حذرت إسرائيل يوم السبت من أن إيران ستعاني من “عواقب اختيار تصعيد الوضع أكثر” مع تزايد المخاوف من صراع أوسع نطاقا بعد أكثر من ستة أشهر من الحرب الإسرائيلية ضد مقاتلي حماس في قطاع غزة.
وجاء التحذير القوي بعد أن استولت إيران على سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل في الخليج، وأعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل المزيد من القوات إلى المنطقة المضطربة.
وحذر البيت الأبيض طهران مرارا من تنفيذ هجوم وشيك محتمل على إسرائيل ردا على غارة جوية على مبنى دبلوماسي إيراني في دمشق في وقت سابق من هذا الشهر.
وتعهدت طهران بالانتقام من الهجوم الذي وقع في الأول من أبريل/نيسان، والذي أودى بحياة 16 شخصا، من بينهم جنرالان إيرانيان، وألقي باللوم فيه على نطاق واسع على إسرائيل، لكنها لم تحدد كيف.
ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الحرس الثوري الإيراني احتجز سفينة حاويات “مرتبطة” بإسرائيل في مضيق هرمز اليوم السبت، وكانت متجهة الآن نحو المياه الإيرانية.
وقالت الشركة المشغلة للسفينة، وهي المجموعة الإيطالية السويسرية MSC، إنها تعمل مع السلطات المعنية لضمان سلامة الطاقم المؤلف من 25 شخصًا على متنها.
وبعد وقت قصير من إعلان الاستيلاء على الأسلحة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري إن “إيران ستتحمل عواقب اختيارها تصعيد الوضع أكثر”.
وقال مستشار للمرشد الأعلى الإيراني إن إسرائيل كانت في “ذعر كامل” بشأن رد طهران الوشيك.
وقال يحيى رحيم، أحد كبار المستشارين: “إنهم لا يعرفون ما الذي تريد إيران أن تفعله، لذا فهم ومؤيدوهم مرعوبون”.
– العثور على فتى إسرائيلي ميتا –
بدأت حرب غزة بالهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول ضد إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً للأرقام الإسرائيلية.
وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 33686 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وقالت الوزارة إن عدد القتلى ارتفع بمقدار 52 خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أكثر من 30 هدفا لحماس في أنحاء غزة خلال اليوم السابق.
وفي مدينة دير البلح الرئيسية بوسط البلاد، اشتعلت النيران في أنقاض مسجد مدمر.
وقال شاهد العيان عبد الله بركة إن الجيش الإسرائيلي “طالب بإخلاء المنطقة بأكملها” قبل أن “يتم محوها في دقائق”.
وفي مخيم النصيرات القريب للاجئين، قال عبد ثابت إنه تم تحذير السكان بضرورة الإخلاء مساء الجمعة قبل وقوع انفجار كبير تسبب في “دمار هائل”.
وقال الرجل البالغ من العمر 35 عاما لوكالة فرانس برس: “لقد هُدمت جميع المنازل، بما في ذلك منزلي”.
“هناك أطفال ونساء وشيوخ، وخرجنا من بيوتنا دون أن يكون معنا أي شيء”.
وتصاعدت التوترات أيضا في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حيث عثر على مراهق إسرائيلي مفقود ميتا يوم السبت.
ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مقتل بنيامين أخيمير البالغ من العمر 14 عاما بأنه “جريمة قتل بشعة”.
وبعد اختفاء الصبي بالقرب من مدينة رام الله يوم الجمعة، داهم مئات المستوطنين اليهود، تدعمهم القوات الإسرائيلية، القرى الفلسطينية المجاورة، وأحرقوا السيارات والمنازل، مما أسفر عن مقتل قروي واحد على الأقل وإصابة العشرات.
وبعد العثور على جثة المراهق، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من قيام المواطنين الإسرائيليين “بالانتقام” لمقتله.
– تحذيرات من السفر –
وبعد تهديدات إيران بالانتقام، قالت إسرائيل إنها تعزز دفاعاتها الجوية وأوقفت إجازات الوحدات القتالية.
وقال مسؤول دفاعي أميركي في واشنطن: “إننا ننقل أصولاً إضافية إلى المنطقة لتعزيز جهود الردع الإقليمية وزيادة حماية القوة للقوات الأميركية”.
قالت هولندا إن سفارتها في طهران وقنصليتها في أربيل بالعراق ستبقيان مغلقتين يوم الأحد “فيما يتعلق بالتوترات المتزايدة بين إيران وإسرائيل”.
وحذرت فرنسا في وقت سابق رعاياها من السفر إلى المنطقة، بينما قالت السفارة الأمريكية في إسرائيل إنها تقيد تحركات دبلوماسييها بسبب مخاوف أمنية.
وقالت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا إن طائراتها لن تستخدم المجال الجوي الإيراني بعد الآن، في حين اتخذت شركة الخطوط الجوية النمساوية التابعة لها خطوة مماثلة. وقالت شركة الطيران الأسترالية كانتاس إن رحلاتها الطويلة بين بيرث ولندن ستتجنب المجال الجوي الإيراني أيضًا.
ولم تحقق محادثات الهدنة في غزة التي بدأت يوم الأحد في القاهرة أي تقدم في الخطة التي قدمها وسطاء أمريكيون وقطريون ومصريون وقالت حماس إنها تدرسها.
– دعوات لمزيد من المساعدات –
وكثفت واشنطن أيضا ضغوطها على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيادة تدفقات المساعدات إلى غزة حيث تحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه سمح لعدد غير معلوم من شاحنات المساعدات بدخول غزة الخميس عبر معبر حدودي تم افتتاحه حديثا.
وعلى الرغم من الطلبات المتكررة لوكالة فرانس برس للتعليق، لم تكشف السلطات الإسرائيلية عن الموقع الدقيق للمعبر الجديد.
وقال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إنه “ينبغي بذل المزيد من الجهود لتوفير الإغاثة المطلوبة نظرا لحجم الاحتياجات في غزة”.
وخلال هجوم أكتوبر، احتجز مقاتلو حماس حوالي 250 رهينة، تقول إسرائيل إن 129 منهم ما زالوا في غزة، بما في ذلك 34 يقول الجيش إنهم ماتوا.
ويتعرض نتنياهو لضغوط هائلة من أقارب الرهائن لإعادة أحبائهم إلى وطنهم.
بور-دل/كير
