لندن
قال محللون ومتداولون إن الإمدادات الوفيرة من بعض أكبر درجات الخام تحد من التأثير على أسعار العقود الآجلة للنفط القياسي بسبب الصراع في الشرق الأوسط.
وتجاوزت العقود الآجلة لخام برنت لفترة وجيزة 92 دولارًا للبرميل الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر. ورغم أن هذه أنباء سيئة بالنسبة للحكومات التي تكافح من أجل السيطرة على التضخم وارتفاع تكاليف الوقود، إلا أن الأمر كان من الممكن أن يكون أسوأ لو كانت الإمدادات المادية أقل.
وحتى الآن لم يكن للصراع تأثير كبير على إمدادات النفط من الشرق الأوسط أكبر منطقة منتجة في العالم.
وقال تاماس فارغا من شركة بي في إم للوساطة النفطية: “في غياب قضايا العرض والإنتاج الفعلية، ستكافح هذه السوق لتحدي القمم السنوية التي بلغتها في نهاية الأسبوع الماضي بشكل مقنع”.
وتظهر بعض أهم أنواع الخام علامات ضعف في الأسعار.
وفي السوق الفعلية لبحر الشمال، تراجعت علاوة خام فورتيس مقارنة بخام برنت القياسي المؤرخ، والتي وصلت إلى أعلى مستوى لعام 2024 عند 2.30 دولار في فبراير، إلى 35 سنتا، حسبما تظهر بيانات بورصة لندن للأوراق المالية.
وتواجه نيجيريا، أكبر مصدر للخام في أفريقيا، صعوبات في تفريغ الشحنات المقرر تحميلها في مايو/أيار، وقام بعض البائعين بتخفيض العروض هذا الأسبوع. وقال تاجران لرويترز إن 35 شحنة على الأقل من بين 49 شحنة لا تزال متاحة، وهو ما يمثل مبيعات بطيئة نسبيا في هذا الوقت من الشهر.
وفي يوم الجمعة، ارتفع سعر خام برنت بفعل تقارير عن مهاجمة إسرائيل لإيران، ليرتفع أكثر من 3.50 دولار ليصل إلى 90.75 دولار. لكن هذا كان أقل من الذروة التي سجلها يوم الجمعة الماضي، وتراجع ليتداول بشكل ثابت خلال اليوم.
وقال المحلل خورخي ليون إن شركة ريستاد إنرجي ترى أن القيمة العادلة لخام برنت تبلغ حوالي 83 دولارًا بناءً على أساسيات السوق، “مما يشير إلى علاوة حالية تعزى إلى المخاوف الجيوسياسية”.
وقال: “على الرغم من الضربة الأخيرة، تظل وجهة نظر شركة Rystad Energy هي أنه إذا لم يحدث تصعيد كبير في الشرق الأوسط، فإن علاوة المخاطر الجيوسياسية سوف تستقر وتنخفض تدريجياً”.
وقال محللو بنك “إتش إس بي سي” إنه إلى جانب عدم التأثير على العرض، فإن حقيقة أن مجموعة أوبك + المنتجة لديها طاقة إنتاجية فائضة وفيرة “تساعد في إبقاء أسعار النفط تحت السيطرة”، في حين أشاروا إلى أن “درجة لا بأس بها من المخاطر الجيوسياسية (يتم تسعيرها بالفعل)” في”.
كانت علامات الضعف في الأسواق الحالية مدفوعة بذروة أعمال صيانة المصافي وزيادة الإمدادات من الولايات المتحدة والتعافي من انقطاعات بعض المنتجين، مما أدى إلى عكس القوة التي شوهدت في فبراير.
وتعافى إنتاج النفط الليبي من انقطاعات في وقت سابق من هذا العام، وتشهد صادرات الخام الأمريكية إلى أوروبا في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024 ارتفاعًا على أساس سنوي، وفقًا لبيانات كبلر.
قال أحد المحللين التجاريين إن هناك توافرًا جيدًا لخام غرب تكساس الوسيط (WTI) ميدلاند. وميدلاند هو الأكبر من بين مصادر النفط الخام الستة التي تدعم مؤشر برنت.
وفي مؤشر آخر على هشاشة السوق، تراجعت علاوة عقد برنت للشهر الأول إلى عقد الستة أشهر إلى 3.51 دولار للبرميل يوم الخميس، وهو أدنى مستوى في حوالي شهر. ويشير التيسير في هيكل السوق هذا، والذي يسمى التخلف، إلى أن ضيق العرض آخذ في التلاشي.
ومع ذلك، يقول المحللون إنه في حين أن الخامات الأخف والأكثر حلاوة التي تحتوي على كثافة أقل ومحتوى كبريت والتي تدعم عقود برنت الآجلة يتم توفيرها بشكل جيد، إلا أن الدرجات الأثقل والأكثر كبريتية – أو الحامضة – المنتجة عادة في الشرق الأوسط تكون أقل.
وقال تاجر النفط المخضرم عدي إيميروفيتش، إن تخفيضات إمدادات أوبك+ التي طال أمدها أدت إلى سحب إمدادات كبيرة من الخام عالي الكبريت من السوق، خاصة وأن المنتجين في المجموعة يفضلون بيع خاماتهم الأخف التي تدر المزيد من الإيرادات للبرميل.
