بغداد-
استأنف العراق زراعة الأرز بعد حظر دام عامين بسبب ندرة المياه، ويختبر سلالة من الحبوب تستهلك كمية أقل من المياه مقارنة بالأنواع المزروعة تقليديا.
قال وكيل وزير الزراعة مهدي سحر الجبوري إن البلاد خصصت 150 كيلومترا مربعا لزراعة الأرز هذا الموسم وتوقع إنتاجا قدره 150 ألف طن، كما قال المسؤولون إن المياه أكثر وفرة بسبب هطول الأمطار الغزيرة في فصل الشتاء ووعد بتدفق المزيد من المياه من تركيا.
ويأتي هذا بعد حظر الإنتاج لمدة عامين والذي شهد زراعة ما بين خمسة إلى عشرة كيلومترات مربعة فقط من الأرز سنويا لغرض استخراج البذور، وسط أزمة مياه يقول الخبراء إنها مرتبطة بالسدود التي بنتها تركيا وإيران في المنبع، وقلة هطول الأمطار وعوامل أخرى ناجمة عن تغير المناخ.
ويعد العراق واحدا من أكبر عشر دول في العالم المستوردة للأرز والقمح، لتلبية احتياجات برنامج الحصص الغذائية الضخم المطبق منذ عهد الرئيس السابق صدام حسين.
منذ عقود من الزمن، كانت البلاد تزرع معظم إنتاجها من الأرز وتصدر القمح والشعير، وكانت في وقت من الأوقات أكبر مصدر للتمور في العالم، حتى تسببت مشاكل ملوحة التربة وأنظمة الري الرديئة والجفاف وعقود من الصراع في ضرب قطاعها الزراعي وجعلتها مشترياً رئيسياً في الأسواق العالمية.
قال مسؤولون في مجلس الحبوب العراقي إن العراق سيظل بحاجة إلى استيراد نحو 1.25 مليون طن من الأرز هذا العام لتلبية الطلب المحلي، وهو نفس مستوى العام الماضي.
تبدأ زراعة الأرز في العراق عادة في شهر يونيو وتنتهي بالحصاد في شهر نوفمبر.
يتم زراعة عدة أنواع من الأرز، ويعتبر الأرز العنبر، المعروف برائحته ونكهته الفريدة، الأكثر شعبية.
تمكن علماء زراعيون عراقيون من تطوير سلالة جديدة من الرز تسمى “غيري” وهي هجينة من صنفي العنبر والياسمين ويمكن زراعتها باستخدام الرشاشات الثابتة دون الحاجة للغمر، وقد تم زراعتها على نطاق ضيق هذا الموسم تحت التجربة بعد اختبارها في محطة أبحاث المشخاب العام الماضي.
وقال الجبوري في مقابلة مع رويترز إن هناك خططا لتوسيع زراعته في المواسم المستقبلية.
وتهدف الحكومة إلى انتقال القطاع من طريقة الري التقليدية، التي تتضمن غمر المحصول بالمياه، إلى استخدام أنظمة الري الثابتة والبذارات الميكانيكية.
وقال الجبوري إن المزارعين الذين يعتمدون الأساليب الزراعية الحديثة مثل أنظمة الرش سيتم تقديم حوافز مماثلة للدعم المقدم لإنتاج القمح مثل ارتفاع أسعار منتجاتهم.
للموسم الحالي 2024 تم السماح بزراعة الرز في خمس محافظات هي النجف والديوانية والمثنى وذي قار وبابل وتم تخصيص الحصة الاكبر لمحافظة النجف.
وقال رئيس جمعية فلاحي محافظة النجف محسن عبد الامير ان المساحة المزروعة من الاراضي الزراعية في المحافظة بلغت نحو 80 كم2 اي ما نسبته نحو 37 بالمئة من اجمالي الاراضي الزراعية المخصصة في عموم البلاد، مشيرا الى ان الاصناف المزروعة تشمل الرز العنبري والياسمين والفراتي.
وقال عبد الأمير إن موسم الزراعة في المحافظة، الذي بدأ في منتصف يونيو/حزيران الماضي، اكتمل الآن.
قالت لجنة المياه والزراعة والأهوار في مجلس النواب العراقي إن هطول الأمطار في الشتاء الماضي وتعهدات تركيا بزيادة وصول العراق إلى المياه المتدفقة من نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا مكنت من استئناف زراعة الأرز.
وقال نائب رئيس اللجنة النائب حسين مردان لرويترز إن الأراضي الزراعية ستتوسع في السنوات المقبلة من خلال اعتماد أساليب الري بالتنقيط للأرز التي هي قيد الدراسة حاليا، مما قد يصل إلى 1000 كيلومتر مربع.