إن إبداع والدة الشيف سمية عبيد في المطبخ وتقديمها لكل طبق وكأنه قصة هو ما أشعل شغفها بالطعام، مما دفع سمية إلى متابعة دراستها في الطهي في أستراليا واكتساب الثقة بالنفس التي احتاجتها لتحقيق أشياء عظيمة كطاهية.
وبعد فترة وجيزة، عادت الطاهية الإماراتية إلى وطنها حيث تم عرض مهاراتها في الطهي للعالم من خلال وسائل مختلفة، أحدها برنامج طهي على قناة فتافيت، وهي قناة طعام شرق أوسطية. قالت سمية في دردشة مع سيتي تايمز.
في وقت سابق من هذا الشهر، عرضت شبكة الطعام العربية حكايات المطبخ: طبعة الصيفبرنامج يعد برحلة طهي مع التركيز على المكونات الطازجة الموسمية والتقنيات المبتكرة، بهدف إلهام الطهاة المبتدئين والمتمرسين على حد سواء. يضم هذا الموسم سمية عبيد إلى جانب الشيفين الجدد خلود أحمد سهيل ومحمد صلاح. تم تصميم العرض بتنسيق من جزأين، بما في ذلك العروض التوضيحية المتعمقة خطوة بخطوة واللمسات الإبداعية للوصفات. تقدم كل حلقة نصائح عملية للطهي وتستكشف القصص والإلهام وراء الأطباق، مما يضمن تجربة مسلية.
سمية عبيد ومحمد صلاح وخلود أحمد سهيل
لقد تعمقنا أكثر في حياة الشيف سمية وتعرفنا على تقنياتها في الطهي والدور الذي تلعبه برامج الطهي في عالم الطهي اليوم. مقتطفات محررة من المقابلة:
ما هي بعض الأطباق التقليدية المفضلة لديك أثناء نشأتك في الإمارات العربية المتحدة، وكيف أثرت على أسلوب طبخك اليوم؟
الأطباق الإماراتية التقليدية: كل طبق له حكاية، مثل الهريس الذي تم إعداده بطريقة بسيطة، لكنه يجمع العائلة والجيران، والكل يساعد، ويتم توزيع الطبق على الجميع.
المجبوس والبهارات الخاصة التي نستخدمها في المطبخ الإماراتي، تبدأ النساء في تحضيره بشراء البهارات وتنظيفها وتجفيفها، ويتعاملن مع كل بهار بطريقة تبرزه وتقوي تأثيره.
تعتبر العصيدة من أسهل الأطباق، لكن مذاقها من أكثرها تعقيدًا.
هذه مسؤولية أتعامل معها وأقدرها في أطباقي، أحب أن أطبخها بنفس مشاعر وحب شعبنا، وأقدمها بكل فخر للعالم، وفي كل أطباقي أظهر فخري بثقافة بلدي.
كيف تصف نهجك في التعامل مع المطبخ الإماراتي التقليدي؟
تحمل أطباقنا الإماراتية التقليدية قصصاً ومشاعر جميلة تعكس تراثنا وثقافتنا بشكل رائع. إن إعطاء كل طبق حقه من الاحترام في جميع جوانبه يساعد في إبراز جمال وتنوع تراثنا الغني. إن الطهي بفخر وحب للتقاليد يجعل الطعام يتحدث بلغة القلب وينقلنا إلى عوالم من الذكريات الجميلة.
هل يمكنك أن تشرح لنا عملية الإبداع الخاصة بك عند تطوير طبق جديد؟
عندما أبتكر طبقًا جديدًا، أبدأ بالبحث عن مصادر الإلهام، سواء من تراثنا الغني أو من خلال السفر واستكشاف الحضارات والثقافات الأخرى. بعد ذلك، أجرب التناغم بين المكونات وموازنة النكهات، وأضيف لمسات شخصية تعكس ذوقي وإبداعي. هدفي دائمًا هو تقديم شيء خاص ومبتكر يجمع بين التقليد والحداثة، مما يوفر تجربة طعام فريدة وممتعة.
ما هي بعض الأطباق المميزة لديك، وما الذي يجعلها مميزة؟
أحب تحضير العديد من الأطباق التي تجمع بين تقاليدنا وإبداعي الشخصي، ومن الأطباق المفضلة لدي طبق “المضروبة” الذي يذكرني بذكريات جميلة مع والدتي، حيث أقوم بإعداده بنفس الطريقة التقليدية التي اعتادت عليها مع إضافة لمسات شخصية تجعله خاصاً بي، فالجمع بين التقاليد والإبداع يجعل هذا الطبق فريداً ومميزاً بالنسبة لي.
