من المتوقع أن يحقق سوق السجائر الإلكترونية في دولة الإمارات العربية المتحدة معدل نمو سنوي قدره 7.28 في المائة خلال السنوات الخمس المقبلة، وفقاً لدراسة حديثة أجرتها بوابة إلكترونية حول الأسواق الاستهلاكية. وبحلول نهاية هذا العام، من المتوقع أن تصل إيرادات سوق السجائر الإلكترونية إلى 68.5 مليون دولار، حسبما أضافت شركة Statista ومقرها هامبورغ.
يمكن أن يعزى استخدام السجائر الإلكترونية، المعروفة أيضًا باسم vaping، إلى الأشخاص الذين يستخدمونها كبديل للتدخين أو للإقلاع عن التدخين. ومع ذلك، يبدو أن العبوات الملونة ونكهات الفواكه تخفي الحقيقة عن الجمهور حول مدى الضرر الذي تسببه جيوب النيكوتين الإلكترونية هذه – ليس فقط بالنسبة للـ vapers ولكن أيضًا للأشخاص الذين يتعرضون لهباء الـ vape السلبي.” وقال طبيب مقره لخليج تايمز.
وأوضح الدكتور محمد هاريس، استشاري أمراض الرئة في ميدكير الشارقة ومستشفى ميدكير الملكي التخصصي بالقصيص، أن “غير المدخنين الذين يتعرضون لرذاذ السجائر الإلكترونية السلبي يمتصون مستويات النيكوتين تعادل أولئك الذين يتعرضون لدخان السجائر السلبي”.
كن على اطلاع على اخر الاخبار. اتبع KT على قنوات WhatsApp.
وأوضح الدكتور هاريس أن رذاذ السجائر الإلكترونية يحتوي على العديد من المواد المسرطنة، بما في ذلك الرصاص والفورمالدهيد، “مما قد يزيد من خطر الإصابة ببعض الأورام الخبيثة مثل السرطان”.
تم اكتشاف أن سائل الفيب يحتوي على آلاف المواد الكيميائية والمواد غير المعروفة، والتي لا تزال غير معلن عنها من قبل الشركات المصنعة حتى يومنا هذا. بمجرد تسخين سائل الـvape من استنشاق المستخدم وانتشاره في الهواء، يمكن للمواد الكيميائية متناهية الصغر أن تدخل رئتي الأشخاص القريبين، وفقًا للمجلة الطبية البريطانية (BMJ).
خطر تزايد الشعبية
وأشار الدكتور هاريس إلى أن الخطر الرئيسي الذي تشكله السجائر الإلكترونية هو تزايد شعبيتها، مما قد يؤدي إلى احتمال المخاطرة بإعادة التدخين إلى طبيعته. وأضاف: “التدخين هو أكبر سبب للوفاة يمكن الوقاية منه، ولا ينبغي أن يكون التدخين الإلكتروني بديلاً مبررًا لاستخدام السجائر”.
وتابع الدكتور هاريس قائلاً: “إن عكس المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في الحملة العالمية للحد من التدخين سيكون كارثياً”، مشيراً إلى أنه ينبغي أيضاً اتخاذ موقف مماثل – إن لم يكن هو نفسه – فيما يتعلق بالتدخين تجاه السجائر الإلكترونية، مع تزايد عدد الأشخاص الذين يدخنون السجائر الإلكترونية. يعاني مستخدمو السجائر الإلكترونية من إصابات في الرئة وأضرار لا رجعة فيها في الرئة نتيجة استنشاق المواد الكيميائية الخطرة الموجودة في منتجات السجائر الإلكترونية.
وأشار الدكتور هاريس إلى أن التدخين الإلكتروني أصبح شائعًا لدى غير المدخنين السابقين والشباب لأن البخار الناتج عن هذه الأجهزة يميل إلى التبخر بسرعة إلى حد ما، مما يجعل إخفاءه أسهل. بالنسبة للبعض، يعتبر التدخين الإلكتروني أقل ضررًا من السجائر.
كشفت الأبحاث التي أجرتها الوكالة الفيدرالية الأمريكية لمراكز السيطرة على الأمراض (CDC) الشهر الماضي عن عدة حالات لتسمم الأطفال والبالغين عن طريق ابتلاع أو استنشاق بقايا دخان السجائر الإلكترونية أو امتصاصه من خلال جلدهم وأعينهم.
أماكن عمل خالية من التبغ
ومن أجل مكافحة هذه المشكلة المتنامية، أصدرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي دليلاً للشركات في أماكن العمل الخالية من التبغ، مما يقضي على وجود منتجات التبغ في أماكن العمل.
ويتضمن الدليل مواد تثقيفية حول تأثير التدخين على الأفراد والبيئة، بالإضافة إلى تقديم تعليمات عملية للمديرين والموظفين لإنشاء بيئة عمل خالية من التدخين بشكل فعال، إلى جانب تفاصيل مهمة حول الإجراءات المناسبة لمعالجة المخالفات.
تحظر قوانين دولة الإمارات العربية المتحدة التدخين في الأماكن العامة المغلقة. كما يحظر استخدام أي شكل من أشكال التبغ في جميع الأماكن العامة، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والصحية والتعليمية ووسائل النقل العام وغيرها من الأماكن العامة، بحسب الدليل.