Connect with us

Hi, what are you looking for?

اخر الاخبار

في ظل غياب الحب بين حماس وفتح، من غير المرجح أن يؤدي مقتل هنية إلى قلب السياسة الفلسطينية

ليس سراً أن العلاقة بين قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله وحماس ليست على ما يرام. فقد كانت القيادتان على خلاف لسنوات، ولكن مع انتشار خبر وفاة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، صدرت سلسلة من التصريحات من الزعماء السياسيين في رام الله الذين أدانوا الهجوم ووصفوا هنية بالبطل الوطني.

وعلى الرغم من التعاطف العميق بين الفلسطينيين في الضفة الغربية مع الفلسطينيين في غزة، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة كبيرة على الرغم من أن 90% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يرغبون في رؤية المصالحة مع حماس، إلا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أظهر اهتماماً ضئيلاً بتوحيد الفصائل الفلسطينية منذ طردت حماس حزبه فتح من قطاع غزة في عام 2007.

ولم يتغير هذا بعد مقتل هنية، ومن غير المرجح أن يحدث تحول جذري بعد ذلك، ويقول المحللون والمطلعون على شؤون حركة فتح:

وكان الرد الأبرز من رام الله هو مكالمة هاتفية بين وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ ــ أحد أقرب مساعدي عباس والشخصية المكروهة على نطاق واسع في صفوف حماس ــ وخالد مشعل، المسؤول الكبير في حماس المقيم في الدوحة والذي من المقرر أن يحل محل هنية كرئيس لحماس خارج غزة.

ووصف الشيخ هنية بأنه “قائد وطني” وأن “استشهاده يشكل خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني”.

التأثير على المصالحة الفلسطينية

إن المصالحة الوطنية هي الورقة الوحيدة التي قد يستغلها عباس. والتوصل إلى اتفاق حقيقي مع حماس قد يعزز من شعبيته الهزيلة في الشارع الفلسطيني، ويوفر الزخم اللازم لاستئناف محادثات السلام التي توقفت لسنوات. ولكن عباس لا يبدو راغباً في السير على هذا الطريق.

ولن يسافر الرئيس عباس إلى الدوحة لحضور جنازة هنية يوم الجمعة؛ وبدلاً من ذلك، سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية يوم الأحد للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مما يشير إلى أولوياته – فهو يرى أن المملكة العربية السعودية تحمل مفتاح الإنعاش المحتمل للسلطة الفلسطينية، وليس الإسلاميين في غزة. وفي الأشهر الأخيرة، أشار مسؤولون سعوديون لقيادة رام الله إلى أنهم سيستأنفون الدعم المالي المباشر لرام الله، والذي توقف فجأة في عام 2016، في محاولة للمساعدة في تخفيف الوضع الاقتصادي المتدهور للسلطة الفلسطينية.

وفي غيابه، يخطط عباس لإرسال اثنين من مساعديه الموثوق بهم من حركة فتح، هما جبريل الرجوب ومحمود العالول، بحسب ما قاله مسؤول فلسطيني كبير لموقع المونيتور. والرجوب هو رئيس سابق للأمن قاد في السنوات الأخيرة محاولات حقيقية للمصالحة مع حماس، على الرغم من أن هذه الجهود قوضت بشكل متكرر من قبل الرئيس عباس.

كان العالول، الموالي لعباس والقائد العسكري السابق لحركة فتح من نابلس، في الصين الشهر الماضي، حيث وقع على اتفاق وحدة جديد مع حماس. وسرعان ما تلاشت التفاؤلات الأولية مع هذا الاتفاق، الذي تجنب العديد من القضايا الرئيسية التي أدت إلى الانقسام بين الفصيلين الفلسطينيين ولم يحقق أي تغيير جوهري. بل إن العالول أخبر مساعديه أن الاتفاق الجديد لن يؤدي إلى أي تغيير جوهري. ولم يقدم الاتفاق الذي توسطت فيه الصين أي جديد مقارنة بالخطوط العريضة السابقة التي فشلت في تحقيق اختراق.

