وقصفت القوات المسلحة الإسرائيلية قطاع غزة يوم الأحد لكن مسؤولين قالوا أيضا إنه من المتوقع استئناف الجهود الدبلوماسية في الأيام المقبلة للتوصل إلى هدنة واتفاق إطلاق سراح الرهائن.
وهطلت الغارات الجوية والقصف المدفعي مجددا خلال الليل على المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية من غزة في الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر والتي أشعلها هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وتركز القتال في مدينة رفح في أقصى الجنوب حيث تعهدت إسرائيل بتدمير آخر كتائب حماس المتبقية على الرغم من المعارضة الدولية لغزو بري للمدينة.
وأدى الهجوم الإسرائيلي هناك منذ أوائل شهر مايو/أيار إلى قيام مصر بإغلاق جانبها من معبر رفح الحدودي – ولكن يوم الأحد، دخلت شاحنات المساعدات من مصر مرة أخرى إلى غزة، وهذه المرة عبر معبر كرم أبو سالم القريب.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن السبت إن إدارته تنخرط في “دبلوماسية عاجلة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار يعيد الرهائن إلى وطنهم”.
وقالت قناة القاهرة الإخبارية المرتبطة بالمخابرات المصرية إن الوسيط المصري يواصل أيضا “جهوده لإعادة تنشيط مفاوضات وقف إطلاق النار”.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس المخابرات ديفيد بارنيا وافق على إطار جديد للمحادثات بشأن وقف إطلاق النار خلال اجتماع مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووسطاء قطريين في باريس.
وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس السبت إن “هناك نية لاستئناف هذه المحادثات هذا الأسبوع”.
ومع ذلك، صرح أسامة حمدان، المسؤول الكبير في حماس، لشبكة الجزيرة القطرية أنه حتى الآن “لا يوجد شيء عملي بشأن هذه القضية. إنه مجرد كلام قادم من الجانب الإسرائيلي”.
– انتشال الجثث من تحت الأنقاض –
ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط داخلية متزايدة بشأن مصير الرهائن، حيث تظاهر المتظاهرون مرة أخرى في تل أبيب يوم السبت.
وفي الأيام الأخيرة، تم انتشال جثث سبعة رهائن من غزة، مما زاد من خوف وألم أقارب الأسرى المتبقين.
وفي تل أبيب، وقف حشد من عدة آلاف دقيقة صمت يوم السبت على أرواح الأسرى القتلى.
وقالت أفيفيت يابلونكا، التي أعيد شقيقها شانان ميتا من غزة، للحشد: “كنت أخشى هذه اللحظة”. “سأواصل الصراخ والدعم والقتال وسأفعل كل شيء حتى يعود جميع الرهائن إلى ديارهم”.
من جهتها، أعلنت حماس اليوم السبت أنها أسرت جنديا إسرائيليا واحدا على الأقل في كمين في مخيم جباليا.
ونفى الجيش هذا الادعاء قائلا إنه “لم تقع أي حادثة اختطف فيها جندي”.
واندلعت الحرب بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
كما احتجز المسلحون 252 رهينة، لا يزال 121 منهم في غزة، من بينهم 37 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 35903 أشخاص في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.
وحذرت الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق في المنطقة المحاصرة، حيث لم تعد معظم المستشفيات تعمل.
وفي أحدث المعارك، أعلن الدفاع المدني في غزة، الأحد، أنه انتشل ست جثث بعد استهداف منزل في غارة جوية على حي خربة العدس شرق رفح.
وقال شهود إن المدفعية الإسرائيلية استهدفت أيضًا مخيم يبنا بوسط رفح، وإن قصفًا مدفعيًا عنيفًا أصاب حيي سوق الحلال وقشطة بالمدينة.
وفي أماكن أخرى في غزة، استهدفت غارات جوية إسرائيلية مخيم النصيرات، وقال شهود إن قصفًا مدفعيًا عنيفًا ضرب شمال غزة.
افاد مراسل وكالة فرانس برس ان الدبابات الاسرائيلية أطلقت نيرانها الثقيلة على اهداف في منطقة الزيتون ونتساريم في مدينة غزة.
من ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه تم تعزيز وصول المساعدات، سواء عبر رصيف جديد أقامته الولايات المتحدة أو عبر معبريه البريين، كرم أبو سالم وإيرز ويست.
وأضافت: “هذا الأسبوع، بعد أن بدأ الرصيف العمل لأول مرة، تم نقل ما مجموعه 1806 منصات من المواد الغذائية في 127 شاحنة إلى المراكز اللوجستية التابعة لوكالات الإغاثة الدولية في قطاع غزة”.
“في المجمل، تم هذا الأسبوع تفتيش 2065 شاحنة مساعدات إنسانية ونقلها عبر معبري كرم أبو سالم وإيرز الغربي، وهو ما يقرب من ضعف العدد في الأسبوع السابق”.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية يوم السبت إن أربع سفن تابعة للجيش الأمريكي تدعم الرصيف انفصلت عن مراسيها وجنحت وسط أمواج عاتية، بينما ساعدت إسرائيل في جهود الإنعاش.
– تراجع عالمي –
مع استمرار حرب غزة الأكثر دموية على الإطلاق، واجهت إسرائيل رد فعل عالمي شديد بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين وتدمير مساحات شاسعة من غزة.
وفي الأسبوع الماضي، واجهت تحركات تاريخية من محكمتين دوليتين مقرهما لاهاي ومن ثلاث حكومات أوروبية.
يوم الاثنين الماضي، قال المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية إنه سيسعى للحصول على أوامر اعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب ضد نتنياهو ووزير دفاعه وكذلك ضد ثلاثة من كبار الشخصيات في حماس.
وأعلنت أيرلندا والنرويج وإسبانيا الأربعاء أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية بحلول 28 مايو/أيار، وهي خطوة رفضتها إسرائيل بغضب ووصفتها بأنها “مكافأة على الإرهاب”.
وأمرت محكمة العدل الدولية يوم الجمعة إسرائيل بوقف هجومها على رفح وطالبت بالإفراج عن الرهائن وحثت على “توفير المساعدات الإنسانية دون عوائق” إلى غزة.
وجاء حكم محكمة العدل الدولية في قضية رفعتها جنوب أفريقيا زاعمة أن العملية العسكرية الإسرائيلية ترقى إلى مستوى “الإبادة الجماعية”.
وقضت بأنه يتعين على إسرائيل “الوقف الفوري لهجومها العسكري وأي عمل آخر في محافظة رفح قد يفرض على المجموعة الفلسطينية في غزة ظروفا معيشية يمكن أن تؤدي إلى تدميرها المادي كليا أو جزئيا”.
ونفت إسرائيل القيام بأي عمليات عسكرية في منطقة رفح “من شأنها أن تتسبب في تدمير السكان المدنيين الفلسطينيين، كليًا أو جزئيًا”.
بور-JD/FZ/JKB
