من المتوقع أن يستمر ارتفاع أسعار الذهب على خلفية التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ليصل إلى 365 درهماً للجرام في دبي خلال الأشهر المقبلة، بحسب محللين.
ولذلك، يرى المحللون أن الوقت قد حان للاستثمار في المعدن النفيس، إذ من المتوقع أن ترتفع الأسعار بنحو 25 في المائة في الأشهر المقبلة.
وارتفعت أسعار المعدن النفيس، الذي يعد تقليديا ملاذا آمنا، بمقدار 6 دراهم للجرام خلال الـ24 ساعة الماضية حتى صباح الخميس بسبب التوترات الجيوسياسية واغتيال زعيم حماس.
ارتفع سعر الذهب 40 دولارا للأوقية في جلسة واحدة الأربعاء، مع تحول موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى موقف أكثر تيسيراً، إلى جانب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة على بيروت واغتيال زعيم حماس.
كن على اطلاع على اخر الاخبار. تابع KT على قنوات WhatsApp.
وسجل سعر جرام الذهب عيار 24 قيراطاً بعد ظهر الخميس 296 درهماً، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 22 قيراطاً و21 قيراطاً و18 قيراطاً 274 درهماً و265.25 درهماً و227.25 درهماً على التوالي. وسجل سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 2434.68 دولاراً عند الساعة 12.45 ظهراً بتوقيت الإمارات.
سجل الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 18.55% منذ بداية العام. وعلى الصعيد العالمي وفي الإمارات العربية المتحدة، بلغ سعر الذهب أعلى مستوى على الإطلاق في منتصف يوليو عند 2482 دولارًا، وهو ما يعادل حوالي 300 درهم للجرام في الإمارات العربية المتحدة. وبعد هذا الارتفاع، عزز المعدن النفيس مكاسبه من خلال التداول بشكل جانبي على مدار الأسبوعين الماضيين، في انتظار ما قد يكون آخر اجتماع للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) قبل أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة المتوقعة بشدة في سبتمبر.
وقال فيجاي فاليشا، كبير مسؤولي الاستثمار في سنتشري فاينانشال، إن الصراع الإقليمي الحالي قد يتوسع، وهذا لن يؤدي إلا إلى دعم سعر الذهب بشكل أكبر.
وقال فاليشا لصحيفة الخليج تايمز: “مع تلميح بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمال خفض أسعار الفائدة بحلول سبتمبر، فإن انخفاض أسعار الفائدة يقلل من التكلفة البديلة للاحتفاظ بالأصول غير المدرة للدخل مثل الذهب، مما يفرض ضغوطًا على الدولار ويجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى. وتشير التوقعات إلى مسار واعد للذهب، مع نطاق هدف محتمل يتراوح بين 2700 دولار و3000 دولار، أي ما يعادل 330-365 درهمًا إماراتيًا في الأشهر المقبلة”.
وأضاف أن العوامل المحلية في الإمارات قد تدعم أسعار الذهب أيضاً، مثل بدء الموسم السياحي الذي يجذب المتسوقين من جميع أنحاء العالم إلى دبي. وأضاف: “بالإضافة إلى ذلك، فإن مهرجان ديوالي وبدء موسم الزفاف في البلاد قد يعزز الطلب على الذهب، مستفيداً من الاتجاهات الموسمية ويدعم أسعار الذهب بشكل أكبر”.
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في ساكسو بنك، إنه استناداً إلى الاتجاهات الحالية والعوامل الداعمة لأسعار الذهب، من الممكن أن تتجاوز أسعار الذهب 300 درهم للجرام مرة أخرى في الجلسات المقبلة، حيث كان المعدن الأصفر صامداً بسبب الطلب القوي من المكاتب العائلية والأفراد الأثرياء والبنوك المركزية، فضلاً عن احتمال بدء دورة خفض أسعار الفائدة الأميركية في وقت أبكر من المتوقع.
وأضاف هانسن “بالإضافة إلى ذلك، توفر المخاطر الجيوسياسية والطلب القوي من جانب التجزئة في الصين واستمرار عمليات الشراء من جانب البنوك المركزية دعماً قوياً لأسعار الذهب. ومن المهم أن نلاحظ أن تجاوز 300 درهم للجرام، وهو ما يعادل نحو 2540 دولاراً للأوقية، من شأنه أن يرفع الأسعار فوق هدفنا (ساكسو بنك) لنهاية العام عند 2500 دولار. ولتحقيق ذلك، يتعين على دورة خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة أن تتحرك، ويتعين على الدولار أن يظل ضعيفاً نسبياً. ومن شأن هذه الظروف أن تخلق بيئة مواتية لدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع”.
وأضاف أن هناك عدة عوامل رئيسية ستؤثر على أسعار الذهب وترفع الطلب عليه في الأسابيع المقبلة مثل التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتوترات الجيوسياسية المستمرة، بما في ذلك تلك المتعلقة بروسيا وأوكرانيا والشرق الأوسط، واستمرار عمليات الشراء من جانب البنوك المركزية، والطلب القوي من جانب التجزئة في الصين، وانتعاش تدفقات الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة الغربية.
