الصورة: رويترز
دعت البحرين المضيفة إلى عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط يوم الخميس في بداية قمة الجامعة العربية التي تهيمن عليها الحرب بين إسرائيل وحماس والتي تدور رحاها في قطاع غزة دون أن يلوح وقف لإطلاق النار في الأفق.
وكان الملك حمد بن عيسى آل خليفة يخاطب زملائه رؤساء الدول والحكومات في التجمع المؤلف من 22 عضوا في العاصمة المنامة، بعد أكثر من سبعة أشهر من الصراع الذي هز المنطقة.
وقال الملك “ندعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأمم المتحدة”.
وهذه هي المرة الأولى التي تجتمع فيها الكتلة منذ القمة الاستثنائية التي عقدت في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية المجاورة، في نوفمبر والتي ضمت أيضًا قادة منظمة التعاون الإسلامي المكونة من 57 عضوًا، ومقرها مدينة جدة السعودية.
وفي ذلك الاجتماع، أدان القادة الأعمال “الهمجية” التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في غزة، لكنهم رفضوا الموافقة على خطوات اقتصادية وسياسية عقابية ضد البلاد، على الرغم من الغضب المتزايد في المنطقة والدعم الواسع النطاق للقضية الفلسطينية.
وقال المحلل الكويتي ظافر العجمي إن ذلك قد يتغير هذه المرة مع تزايد الدعم العالمي لحل الدولتين الذي طالما دعت إليه الدول العربية.
وقال العجمي إن الرأي العام الغربي أصبح “أكثر ميلا لدعم الفلسطينيين ورفع الظلم الواقع عليهم” منذ قيام إسرائيل قبل أكثر من 70 عاما.
وأضاف أن إسرائيل فشلت في الوقت نفسه في تحقيق أهدافها الحربية، بما في ذلك تدمير حماس، وهي الآن غارقة في القتال.
واندلعت الحرب بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الاول/اكتوبر على جنوب اسرائيل واسفر عن مقتل اكثر من 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى ارقام رسمية اسرائيلية.
واحتجز المسلحون أيضا نحو 250 رهينة، منهم 128 بحسب تقديرات إسرائيل ما زالوا في غزة، من بينهم 36 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأدى الانتقام العسكري الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 35272 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، كما أدى الحصار الإسرائيلي إلى نقص حاد في الغذاء والتهديد بالمجاعة.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء إنه تم إجلاء ما يقرب من 500 ألف شخص من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث يصر على ملاحقة كتائب حماس المتبقية على الرغم من اعتراضات الرئيس الأمريكي جو بايدن.
كما نفى المزاعم القائلة بأن العمليات الإسرائيلية هناك ستؤدي إلى “كارثة إنسانية”، على الرغم من أن معظم المجتمع الدولي لا يزال يعارض بشدة غزو رفح.
وعلى هذه الخلفية، ومع وصف الوسيط القطري المحادثات بشأن الهدنة واتفاق إطلاق سراح الرهائن بأنها قريبة من طريق مسدود، قال العجمي: “لقد تغيرت لهجة الدول العربية”، مما يثير احتمال أن يتضمن الإعلان النهائي الصادر عن قمة الخميس ” تدابير ملزمة”.
وستكون الرسالة قوية بشكل خاص قادمة من قمة عقدت في البحرين، وهي إحدى دولتين خليجيتين إلى جانب الإمارات العربية المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020 بموجب اتفاقيات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة.
وإلى جانب الحرب بين إسرائيل وحماس من المتوقع أن يناقش الزعماء العرب أيضا الصراعات في السودان وليبيا واليمن وسوريا التي من المقرر أن يحضرها رئيسها بشار الأسد بعد عودته إلى الحظيرة العربية العام الماضي.
وقال المحلل والصحفي البحريني محاميد المحميد إن الهجمات التي يشنها الحوثيون اليمنيون على السفن في البحر الأحمر، والتي يقول المتمردون إنها تهدف إلى إظهار التضامن مع الفلسطينيين، قد تكون على جدول الأعمال أيضًا.
وانضمت البحرين إلى تحالف بحري نظمته واشنطن لمواجهة تلك الهجمات.
وقال محاميد: “هذه الممرات البحرية الحيوية ليست مهمة لدول المنطقة فحسب، بل للاقتصاد العالمي أيضًا”.