أحب الجمع بين الثقافات المختلفة في الطبخ. البايلا مع الجريش هو طبق لذيذ يجمع بين الأصالة الإسبانية والتقاليد الخليجية. البرياني هو طبق آخر أقوم بإعداده بطريقتي الفريدة.
هل هناك أي تقنيات أو مكونات فريدة تحب استخدامها في الطبخ؟
في الطبخ، أحب استخدام التقنيات التقليدية مع لمسات عصرية لإضافة التنوع والنكهة إلى الأطباق. أستمتع بتجربة خلط التوابل التقليدية مع نكهات جديدة لإضفاء طابع خاص على الأطباق. كما أستخدم الأعشاب الطازجة والتوابل الطبيعية لتعزيز النكهة وإبراز المذاق الأصلي للمكونات.
هل يمكنك أن تشاركنا بلحظة صعبة بشكل خاص في مسيرتك المهنية وكيف تغلبت عليها؟
طُلب مني أن أقوم بتدريب 35 طاهياً تنفيذياً في أحد الفنادق، جميعهم من الرجال، وأكثر خبرة، وأكبر سناً مني، لتعليمهم الأكل الإماراتي. للحظة، غلبني الخوف، وتساءلت عما إذا كانوا سيقبلونني نظرًا لكوني أقل خبرة، وأصغر سناً، وامرأة. لكنني وثقت بقدراتي، وآمنت بشغفي، وتغلبت على مخاوفي، وقررت أن أجرب الأمر. كانت تجربة صعبة ولكنها مجزية. لقد تعرفت على العديد من الأصدقاء الجدد وبنيت علاقات في مجالي بناءً على احترامهم وثقتهم بقدراتي. تعلمت أن الإصرار والإيمان بنفسك هو أساس النجاح.
برأيك، ما هو الدور الذي تلعبه برامج الطبخ في عالم الطهي اليوم؟
تساهم برامج الطبخ في نشر الوعي بالطبخ وتعزيز الإبداع والتجريب في المطبخ، كما توفر هذه البرامج منصة للطهاة الموهوبين لعرض مهاراتهم وأفكارهم أمام جمهور واسع، مما يساهم في تبادل المعرفة والإلهام بين الطهاة والمتفرجين.
كيف ترون مستقبل المطبخ الإماراتي على المستوى المحلي والدولي؟
ويبدو مستقبل المطبخ الإماراتي واعداً، مع تزايد الاهتمام بالحفاظ على التقاليد الطهوية المحلية وتعزيزها. وعلى المستوى المحلي، هناك تركيز متجدد على المطبخ الإماراتي في المطاعم والفعاليات، حيث يتم عرض النكهات الغنية والقصص وراء الأطباق. وعلى المستوى الدولي، يكتسب المطبخ الإماراتي شعبية، مع الجهود التي تبذلها الحكومة لتقديمه إلى الجمهور العالمي من خلال المهرجانات الغذائية والتبادل الثقافي والتعاون في مجال الطهي. ويمثل هذا التطور فرصة لمشاركة النكهات الفريدة والتراث الإماراتي مع العالم، وسد الفجوة بين التقليد والابتكار من أجل تجربة طعام ممتعة.
هل لديك أي نصيحة للطهاة الطموحين الذين يريدون التخصص في المطبخ التقليدي؟
نصيحتي هي أن تنغمس في الثقافة والتاريخ وراء الأطباق. خذ الوقت الكافي للتعرف على المكونات وتقنيات الطهي والقصص التي تجعل كل طبق تقليدي فريدًا من نوعه. جرب الوصفات وجرب مجموعات مختلفة من النكهات ولا تخف من إضافة لمستك الخاصة على الأطباق الكلاسيكية مع احترام أصالتها. حافظ دائمًا على الشغف.
من هم بعض قدوتك أو تأثرك في عالم الطهي، ولماذا؟
الشيف الهندي فيكاس خانا هو قدوة استثنائية في فن الطهي، وهو مشهور بنهجه المبتكر في المطبخ الهندي وجهوده الإنسانية. بصفته طاهٍ حائز على نجمة ميشلان ومؤلف ومخرج أفلام، فقد رفع النكهات الهندية التقليدية إلى مستوى الإشادة العالمية. إن تفانيه في العمل الخيري، وخاصة من خلال مبادرته Feed India، يُظهر تعاطفه والتزامه بالقضايا الاجتماعية.
إذا كان بإمكانك طهي وجبة طعام لأي شخص، سواء في الماضي أو الحاضر، فمن سيكون وماذا ستطبخ؟
كنت أطبخ الطعام لأصحاب الهمم. كنت أقوم بإعداد وجبات مريحة وشاملة، مثل مجموعة متنوعة من الأطباق التي تلبي الاحتياجات الغذائية والتفضيلات المختلفة، مما يضمن للجميع الاستمتاع والشعور بالتميز.