ورغم التوقيع على الاتفاق، اعترف العالول بأنه “ليس متأكداً من أن حماس تبحث حقاً عن المصالحة، وأن عباس ليس في عجلة من أمره لتحقيقها”، بحسب ما قاله مصدر مقرب منه للمونيتور.

وقال أحد مسؤولي فتح في رام الله “الناس يشعرون بالإحباط والحزن الشديد (بشأن مقتل هنية)”، مضيفاً “لكن الزعماء السياسيين هنا خارج اللعبة”.

كان هنية من أبرز المؤيدين داخل حماس للمصالحة مع فتح. وعلى المدى البعيد، من غير المرجح أن يؤدي اغتياله إلى إضعاف الرغبة في الوحدة الوطنية داخل الحركة. فقد تحدث العديد من المرشحين الذين من المقرر أن يحلوا محل هنية، وخاصة خالد مشعل، علناً في السنوات الأخيرة عن دعمهم لإعادة التوحيد مع فتح والسلطة الفلسطينية.

لقد شهدت الحرب في غزة ارتفاعاً كبيراً في شعبية حماس وهنية في الضفة الغربية. فقد أشار استطلاع للرأي نشره الشهر الماضي الخبير الفلسطيني البارز خليل الشقاقي إلى أن نسبة التأييد لحماس في الضفة الغربية اليوم تبلغ 41%، مقارنة بنحو 17% فقط لحركة فتح التي يتزعمها عباس.

وقال هيو لوفات، زميل السياسات البارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن الاغتيال من المرجح أن يؤدي إلى زيادة شعبية حماس في الضفة الغربية.

وأضاف أن “اغتيال إسرائيل لهنية من شأنه أن يؤدي إلى تهميش السلطة الفلسطينية وقيادتها التي فقدت شعبيتها على نحو متزايد بقيادة الرئيس محمود عباس، الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه يعطي الأولوية للتعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة على التحرر الوطني، وذلك من خلال تعزيز شعبية حماس في الضفة الغربية وتأجيج الغضب الشعبي ضد الاحتلال”.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

الخليج

صورة ملف. الصورة المستخدمة لأغراض توضيحية سؤال: لدي نزاع مع صاحب العمل والمحكمة تنظر قضيتنا ولكن صاحب العمل لم يدفع لي راتبي لشهرين رغم...

دولي

صورة أرشيفية لوكالة فرانس برس قالت قناة الجزيرة القطرية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي داهمت مكتبها في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، الأحد، وأصدرت أمرا...

منوعات

ناهومي رويكي (يمين) برفقة معلمه باتريك عبدو. تصوير: إس إم أياز زاكير يعود مهرجان مترو دبي للموسيقى ليضفي الحياة على محطات المدينة المزدحمة من...

الخليج

تصوير: عزة العلي تأسس المقهى في أربعينيات القرن العشرين على يد الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، وكان اسمه في الأصل مقهى أم شربك، ثم...

اخر الاخبار

وجهت إسرائيل ضربات قوية لحزب الله هذا الأسبوع من خلال استهداف اتصالاته وتدمير قيادة وحدته النخبة، ولكن دون سحق قدرة الجماعة اللبنانية على القتال،...

الخليج

وصلت تشكيلة iPhone 16 المرتقبة رسميًا إلى المتاجر في مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة، وإذا قمت بالترقية إلى iPhone 16 Pro أو iPhone 16...

اقتصاد

محمد صادق يكشف عن آيفون 5 أمام وسائل الإعلام في دبي في سبتمبر 2012. الصورة: ملف KT يعتبر حب سكان دولة الإمارات العربية المتحدة...

دولي

الصورة: وكالة فرانس برس ارتفعت حصيلة قتلى إعصار ياغي في ميانمار إلى 384 قتيلا، بينما لا يزال 89 شخصا في عداد المفقودين، حسبما أعلنت...