كيريل زينتشينكو يعطي ابنه باك، الذي يعاني من مرض السكري، حقنة إنسولين في منزلهما في تشيكوبي، ماساتشوستس، الولايات المتحدة، في 26 يوليو 2024. — ملف رويترز
قال مرضى وأطباء في اثنتي عشرة ولاية أمريكية لرويترز إن قرار شركة نوفو نورديسك بوقف بيع الأنسولين طويل المفعول ليفيمير في الولايات المتحدة ترك بعض مرضى السكري يواجهون صعوبة في تغيير العلاج.
قالت شركة الأدوية الدنماركية في نوفمبر إنها ستوقف مبيعات ليفيمير في الولايات المتحدة بحلول نهاية عام 2024. وقالت نوفو إن العديد من خطط الرعاية الصحية لم تعد تغطي الدواء، الذي انتهت براءته في عام 2019، وهناك خيارات أخرى للمرضى في السوق.
وقال العديد من الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول وكذلك آباء المرضى الأطفال لرويترز إنهم يقومون بتخزين الإمدادات المتبقية من ليفيمير واستخدام القوارير التي لديهم بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها، على أمل أن تنجح جهود الضغط الناشئة في إبقاء الدواء في السوق.
يقولون إن ليفيمير أكثر ملاءمة للشباب وغيرهم ممن لديهم نمط حياة نشط. ويمكن تعديل الجرعات بشكل أكثر تكرارًا مقارنة بأنواع أخرى من الأنسولين طويلة المفعول أو الأساسية.
ووصف البعض مستويات السكر في الدم المنخفضة بشكل خطير، والمعروفة باسم نقص السكر في الدم، أو التقلبات السريعة، عندما استخدموا الأنسولين طويل المفعول الآخر الذي تقول شركة نوفو إنه بدائل آمنة، بما في ذلك تريسيبا الخاصة بها ومنتجات تباع من قبل إيلي ليلي وسانوفي.
تم تشخيص إصابة ابن جيمي لوسينكي المراهق بمرض السكري من النوع الأول قبل سبع سنوات ووصف له الأطباء دواء لانتوس من إنتاج شركة سانوفي. وقد عانى من نوبات متكررة من انخفاض شديد في نسبة السكر في الدم “كانت تظهر فجأة”. وقال لوسينكي إن المشكلة توقفت عندما تحول إلى تناول ليفيمير.
“أشعر أن مرضى السكري من النوع الأول يستحقون الحق في الحصول على مستويات سكر دم طبيعية مثل أي شخص آخر”، قالت. “وإذا كان هناك منتج يمكنه المساعدة في تحقيق ذلك، فلا ينبغي حرمانهم منه”.
ويأتي قرار نوفو في الوقت الذي تعمل فيه على زيادة إنتاج علاجاتها سريعة البيع لفقدان الوزن. وارتفعت قيمتها السوقية بنحو 380 مليار دولار منذ أطلقت حقنة مكافحة السمنة ويجوفي قبل ثلاث سنوات، لتصل إلى 572 مليار دولار.
وفي بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني إلى رويترز، استشهد متحدث باسم نوفو بقيود التصنيع العالمية بالإضافة إلى ضعف التغطية التأمينية من بين الأسباب وراء القرار بوقف إنتاج ليفيمير في الولايات المتحدة.
كما أثارت الأرباح غير المتوقعة التي حققتها شركة ويجوفي تدقيقا من جانب الكونجرس الأمريكي بسبب السعر المرتفع للدواء، والذي يتجاوز 1349 دولارا شهريا. ومن المقرر أن يدلي الرئيس التنفيذي لشركة نوفو لارس فرويرجارد يورغنسن بشهادته أمام المشرعين في أوائل سبتمبر/أيلول.
يخشى المدافعون عن مرضى السكري أن تتراجع شركة نوفو عن تصنيع الأنسولين الأقل ربحية لتلبية الطلب غير المسبوق على دواء ويجوفي. وتنفي الشركة هذا.
وقالت الدكتورة كاسيا ليبسكا، أخصائية الغدد الصماء وأستاذة في كلية الطب بجامعة ييل، إن قرار ليفيمير “يجعلني ومرضاي متوترين بشأن أن نكون تحت رحمة الشركات التي تقرر فجأة أين تضع مواردها”.
