وتعزز أرقام الناتج المحلي الإجمالي مكانة الشارقة كمركز تجاري وصناعي رائد في المنطقة. – الصورة المقدمة
أظهرت بيانات اليوم الأربعاء أن الناتج المحلي الإجمالي لإمارة الشارقة توسع بنسبة 6.5 في المائة في عام 2023 إلى 145.2 مليار درهم، مقارنة بـ 136.4 مليار في عام 2022.
وقالت دائرة الإحصاء وتنمية المجتمع بالشارقة، إن الأرقام تستند إلى تقديرات المسح الاقتصادي الشامل الذي تم إجراؤه في الفترة من 2017 إلى 2023، مما يشير إلى الزخم الاقتصادي القوي والقدرة التنافسية التي تتمتع بها الشارقة، مما يعزز مكانتها بين الاقتصادات الأسرع نمواً والأكثر تنوعاً في المنطقة.
وشهدت القطاعات غير النفطية أيضاً نمواً ملحوظاً، حيث وصلت إلى 142.5 مليار درهم في عام 2023، مقارنة بـ 133.1 مليار درهم في عام 2022، بنمو نسبته 7.1%، مما يعكس التنوع الاقتصادي في الإمارة والاستثمار في القطاعات البديلة، مما يزيد من إثراء الهيكل الاقتصادي المحلي. وساهمت قطاعات تجارة الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات والدراجات النارية والتصنيع والبناء مجتمعة بمبلغ 72.5 مليار درهم، مما عزز مكانة الشارقة كمركز تجاري وصناعي رائد في المنطقة.
ومن بين مكونات الناتج المحلي الإجمالي، كان قطاع تجارة الجملة والتجزئة وإصلاح السيارات والدراجات النارية هو المحرك الاقتصادي الرئيسي، حيث يمثل 24 في المائة (34.8 مليار درهم) من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي. وفي الوقت نفسه، ساهم قطاع الصناعات التحويلية بنسبة 16.7 في المائة (24.3 مليار درهم) من إجمالي الناتج المحلي، ويرجع ذلك إلى تنوع القاعدة الإنتاجية ومساهماته الفعالة في دفع عجلة الاقتصاد الصناعي والمعرفي في الإمارة.
وسجلت الزراعة والغابات وصيد الأسماك أعلى معدل نمو بنسبة 19.1 في المائة، مما يوضح الجهود المبذولة لتعزيز الأمن الغذائي والاستدامة. وتلاه قطاع خدمات الإقامة والطعام بنسبة نمو 17.5 في المائة، وقطاع المالية والتأمين الذي شهد زيادة بنسبة 12.3 في المائة. كما أظهر قطاع الكهرباء والغاز وإمدادات المياه وإدارة النفايات نموا قويا بنسبة 7.8 في المائة.
كما سجلت قطاعات أخرى مثل البناء والصحة البشرية والعمل الاجتماعي معدلات نمو إيجابية بلغت 7.7 في المائة و7.1 في المائة على التوالي. وتشير هذه الأرقام إلى نمو شامل في القطاعات غير النفطية، مما يعزز تنويع الاقتصاد المحلي ويدعم التنمية المستمرة للإمارة، مع تعزيز المرونة في مواجهة التحديات الاقتصادية المستقبلية.
النمو الاقتصادي المتوازن
وقال الشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس مجلس إدارة دائرة التنمية الاجتماعية في الشارقة: “تظهر النتائج تحولاً استراتيجياً في المشهد الاقتصادي في الشارقة، مما يسرع التوجه نحو التنويع والاعتماد على القطاعات غير النفطية، التي تعد ركائز أساسية لاقتصاد أكثر استدامة وازدهاراً. ولا يؤدي هذا التطور إلى تعزيز مرونة الاقتصاد في مواجهة التقلبات العالمية فحسب، بل يعزز أيضًا مكانة الشارقة كمركز استثماري جذاب يوفر نظامًا بيئيًا ديناميكيًا للأعمال وآفاق نمو وفيرة.