علقت شركات الطيران رحلاتها إلى لبنان يوم الاثنين في ظل الجهود الدبلوماسية المبذولة لاحتواء التوترات المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل بعد إطلاق الصواريخ المميتة على مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل.
شيع أهالي بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان جثمان الطفلة جيفارا إبراهيم (11 عاما)، وهي آخر الضحايا الـ12 -الذين تراوحت أعمارهم بين 10 و16 عاما- جراء الصاروخ الذي ضرب ملعبا لكرة القدم في المجتمع العربي الدرزي يوم السبت.
وحملت إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية الهجوم لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران والذي يتبادل إطلاق النار بشكل يومي تقريبا مع القوات الإسرائيلية منذ بدء حرب غزة في أوائل أكتوبر/تشرين الأول.
قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إن هناك نشاطا دبلوماسيا مكثفا لاحتواء الرد الإسرائيلي المتوقع، بعد أن هدد وزير الدفاع يوآف غالانت “بضرب العدو بقوة”.
وقال أبو حبيب في مقابلة أجريت معه في وقت متأخر من مساء الأحد مع قناة الجديد المحلية: “إسرائيل ستصعد بشكل محدود وحزب الله سيرد بشكل محدود… هذه هي التطمينات التي تلقيناها”.
وأضاف أن الولايات المتحدة وفرنسا وآخرين يحاولون احتواء التصعيد، في حين قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أيضا إن “المحادثات جارية مع جهات دولية وأوروبية وعربية لحماية لبنان ودرء المخاطر”.
وأعلنت عدة شركات طيران، من بينها لوفتهانزا وإير فرانس وترانسافيا، الاثنين، تعليق رحلاتها إلى بيروت.
لكن في وسط بيروت، قال صاحب متجر محمد سعد (53 عاما) إن الحياة استمرت كالمعتاد.
وقال لوكالة فرانس برس “نحن بالفعل في حالة حرب، فماذا يمكن أن يحدث أكثر من ذلك؟”
نفى حزب الله مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي على مجدل شمس، على الرغم من أن الجماعة أعلنت مسؤوليتها عن ضربات متعددة على مواقع عسكرية إسرائيلية في ذلك اليوم.
– معارك غزة –
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي زار موقع الهجوم الصاروخي الاثنين، إن “حزب الله سيدفع ثمنا باهظا”.
وانعقدت الحكومة الأمنية المصغرة الأحد، حيث فوض أعضاؤها “رئيس الوزراء ووزير الدفاع بتحديد طريقة وتوقيت الرد”، بحسب مكتب نتنياهو، دون الخوض في التفاصيل.
قال مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس إن الحزب أخلى بعض مواقعه في جنوب وشرق لبنان.
قالت حركة حزب الله، الاثنين، إنها أطلقت “عشرات صواريخ الكاتيوشا” على موقع عسكري إسرائيلي عقب “اغتيال” اثنين من مقاتليها.
وقال مصدر قريب من المجموعة لوكالة فرانس برس إن الرجلين قتلا في غارة جوية على قرية ميس الجبل في جنوب لبنان.
وأسفرت أعمال العنف عبر الحدود حتى الآن عن مقتل 529 شخصا على الأقل في لبنان، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس، معظمهم من المقاتلين ولكن بينهم أيضا 104 مدنيين.
وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل 24 مدنياً و22 جندياً، بحسب الجيش.
حزب الله هو حليف لحركة حماس الفلسطينية المسلحة، والتي أدى هجومها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل إلى إشعال الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وقالت الجماعة اللبنانية إن هجماتها تأتي دعما لحماس، وإنها ستتوقف إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
فشلت أشهر من الجهود في تأمين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، على الرغم من أن الوسطاء والمفاوضين الإسرائيليين اجتمعوا يوم الأحد في روما لمناقشة الاقتراح الأخير.
وجاء في بيان إسرائيلي أن “المفاوضات بشأن القضايا الرئيسية ستستمر في الأيام المقبلة”.
وعلى الأرض في الأراضي الفلسطينية المحاصرة، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته “واصلت نشاطها العملياتي الدقيق المبني على المعلومات الاستخباراتية في منطقة رفح” وفي خان يونس المجاورة، حيث “قضت القوات على العشرات من الإرهابيين”.
وأضاف الجيش أن طائراته قصفت 35 هدفا في أنحاء قطاع غزة خلال 24 ساعة.
وفي شمال القطاع، قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن مقاتليها “اشتبكوا” مع قوة إسرائيلية في منطقة تل الهوى في مدينة غزة.
وأفاد شهود عيان بوقوع قصف خلال الليل وحتى الصباح على تل الهوى وأجزاء أخرى من المدينة.
– “إجبار الناس على الفرار” –
وأسفر الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل والذي بدأ الحرب عن مقتل 1197 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
كما اختطف المسلحون 251 رهينة، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 39 يقول الجيش إنهم ماتوا.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية في غزة عن مقتل 39363 شخصا على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس، والتي لا تقدم تفاصيل عن القتلى المدنيين والمسلحين.
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، عن أحدث أوامره بإخلاء أجزاء من وسط قطاع غزة، وطلب من الفلسطينيين التوجه إلى منطقة آمنة معلنة بالقرب من خان يونس.
وقالت إن القوات الإسرائيلية “ستعمل بقوة” ضد النشطاء في منطقة مخيم البريج للاجئين بعد إطلاق الصواريخ من هناك.
وقال شهود عيان إن مئات الأشخاص فروا من المنطقة يوم الاثنين.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية تشمل الغالبية العظمى من الأراضي المحاصرة.
وقال رئيس الأونروا فيليب لازاريني على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، إن “14 في المائة فقط من المناطق في غزة لا تشملها أوامر الإخلاء”.
وأضاف أن “السلطات الإسرائيلية تصدر كل يومين هذه الأوامر التي تجبر الناس على الفرار”.
