بورتسودان
استقبل الزعيم الفعلي للسودان، رئيس الجيش عبد الفتاح البرهان، الأحد، السفير الإيراني الجديد وأرسل سفيره إلى طهران، في ترسيخ للتقارب بعد ثماني سنوات من القطيعة في محاولة للاعتماد على مساعدة طهران في الحرب المستمرة ضد قوات الدعم السريع.
واتفقت السودان وإيران في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على استئناف العلاقات الدبلوماسية، في الوقت الذي سعت فيه الحكومة المتحالفة مع الجيش إلى حشد الحلفاء خلال حربها مع قوات الدعم السريع.
وأعلنت الحكومة السودانية، الموالية للجيش في حربه المستمرة منذ 15 شهرا ضد قوات الدعم السريع، في بيان أن البرهان استقبل السفير الإيراني الجديد حسن شاه حسيني في بورتسودان.
وأصبحت المدينة الواقعة على البحر الأحمر المقر الفعلي للحكومة السودانية منذ سقوط أجزاء كثيرة من الخرطوم تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وقال وكيل وزارة الخارجية حسين الأمين إن هذه “بداية مرحلة جديدة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين”، في حين ودع البرهان السفير السوداني الجديد لدى إيران عبد العزيز حسن صالح.
وقال السفير الإيراني حسن شاه حسيني إن “تقديم أوراق اعتماده يأتي في إطار التوافق المشترك بين البلدين بشأن تبادل السفراء وتعزيز العلاقات الثنائية”.
وأكد أهمية السودان في العالم الإسلامي، مشدداً على “موقعه الجغرافي وموقعه الاستراتيجي”.
وقال شاه حسيني إنه “سيبذل كل جهد ممكن لتعزيز علاقات التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسودان”، وأضاف أن “بلاده تدعم السيادة الوطنية والوحدة وسلامة أراضي السودان”.
في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن الخرطوم وطهران قررتا استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من القطيعة. وفي فبراير/شباط الماضي، قام وزير الخارجية السابق علي الصادق بأول زيارة شبه رسمية إلى طهران منذ سنوات.
ويأتي انفتاح الجيش السوداني على إيران بعد الانهيار شبه الكامل لدفاعات قواته في الحرب التي يخوضها منذ أبريل/نيسان من العام الماضي ضد قوات الدعم السريع.
ويرى خبراء أن قيادة الجيش تراهن على دعم إيران في الحرب الدائرة. وقد تلقى الجيش السوداني بالفعل شحنات من الطائرات الإيرانية بدون طيار من طهران، التي يقال إنها تسعى إلى إنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر.
وقطعت السودان علاقاتها مع إيران في عام 2016 تضامنا مع المملكة العربية السعودية بعد أن تعرضت سفارة المملكة في طهران لهجوم من قبل حشد إيراني.
وقطعت عدة دول حليفة للسعودية في المنطقة علاقاتها مع إيران في ذلك الوقت.
وفي مارس/آذار 2023، أعلنت الرياض وطهران استعادة علاقاتهما بعد اتفاق توسطت فيه الصين.
ومنذ ذلك الحين، اتجهت إيران إلى تعزيز أو استعادة العلاقات مع الدول العربية المجاورة.
منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023، دعمت عدد من القوى الأجنبية القوات المتنافسة.
أعربت الولايات المتحدة في فبراير/شباط عن قلقها إزاء التقارير التي تحدثت عن قيام إيران، عدو واشنطن، بإرسال شحنات أسلحة إلى الجيش السوداني.
وفي تلك الأثناء، استعاد الجيش بعض الأراضي بعد أشهر من الهزائم على أيدي قوات الدعم السريع.
كما اقتربت السودان مؤخرًا من روسيا، التي يقول الخبراء إنها أعادت النظر في علاقتها السابقة مع قوات الدعم السريع، والتي كانت لها روابط معها من خلال مجموعة فاغنر المرتزقة.
أقامت السودان في عهد الحاكم الإسلامي السابق عمر البشير، الذي أطيح به في عام 2019، علاقات وثيقة مع الدولة الدينية في إيران.
أدت الحرب في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد القتلى يصل إلى 150 ألف شخص، وفقًا للمبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيرييلو.
وقد أدى ذلك أيضًا إلى خلق أسوأ أزمة نزوح في العالم، حيث نزح أكثر من 11 مليون شخص، وفقًا للأمم المتحدة، مما دفع البلاد إلى شفا المجاعة.
