شجرة شجر الصفصاف تعاني من موت مبكر بسبب الجفاف في حدائق كيو، حيث تقول الحديقة إن نحو نصف أشجارها قد تكون معرضة لخطر طويل الأمد بسبب تغير المناخ، جنوب غرب لندن، بريطانيا. — رويترز
خلف المساحات الخضراء الوفيرة والورود المتفتحة وأصوات الطيور في حدائق كيو الشهيرة في لندن تكمن الحقيقة الأكثر قتامة المتمثلة في تغير المناخ، والذي يهدد بقتل الآلاف من أشجارها في العقود المقبلة.
بعض الأشجار في الحدائق النباتية، التي افتتحت لأول مرة في عام 1759 وهي اليوم موقع للتراث العالمي لليونسكو، تعاني بالفعل من حالة من التدهور لا رجعة فيها.
استخدم الخبراء في كيو نماذج المناخ لإظهار أن أكثر من نصف أشجار الحدائق البالغ عددها 11 ألف شجرة قد تكون معرضة لخطر الموت بحلول عام 2090، حيث يؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى جعل التربة أكثر جفافًا ويقلل من كمية المياه التي يمكن للأشجار الوصول إليها.
وتتفاقم مشكلة كيو بسبب الحرارة المنبعثة من مدينة لندن الكثيفة نحو الحدائق، والمعروفة باسم تأثير جزيرة الحرارة الحضرية، والتي تجعل درجات الحرارة في الليل أكثر دفئاً بكثير من تلك في المناطق الريفية.
لقد تم منذ فترة طويلة جمع 8.5 مليون عينة من النباتات والفطريات في حدائق كيو ليس فقط من بريطانيا ولكن من جميع أنحاء العالم – من أزهار الكرز في اليابان إلى زنابق الماء في الأمازون – وقد تكمن الحلول اللازمة لمقاومة تغير المناخ على بعد آلاف الأميال أيضًا.
وقال خبراء في تقرير نشر الأسبوع الماضي إن المواد النباتية من غابات هيركاني في إيران وأذربيجان، والسهوب الكبرى في أوراسيا، وجنوب غرب الولايات المتحدة أو أجزاء من أوروبا القارية ستكون جميعها قادرة على الصمود بما يكفي لتحمل تغير المناخ في بريطانيا.
وقال التقرير إن هذا النوع من الاستبدال يمكن أن يصبح أيضًا نموذجًا لمخططي المدن للتخفيف من آثار تغير المناخ.
وقال كيفن مارتن، رئيس قسم جمع الأشجار في الحدائق وجراح الأشجار السابق، إن درجة الحرارة في كيو أصبحت أكثر دفئًا بنحو 3 درجات مئوية عما كانت عليه في ثمانينيات القرن العشرين، مما يعرض الأشجار البريطانية المحبوبة مثل شجرة البلوط الإنجليزية (Quercus robur) للخطر.
وقال مارتن، الذي سيسافر إلى جورجيا في سبتمبر/أيلول لجمع البذور لزراعتها في كيو، إن الجفاف في عام 2022، عندما وصلت درجات الحرارة حول العاصمة البريطانية إلى مستوى قياسي بلغ 40 درجة مئوية، أدى إلى مقتل 400 شجرة في كيو، مما دفع إلى الحاجة إلى التفكير في إدخال أنواع أكثر مرونة.
وقال وهو يقف بجوار شجرة زان بكائية عمرها 124 عاما (Fagus sylvatica 'Pendula') في مرحلة التدهور: “سيكون الأمر في غاية الأهمية، ليس فقط بالنسبة لجيلنا، ولكن للجيل القادم”.