اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، الأربعاء، باللجوء إلى التعذيب وغيره من الانتهاكات أثناء احتجازها لعشرات الآلاف من الجهاديين المشتبه بهم وعائلاتهم.
وقالت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها إن واشنطن “من المرجح” أيضا أن تنتهك حقوق الإنسان للمعتقلين المحتجزين لدى الأكراد.
لا تزال المعسكرات والسجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد تحتجز أكثر من 56 ألف معتقل لهم صلات مزعومة أو متصورة بتنظيم الدولة الإسلامية، بعد خمس سنوات من طرد الجهاديين من آخر أراضيهم في سوريا.
ومن بينهم المشتبه بهم الجهاديين المحتجزين في السجون، وزوجات وأطفال مقاتلي داعش المحتجزين في معسكرات الاعتقال في الهول وروج.
وقالت أنييس كالامارد، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، إن السلطات الكردية “ارتكبت جرائم حرب تتمثل في التعذيب والمعاملة القاسية، ومن المرجح أنها ارتكبت جريمة حرب القتل”.
وجاء في تقرير لمنظمة العفو الدولية أن “حكومة الولايات المتحدة تدعم” نظام الاعتقال، وفي بعض الحالات “ترتكب انتهاكات بنفسها”، وخلص تقرير لمنظمة العفو الدولية إلى أن واشنطن “على الأرجح انتهكت حقوق الإنسان للعديد من الأشخاص الذين كانوا تحت سيطرتها الفعلية”.
ومخيم الهول هو أكبر معسكر اعتقال في شمال شرق سوريا، حيث يضم أكثر من 43 ألف معتقل من 47 دولة، كثير منهم من أفراد عائلات مقاتلي داعش.
ولطالما حثت السلطات الكردية الحكومات الأجنبية التي لديها مواطنون في المخيمات على إعادة مواطنيها، لكن الحكومات الغربية استجابت ببطء خوفا من ردود الفعل المحلية.
وقالت منظمة العفو الدولية إن نحو 94 بالمئة من سكان مخيمي الهول وروج هم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أنه “لم يتم توجيه اتهامات لأحد في هذه المخيمات أو منحه الفرصة للطعن في اعتقالهم أمام سلطة قضائية مستقلة”.
ومن المرجح أن المعسكرات والسجون تضم الآلاف من ضحايا الاتجار بالبشر، بما في ذلك النساء والفتيات المتزوجات قسرا من أعضاء داعش.
وخلص تحقيق أجرته وكالة فرانس برس في مخيم الهول إلى أن السكان يعيشون في ظروف مزرية، مع وجود أدلة على الاعتداء الجنسي على الأطفال.
وقالت منظمة العفو الدولية إن التعذيب يتم تنفيذه “بشكل منهجي” في السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية، بما في ذلك “الضرب المبرح، والأوضاع المجهدة، والصدمات الكهربائية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي”.
وأضافت أن القوات الأمريكية تمكنت من الوصول إلى المعتقلين، مشيرة إلى أن واشنطن قدمت “مئات الملايين من الدولارات” لقوات سوريا الديمقراطية على مر السنين.
وقال معتقل سابق لمنظمة العفو الدولية إن الجنود الأمريكيين “تفقدوا السجن، وقاموا بتفتيشنا، وفتشوا جميع غرفنا… وكان بإمكانهم رؤية الأشخاص الذين أصيبوا من جراء التعذيب”.
وقالت كالامارد: “لقد لعبت حكومة الولايات المتحدة دورًا مركزيًا في إنشاء وصيانة هذا النظام… ويجب أن تلعب دورًا في تغييره”.
ودعت الحكومة الأمريكية والسلطات التي يقودها الأكراد والأمم المتحدة إلى جعل نظام الاعتقال “المخزي” “يتوافق مع القانون الدولي”.