال اجتماع للجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي في وقت سابق من الشهر الماضي، استخدمت الدول الثلاث حق النقض ضد الاقتراح الذي يبدو أنه يحظى بدعم أغلبية الدول الأعضاء، معلنة بوضوح معارضتها.
وتستخدم أوكرانيا، التي كانت في حالة حرب مع روسيا منذ فبراير 2022، الطائرات بدون طيار والمدفعية بشكل نشط في الصراع. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها العديد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لتزويد أوكرانيا بذخائر المدفعية، إلا أنها تواجه معوقات بسبب القيود المفروضة على قدراتها الإنتاجية الحالية.
إن قيام اليونان وجمهورية قبرص وفرنسا بحظر شراء الطائرات بدون طيار من طراز Bayraktar TB2 وذخائر المدفعية من تركيا يمثل ضربة خطيرة لأوكرانيا.
والآن، ومن أجل زيادة مشتريات القذائف المدفعية، ستقوم الولايات المتحدة بإنشاء ثلاثة خطوط إنتاج في تكساس. ومن خلال هذا الإنتاج، تهدف الولايات المتحدة إلى تلبية احتياجات الذخيرة لجيشها وجيش أوكرانيا.
ويكتمل دعم تركيا غير المباشر لأوكرانيا أيضًا بالدعم المباشر، مثل إنتاج الطائرات بدون طيار والسفن الحربية، ومع ذلك يقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه كشريك صالح في البحث عن السلام بين أوكرانيا وروسيا.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت تركيا إحدى الدول الرائدة في إنتاج وتصدير الذخائر.
يمكن إطلاق الذخائر الموجهة بالليزر مثل صواريخ Mam-L وMam-C وMam-T وSOM وذخائر التسكع المجنحة Kemankeş وصواريخ جو-جو Gökdoğan وBozdoğan من طائرات عسكرية بدون طيار تركية الصنع. بالإضافة إلى ذلك، يعد صاروخ كروز جاكير وصواريخ أتماجا المضادة للسفن من بين الذخائر التي تنتجها تركيا. علاوة على ذلك، تقوم تركيا أيضًا بتصنيع قذائف مدفعية لمدافع الهاوتزر المحلية من طراز T-155 Fırtına ومدافع الهاوتزر المقطورة من طراز Panter.
وبدأت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، والتي توترت في الماضي، في التحسن بسرعة بعد موافقة تركيا على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي في يناير/كانون الثاني.
أعلنت وزارة الدفاع التركية في 29 شباط/فبراير أن الولايات المتحدة أرسلت مسودة خطابات العرض والقبول فيما يتعلق بطلب تركيا شراء طائرات مقاتلة من طراز Block-70 F-16 وتحديث المعدات.
وقد تقدمت تركيا بهذا الطلب في أكتوبر 2021، بعد استبعادها من برنامج الطائرات المقاتلة من طراز F-35 بسبب استحواذها على نظام دفاع صاروخي روسي.
وفي أعقاب موافقة أنقرة على طلب عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي، تلا ذلك سلسلة من المفاوضات، أدت إلى موافقة الإدارة الأمريكية على وضع اللمسات الأخيرة على الصفقة التي طال انتظارها.
وفي يناير/كانون الثاني، أخطرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الكونجرس رسميًا بنيتها المضي قدمًا في بيع طائرات لوكهيد مارتن بقيمة 23 مليار دولار. وأصبحت عملية البيع مؤكدة في وقت سابق من هذا الشهر عندما لم يتدخل الكونجرس خلال الفترة المنصوص عليها البالغة 15 يومًا.
وبمجرد الانتهاء من مراجعة تركيا للوثائق الأولية، من المتوقع أن يجتمع المسؤولون من كلا البلدين لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية.
وسيزور أردوغان واشنطن كضيف رسمي للرئيس جو بايدن للمرة الأولى، ومن المقرر أن يلتقي الزعيمان في البيت الأبيض في 9 مايو.
