مدينة الكويت
أدلى الكويتيون بأصواتهم اليوم الخميس في أول انتخابات تشهدها الكويت منذ تولي الشيخ مشعل الأحمد الصباح السلطة أواخر العام الماضي، عازمين على كسر الجمود بين الحكومات المعينة والبرلمانات المنتخبة.
والانتخابات الوطنية هي المرة الرابعة خلال عدة سنوات. ويتعين على الناخبين الاختيار من بين 200 مرشح لشغل 50 مقعدا في المجلس. وتحظر الكويت على الأحزاب السياسية والمرشحين الترشح كمستقلين.
ويتكون نظام التصويت الكويتي من خمس دوائر انتخابية تضم كل منها 10 نواب. المرشحون الذين يحصلون على المراكز العشرة الأولى في كل منطقة يفوزون بمقاعد برلمانية.
لقد قام المجلس المنتخب في الدولة الخليجية بعرقلة القرارات الرئيسية بشكل مستمر، حيث كان على خلاف طويل مع الحكومة، التي تعينها العائلة المالكة.
وانتقد الأمير الجديد بشدة مجلس الأمة والحكومة في أول خطاب له أمام البرلمان بعد توليه منصبه في ديسمبر/كانون الأول، قائلاً إنهما “يضران بمصالح البلاد وشعبها”.
ويبدو أن نهجه الإصلاحي الذي لا يتسامح كثيراً مع المشاحنات السياسية يهدف إلى دفع الدولة الخليجية الصغيرة إلى اللحاق بجيرانها في فطام اقتصادها عن النفط.
وأدى الخلاف المستمر منذ سنوات بين الحكومات المعينة والبرلمان المنتخب إلى إعاقة الإصلاح المالي، بما في ذلك إقرار قانون الديون الذي من شأنه أن يسمح للكويت بالاستفادة من الأسواق الدولية وتخفيف اعتمادها الكبير على عائدات النفط.
لقد عصفت النزاعات السياسية الداخلية بالكويت لسنوات – بما في ذلك التغييرات في نظام الرعاية الاجتماعية – مما منع المشيخة من تحمل الديون. وهذا لم يترك لها سوى القليل في خزائنها لدفع رواتب القطاع العام المتضخمة، على الرغم من توليد ثروة هائلة من احتياطياتها النفطية.
وخلف الشيخ مشعل (83 عاما) شقيقه الراحل الشيخ نواف الأحمد في ديسمبر/كانون الأول وحل البرلمان في 15 فبراير/شباط، بعد أقل من شهرين من توليه منصبه.
وأشار مرسومه إلى “انتهاك المجلس للمبادئ الدستورية” كسبب لحله. وجاء القرار بعد أن بدا أن أحد أعضاء البرلمان أهان الأمير.
استقالت حكومة الشيخ أحمد النواف بعد ساعات من خطاب الأمير في ديسمبر/كانون الأول، وشكل الشيخ محمد صباح السالم الصباح حكومة جديدة ضمت وزراء جدد للنفط والمالية والشؤون الخارجية والداخلية والدفاع.
وقال عبد العزيز العنجري المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ريكونيسانس ريسيرش لرويترز إن التركيز على تسريع الإصلاح بدلا من الانخراط في مفاوضات مع المعارضة والجماعات السياسية والمنظمات الشعبية هو الأمر السائد.
وقال أنجيري: “هناك تركيز على التقدم في الأمور الأساسية بدلاً من إضاعة الوقت في تكتيكات المماطلة ولعب كرة الطاولة مع البرلمان حول القضايا التي يفصل فيها الدستور بين السلطات بشكل واضح”.
وأضاف: “لن يكون هناك تسامح مع أي إجراءات نيابية تعتبرها السلطة خرقا واضحا لمبدأ الفصل بين السلطات. وبالمثل، لن يكون هناك أي تسامح مع أي مسؤول حكومي متورط في الفساد أو سوء الإدارة المتعمد.
وتتمتع هيئتها التشريعية بسلطة إقرار القوانين وعرقلتها، واستجواب الوزراء، وتقديم اقتراحات بسحب الثقة، مما يشكل خطراً متكرراً بحدوث مأزق سياسي.
وأدت الخلافات السياسية إلى تعديلات وزارية لا نهاية لها وحل البرلمان، مما أدى إلى شل عملية صنع السياسات، لكن اليد العليا للأمير.
تمتلك الكويت، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 4.2 مليون نسمة، سادس أكبر احتياطي نفطي معروف في العالم.
وتستضيف الدولة الخليجية الصغيرة نحو 13500 جندي أمريكي، بالإضافة إلى المقر المتقدم للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط.