القاهرة
قال شهود عيان يوم الأربعاء إن ضربة بطائرة بدون طيار استهدفت قاعدة للجيش السوداني في شرق البلاد أثناء زيارة رئيس أركان الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مما يثير الشكوك حول الجهود الأخيرة لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ 15 شهرًا.
وقال بيان للجيش إن الهجوم وقع في حفل تخرج في قاعدة جبيت العسكرية على بعد نحو 100 كيلومتر من بورتسودان، عاصمة الجيش الفعلية، في ولاية البحر الأحمر السودانية، وإن خمسة أشخاص قتلوا.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي جنودا يسيرون في تدريبات التخرج. وسُمع صوت أزيز أعقبه صوت انفجار. وأظهر مقطع فيديو آخر سحابة من الغبار وعشرات الأشخاص يركضون.
وقال مسؤولون حكوميون إن البرهان آمن في بورتسودان.
وتعد هذه الغارة هي الأحدث في سلسلة من الهجمات المماثلة على مواقع الجيش في الأشهر الأخيرة، والأقرب إلى بورتسودان. وعلى مدار اليومين الماضيين، ضربت غارات بطائرات بدون طيار كوستي وربك وكنانة في ولاية النيل الأبيض بجنوب السودان، بالإضافة إلى الدامر، إلى الشمال من العاصمة، وفقًا لسكان محليين.
اندلعت الحرب بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش النظامي في أبريل/نيسان 2023 بسبب خطط دمج القوتين ودور الإسلاميين في العملية السياسية.
لقد أدى الصراع إلى خلق أكبر أزمة إنسانية في العالم، ودفع نصف السكان إلى انعدام الأمن الغذائي وأكثر من 10 ملايين شخص إلى النزوح من منازلهم.
ونفت قوات الدعم السريع أي مسؤولية لها عن الضربة بطائرة بدون طيار.
وجاءت الضربة الأخيرة بعد أن قبلت وزارة الخارجية الموالية للجيش بشروط دعوة أمريكية لإجراء محادثات في سويسرا في أغسطس/آب. وردت قوات الدعم السريع على بيان الوزارة قائلة إنها لن تتفاوض إلا مع الجيش وليس الإسلاميين الذين يشكلون جزءا كبيرا من الخدمة المدنية.
وفي الأسابيع الأخيرة، جددت قوات الدعم السريع جهودها للسيطرة على المزيد من الأراضي، وشنت غارات على ولاية سنار في جنوب شرق البلاد، بالإضافة إلى ولايتي النيل الأبيض والقضارف.
وفي العام الماضي، سيطر الجيش بسرعة على العاصمة الخرطوم، تلاها معظم منطقة دارفور وولاية الجزيرة، على الرغم من استمرار الجمود حول مدينة الفاشر، أحد 14 موقعاً في السودان يحذر الخبراء من المجاعة فيها.
ولم تسفر الجهود السابقة للتوسط في الصراع عن وقف دائم لإطلاق النار، ويعتبر العديد من السودانيين المحادثات في سويسرا أفضل فرصة لتأمين نهاية للحرب.
وتشترك المملكة العربية السعودية في رعاية المحادثات، ومن المقرر أن تضم مصر والإمارات العربية المتحدة، التي قال الجيش وآخرون إنها تدعم قوات الدعم السريع، وخاصة بالأسلحة مثل الطائرات بدون طيار. وتنفي الإمارات هذا الاتهام.