أعلنت إسرائيل، الخميس، أن خمسة من جنودها قتلوا بنيران صديقة في معركة في غزة، مع ظهور خلاف داخل حكومة الحرب حول كيفية حكم الأراضي الفلسطينية في المستقبل.
وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على النزاع الذي أشعله هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تقاتل القوات الإسرائيلية المسلحين الفلسطينيين في رفح بأقصى جنوب غزة وفي بؤر التوتر الجديدة في المناطق الشمالية والوسطى من القطاع المحاصر.
وقال الجيش إن الجنود الخمسة قتلوا عندما أطلقت دبابتان إسرائيليتان قذائف عن طريق الخطأ على المبنى الذي كانوا فيه خلال مواجهات في مخيم جباليا للاجئين شمالي البلاد يوم الأربعاء.
وقال الجيش إن “خمسة جنود من كتيبة المظليين 202 قتلوا الليلة الماضية في حادث أسفر عن إصابات جماعية نتيجة إطلاق قواتنا النار”، مضيفا أن سبعة جنود آخرين أصيبوا.
واندلع قتال عنيف مرة أخرى في الشمال بعد تحذيرات الجيش من “محاولات حماس إعادة بناء قدراتها العسكرية” بعد أشهر من إعلان إسرائيل تفكيك هياكل القيادة العسكرية المحلية.
وقال مراسلو وكالة فرانس برس وشهود ومسعفون يوم الخميس إن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت مرة أخرى مناطق في أنحاء غزة خلال الليل، بما في ذلك مدينة غزة ومنطقة الزيتون الجنوبية وجباليا ومخيم النصيرات للاجئين.
وينصب التركيز الرئيسي للجيش على رفح القريبة من الحدود المصرية حيث أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشن هجوم في تحد للتحذيرات الأمريكية من أن أكثر من مليون مدني لجأوا هناك قد يجدون أنفسهم عالقين في مرمى النيران.
وقال نتنياهو يوم الأربعاء إنه “علينا أن نفعل ما يتعين علينا القيام به” وأصر على أن عمليات الإجلاء الجماعية هناك قد حالت دون وقوع “كارثة إنسانية” كانت تخشى بشدة.
وحثت واشنطن – الداعم السياسي والدبلوماسي والعسكري الرئيسي لإسرائيل منذ فترة طويلة – حليفتها مرارا وتكرارا على اتخاذ خطوات أكبر لحماية المدنيين ومساعدتهم، ووضع خطة ما بعد الحرب لغزة لتجنب التورط في حملة طويلة لمكافحة التمرد. .
– “البديل لحماس” –
شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم الاربعاء على أن أي تخطيط لغزة ما بعد الحرب هو “كلام فارغ” حتى هزيمة حماس.
وفي مؤشرات على تزايد الخلاف، دعا وزير دفاعه يوآف غالانت نتنياهو إلى “اتخاذ قرار وإعلان أن إسرائيل لن تفرض سيطرة مدنية على قطاع غزة”.
وقال جالانت: “إن “اليوم التالي لحماس” لن يتحقق إلا عندما تسيطر الكيانات الفلسطينية على غزة، برفقة جهات فاعلة دولية، وتقيم حكومة بديلة لحكم حماس”.
وشدد زعيم حماس إسماعيل هنية – الذي تعتبر جماعته الإسلامية منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدة حكومات أخرى – على أن “حركة حماس موجودة لتبقى”.
وقال في خطاب متلفز الأربعاء “إن الحركة وجميع الفصائل الوطنية (الفلسطينية) هي التي ستقرر الحكم في غزة بعد الحرب”.
كما كرر هنية مطالب الحركة، التي رفضتها إسرائيل، في محادثات الهدنة المتوقفة التي شارك فيها وسطاء أمريكيون ومصريون وقطريون.
وقال هنية إن “أي اتفاق يجب أن يضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا شاملا” للقوات الإسرائيلية من جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية وتبادل الرهائن والأسرى و”عودة النازحين وإعادة الإعمار ورفع الحصار” عن غزة.
ستكون حرب غزة ومستقبل المنطقة الساحلية المدمرة محور اجتماع جامعة الدول العربية المؤلفة من 22 عضوا في البحرين يوم الخميس، والذي سينضم إليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
واندلعت الحرب بعد الهجوم الذي وقع في السابع من تشرين الاول/اكتوبر على جنوب اسرائيل واسفر عن مقتل اكثر من 1170 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد اعدته وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام رسمية اسرائيلية.
واحتجز المسلحون أيضا نحو 250 رهينة، منهم 128 بحسب تقديرات إسرائيل ما زالوا في غزة، من بينهم 36 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأدى الانتقام العسكري الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 35233 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة في غزة التي تسيطر عليها حماس.
وبمقتل جندي اسرائيلي يرتفع الى 278 عدد جنوده الذين قتلوا في الحملة العسكرية على غزة منذ بدء الهجوم البري في 27 تشرين الاول/اكتوبر.
– رصيف غزة جاهز –
أدى الحصار الإسرائيلي على غزة إلى نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية والوقود لسكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، وتهديد المجاعة في أجزاء من القطاع الذي مزقته الحرب.
وتباطأ وصول شاحنات المساعدات بين الحين والآخر إلى حد كبير منذ أن سيطرت القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي على جانب غزة من معبر رفح مع مصر، مما أثار غضب القاهرة.
أعلن الجيش الأميركي، الخميس، أنه أنجز رصيفاً مؤقتاً على ساحل غزة، في إطار مشروع لشحن مواد الإغاثة عبر جزيرة قبرص في البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت أنه “من المتوقع أن تبدأ الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية في التحرك إلى الشاطئ في الأيام المقبلة”. وأضاف أن “الأمم المتحدة ستتسلم المساعدات وتنسق توزيعها في غزة”.
وتم بناء الرصيف المؤقت، الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في مارس، بتكلفة لا تقل عن 320 مليون دولار.
وقالت بريطانيا إن سفينة غادرت قبرص يوم الأربعاء كانت تنقل ما يقرب من 100 طن من المساعدات، بما في ذلك آلاف الملاجئ المؤقتة المصنوعة من الأغطية البلاستيكية.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة وجماعات المساعدات الإنسانية من أن ما يسمى بالممر البحري وعمليات الإنزال الجوي المستمرة من الطائرات، لا يمكن أن تحل محل قوافل الشاحنات الأكثر كفاءة.
وفي خضم حرب غزة الأكثر دموية على الإطلاق وارتفاع عدد القتلى المدنيين، واجهت إسرائيل عاصفة من الغضب الدولي وموجة عالمية من المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين.
واتهمتها جنوب أفريقيا بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قضية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
ومن المقرر أن تطلب بريتوريا يوم الخميس من المحكمة إصدار أمر بوقف فوري للتوغل الإسرائيلي في رفح، ووصفته بأنه عملية تهدد “بقاء الفلسطينيين ذاته”.
وشددت إسرائيل، التي سترد يوم الجمعة، على التزامها “الثابت” باحترام القانون الدولي ووصفت قضية جنوب أفريقيا بأنها لا أساس لها من الصحة و”بغيضة أخلاقيا”.
بور-JD/FZ/AMI
