تزايدت الدعوات العاجلة للمواطنين الأجانب لمغادرة لبنان يوم الأحد مع تحذير فرنسا من وضع “متقلب للغاية” في الوقت الذي تستعد فيه إيران وحلفاؤها للرد على عمليات الاغتيال البارزة التي ألقي باللوم فيها على إسرائيل.
أعلنت حركة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والتي تتبادل إطلاق النار بشكل شبه يومي مع القوات الإسرائيلية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول أن مقاتليها أطلقوا وابلا من الصواريخ على شمال إسرائيل خلال الليل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 30 قذيفة أطلقت من لبنان، وتم اعتراض معظمها.
مع حالة التأهب القصوى في إسرائيل تحسبا لعمل عسكري كبير من قبل جماعات مسلحة متحالفة مع طهران بما في ذلك حزب الله وحماس، قال مسعفون والشرطة إن شخصين قُتلا يوم الأحد في هجوم طعن في إحدى ضواحي تل أبيب.
وتم “تحييد” المهاجم، وهو فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة، من قبل الشرطة ونقله إلى المستشفى، حيث أعلنت وفاته.
في هذه الأثناء، واصلت القوات الإسرائيلية قصف قطاع غزة المحاصر الذي تحكمه حركة حماس، حسبما قال شهود ومسؤولون في القطاع، مع عدم وجود نهاية في الأفق للحرب المستمرة منذ ما يقرب من عشرة أشهر والتي اندلعت بعد هجوم شنته الجماعة الفلسطينية المسلحة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل.
وكانت فرنسا وكندا والأردن من بين أحدث الحكومات التي دعت مواطنيها إلى مغادرة لبنان.
وقالت وزارة الخارجية في باريس “في سياق أمني شديد التقلب”، طلبت فرنسا من رعاياها “بشكل عاجل” تجنب السفر إلى لبنان، ومن الموجودين بالفعل في البلاد “إجراء ترتيباتهم الآن للمغادرة… في أقرب وقت ممكن”.
وأصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا تحذيرات مماثلة.
وحثت فرنسا الأحد مواطنيها المقيمين في إيران على “المغادرة مؤقتا”، محذرة من احتمال إغلاق المجال الجوي والمطارات الإيرانية.
أوقفت عدة شركات طيران غربية رحلاتها إلى لبنان ومطارات أخرى في المنطقة.
وقالت الخطوط الجوية القطرية يوم الأحد إن خط الدوحة-بيروت “سيعمل حصريا خلال ساعات النهار” على الأقل حتى يوم الاثنين.
أثار مقتل زعيم حركة حماس إسماعيل هنية يوم الأربعاء في طهران، بعد ساعات من اغتيال إسرائيل للقائد العسكري لحزب الله في بيروت، تعهدات بالانتقام من إيران و”محور المقاومة” المزعوم للجماعات المسلحة المدعومة من طهران.
ولم تعلق إسرائيل، التي تتهمها حماس وإيران وآخرون بتنفيذ الهجوم الذي أدى إلى مقتل هنية، بشكل مباشر على الأمر.
– خيام للنازحين المتضررين –
تعهدت إسرائيل بتدمير حماس ردا على هجومها غير المسبوق في السابع من أكتوبر/تشرين الأول والذي أسفر عن مقتل 1197 شخصا معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
كما اختطف المسلحون 251 رهينة، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 39 يقول الجيش إنهم ماتوا.
وأسفرت الحملة الإسرائيلية ضد حماس عن مقتل 39583 شخصا على الأقل في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، والتي لا تعطي تفاصيل عن القتلى المدنيين والمسلحين.
وكان هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، المفاوض الرئيسي للحركة في الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب.
وأثار مقتله تساؤلات حول استمرار جدوى الجهود التي يبذلها الوسطاء القطريون والمصريون والأمريكيون للتوسط في هدنة وتبادل الرهائن والسجناء.
وعلى الأرض في غزة، استمر القتال يوم الأحد، مع الإبلاغ عن غارات وقصف وإطلاق نار في مدينة غزة ومحيطها وفي جنوب القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته الجوية ضربت “نحو 50 هدفا إرهابيا في مختلف أنحاء قطاع غزة” خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنه تم انتشال ثماني جثث من مبنى سكني في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة بعد غارة جوية إسرائيلية.
قال مسعفون في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 16 آخرون في غارة لطائرة بدون طيار إسرائيلية على خيام تؤوي نازحين فلسطينيين في المجمع الطبي، كما أدى هجوم منفصل على منزل قريب في نفس المنطقة إلى مقتل ثلاثة أشخاص.
قالت هيئة الدفاع المدني في غزة إن غارة إسرائيلية على مدرسة تحولت إلى مأوى للنازحين أسفرت عن مقتل 17 شخصا على الأقل يوم السبت. وقالت إسرائيل إن المنشأة كانت تستخدم من قبل مسلحين.
– حرب “بلا قيود” –
وقال محللون لوكالة فرانس برس إن من المرجح أن تقوم إيران وحلفاؤها بعمل مشترك ولكن مدروس، في حين قالت طهران إنها تتوقع أن يضرب حزب الله عمقا أكبر داخل إسرائيل وأن لا يقتصر على الأهداف العسكرية.
وقالت الولايات المتحدة حليفة إسرائيل إنها ستنقل سفناً حربية وطائرات مقاتلة إلى المنطقة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن عندما سأله الصحافيون عما إذا كان يعتقد أن إيران ستتراجع: “آمل ذلك. لا أعلم”.
قالت عمان إن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من المقرر أن يصل إلى طهران في زيارة نادرة لمناقشة “الوضع في المنطقة”.
وقال قائد الجبهة الداخلية رافي جيلو إن الجيش الإسرائيلي “عازم على مواصلة القتال حتى نغير الوضع الأمني في الشمال بشكل جذري”.
وقال جيلو، بحسب بيان للجيش، “نحن مستعدون لأي سيناريو وأي رد”.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير صدر يوم السبت إن اغتيال هنية “أدى إلى وصول الشرق الأوسط إلى أعظم لحظة من الخطر منذ سنوات”.
وأضافت أن احتمالات حدوث خطأ في التقدير من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع حرب “دون قيود… ربما تكون أكبر الآن مما كانت عليه في أبريل/نيسان”.
في 13 أبريل/نيسان، أطلقت إيران سلسلة من الطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل – تم اعتراض معظمها – بعد ضربة قاتلة على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية إن تأمين “وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره” في غزة هو “أفضل طريقة لتقليل التوترات في المنطقة بشكل ملموس”.
واتهم مسؤولون في حركة حماس، فضلا عن بعض المحللين والمحتجين في إسرائيل، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإطالة أمد الحرب من أجل حماية ائتلافه اليميني المتشدد الحاكم.
وقال نتنياهو لحكومته الأحد إنه “يبذل كل جهد ممكن” لإعادة الرهائن وأنه مستعد “لقطع مسافة طويلة” من أجل القيام بذلك.