جهود الضغط
وتقدر جماعات المناصرة أن أكثر من مليون شخص في الولايات المتحدة كانوا يستخدمون ليفيمير في عام 2021. وليس من الواضح إلى أي مدى انخفض هذا الرقم منذ ذلك الحين بسبب انخفاض الوصول إلى التأمين.
وأعلنت شركة نوفو عن مبيعات في الولايات المتحدة من عقار ليفيمير بقيمة 1.3 مليار كرونة دانمركية (185 مليون دولار) في عام 2023، وهو أقل من 10% من مبيعات عام 2016، عندما أطلقت نوفو عقار تريسيبا الأعلى سعراً كمنتج خليفة.
في حين أن بعض الأشخاص المصابين بالسكري قادرون على التحول بسهولة نسبية من نظام إنسولين إلى آخر، إلا أن آخرين حساسون للغاية لأي تغيير، كما قال ليبسكا.
وقالت لورا مارستون، المؤسسة المشاركة لمجموعة المناصرة “مبادرة الأنسولين”: “لا يمكن استبدال أي من المنتجات المذكورة (نوفو نورديسك) على وجه التحديد. لذا فإن هذا يعني بالنسبة لمرضى السكر المخاطرة”.
تركز منظمة مارستون في المقام الأول على الضغط للحفاظ على أسعار الأنسولين في متناول الجميع.
وقد نقلت مجموعة جديدة من الآباء والمرضى، تسمى التحالف لحماية اختيار الأنسولين، مخاوفهم بشأن ليفيمير إلى الكونجرس. وقد جمعت عريضتهم التي تحث شركة نوفو نورديسك على الاستمرار في تصنيع ليفيمير أكثر من 4000 توقيع، حسبما قالت أليسون سمارت، إحدى الآباء الذين أسسوا المجموعة.
ودعا ثلاثة أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي شركة نوفو إلى مواصلة تصنيع ليفيمير حتى تتمكن شركات الأدوية الأخرى من صنع نسخة أرخص ومشابهة حيويا، وفقا لرسالة أرسلوها إلى الشركة في أبريل وإلى المدافعين على اتصال بمكاتبهم.
ويطالب المشرعون أيضًا شركة نوفو بالإسراع بإيجاد بديل قريب من السوق إما من خلال المساعدة في تسهيل طرح منتج حيوي مماثل أو توفير براءات الاختراع حتى يتمكن الآخرون من القيام بذلك. وذكرت وكالة رويترز أن مساعدي مجلس الشيوخ اجتمعوا مع ممثلي نوفو في وقت سابق من هذا الشهر لمناقشة ليفيمير.
وقال المتحدث باسم الشركة “لقد انتهت براءة اختراع ليفيمير منذ عدة سنوات ويمكن لشركة مصنعة أخرى إنتاج الدواء إذا اختارت ذلك”.
وقال أحد الآباء إن ابنه البالغ من العمر سبع سنوات تحول إلى استخدام ليفيمير بعد أن أصيب بالقلق إزاء ارتداء مضخة الأنسولين، التي توصل جرعات مناسبة من الأنسولين تحت الجلد. وقد يكون من الصعب على الأطفال وبعض البالغين استخدامها.
وقال كيريل زينتشينكو من ماساتشوستس: “لقد جعل ذلك حياته كمريض بالسكري أكثر صعوبة مما كانت عليه بالفعل”.
ويعد زينتشينكو من بين الآباء الذين يقومون بتخزين ليفيمير، في محاولة لتأجيل ما يخشى أن يكون انتقالًا صعبًا لابنه إلى المضخة أو إلى لانتوس.
وقال “من الصعب أن أشرح له أن الشركة لم تعد تصنع هذا المنتج، ولهذا السبب يتعين عليك استخدام المضخة”.
“ينبغي لشركة نوفو نورديسك الاستماع إلى وجهة نظر الأطفال – والبالغين أيضًا بشكل واضح – بشأن الاضطرار إلى المرور بهذه العملية التي لا تتيح لهم الاختيار الجيد.”
