واشنطن – وافقت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، على نشر قوات بحرية وجوية جديدة في الشرق الأوسط استعدادا للدفاع عن إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة من هجوم متوقع من جانب إيران والميليشيات التي سلحتها في جميع أنحاء المنطقة.
وأعلنت الوزارة أن الانتشار يشمل سربًا إضافيًا من الطائرات المقاتلة الأميركية إلى جانب طرادات ومدمرات بحرية قادرة على إسقاط الصواريخ الباليستية.
كما وافق وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على نشر حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن لتحل محل حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت، التي تتواجد حاليا في خليج عمان إلى جانب خمس مدمرات قريبة. وأعلنت الوزارة أن وزير الدفاع وافق أيضا على تجهيز أنظمة دفاع صاروخية باليستية أرضية إضافية للنشر في حالة الحاجة.
وقالت نائبة السكرتير الصحفي في البنتاغون سابرينا سينغ في بيان “أمر الوزير أوستن بإجراء تعديلات على الوضع العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل وضمان استعداد الولايات المتحدة للرد على مختلف الطوارئ”.
لماذا هذا مهم: وتأتي هذه الاستعدادات في الوقت الذي أشارت فيه إيران والميليشيات التابعة لها في جميع أنحاء المنطقة إلى انتقام شرس وموحد محتمل لاغتيال أحد كبار قادة حزب الله في لبنان والزعيم السياسي البارز لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية هذا الأسبوع.
وقال مسؤولون في إدارة بايدن إنهم لم يتلقوا أي تحذير مسبق قبل اغتيال هنية – كبير مفاوضي حماس – يوم الأربعاء في دار ضيافة حكومية في طهران. ولم تعلق إسرائيل على عملية القتل، رغم أن المسؤولين الأميركيين قالوا إنهم يعتقدون أن إسرائيل كانت وراءها.
وقال مسؤولون أميركيون أيضا إنهم لم يشاركوا في الغارة الإسرائيلية بطائرة بدون طيار في بيروت يوم الاثنين والتي أدت إلى مقتل القائد العسكري الأعلى لحزب الله، فؤاد شكر، المعروف أيضا باسم الحاج محسن.
ويعتقد أن إيران تمتلك أكبر ترسانة من الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية في المنطقة خارج إسرائيل، وقد نشرت أسلحتها الصاروخية على نطاق واسع للميليشيات في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وهددت إحدى الميليشيات على الأقل في العراق بمهاجمة القوات الأمريكية في المنطقة ردًا على الضربات الأخيرة.
ماذا بعد: يستعد المسؤولون الإسرائيليون لهجوم محتمل متعدد الجبهات مماثل للهجوم الذي شنته إيران ووكلاؤها في منتصف أبريل رداً على غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل اثنين من كبار جنرالات الحرس الثوري الإيراني في مجمع القنصلية الإيرانية في دمشق.
وستضاف عمليات الانتشار الأميركية الجديدة إلى مجموعة ضخمة من القوة النارية البحرية والجوية الأميركية التي تم تجميعها بالفعل في منطقتي البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي على مدى الأسابيع والأشهر الماضية، حيث أدت الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد حماس في قطاع غزة إلى تأجيج صراعات كامنة أخرى في جميع أنحاء المنطقة تستغلها إيران وعملاؤها.
وفي اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت صباح الجمعة، أكد أوستن أن “الحجم غير المسبوق للدعم الأمريكي لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول يجب أن يترك لإيران وحزب الله اللبناني والجماعات الإرهابية الأخرى المدعومة من إيران أي شك في عزم الولايات المتحدة”، بحسب ما قاله سينغ للصحفيين في البنتاغون.
وظل مسؤولو الدفاع الأميركيون صامتين طوال الأسبوع بشأن إمكانية نشر قوات جديدة، بينما سعت إدارة بايدن إلى التقليل من حتمية التصعيد مع إيران بينما ضغطت بشكل خاص على المسؤولين الإسرائيليين لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس كوسيلة للخروج من الأزمة.
تحدث الرئيس جو بايدن هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس وتعهد بنشر قوات عسكرية إضافية مع الضغط من أجل وقف إطلاق النار. وفي صباح يوم الجمعة، أكد أوستن لنظيره الإسرائيلي أن القوات الأمريكية الإضافية ستكون في طريقها قريبًا.
وأكد أوستن لغالانت أيضا أن الوقت لا يزال متاحا لتهدئة الوضع من خلال اعتماد وقف إطلاق النار لوقف الحرب في غزة.
وأكد سينغ “إننا نعتقد أن هناك مخرجا هنا، وهو اتفاق وقف إطلاق النار. وبمجرد أن يتحقق ذلك، وبمجرد إطلاق سراح الرهائن، فهذا هو ما نريد حقا أن نراه هنا”.
