تم تشديد الإجراءات الأمنية حول فريق إسرائيل في دورة الألعاب الأولمبية في باريس مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وسط ذكريات مذبحة عام 1972 التي راح ضحيتها الرياضيون الإسرائيليون في دورة ميونيخ للألعاب الأولمبية.
ويرافق أفراد الوفد الإسرائيلي البالغ عددهم 88 عضوا وحدات النخبة من الشرطة والدرك الفرنسيين أينما ذهبوا ــ وهو انتشار أمني ليس من السهل دائما إدارته.
وقالت آشلي بوند، إحدى عضوات فريق القفز على الحواجز الإسرائيلي: “لدينا حراس مسلحون يرافقوننا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. والمكان الذي نقيم فيه يشبه المجمع السكني. ولا نستطيع الخروج من القرية بدون حراس مسلحين. ولا نستطيع الذهاب إلا من القرية (إلى موقع المنافسة) والعودة”.
فازت إسرائيل بست ميداليات أولمبية بحلول يوم الاثنين – واحدة ذهبية وأربع فضية وواحدة برونزية – وهو رقم قياسي بالفعل في تاريخها الأولمبي.
وقال بيتر بالتشيك، الذي فاز بالميدالية البرونزية في رياضة الجودو، إنه يهدي فوزه وميداليته “لكل عائلات بلدي”.
ولكن في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تعرضت بالتشيك، التي ولدت في أوكرانيا، لانتقادات شديدة بسبب مشاركتها صورة لقنابل إسرائيلية في منشور على الإنترنت مع تعليق يقول “مني بكل سرور”.
وقتلت حماس 1197 إسرائيليا، معظمهم من المدنيين، في الغارة غير المسبوقة، بحسب بيانات جمعتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
ووفقا لأرقام وزارة الصحة في غزة، قتل ما يقرب من 40 ألف فلسطيني منذ ذلك الحين في الحملة الانتقامية الإسرائيلية، والتي لا تعطي تفاصيل عن القتلى المدنيين والمسلحين.
– “ليس دورنا” –
وقد تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط بشكل أكبر منذ اغتيال إسماعيل هنية، أحد كبار قادة حماس، في إيران الأسبوع الماضي، والذي نسب إلى إسرائيل، واغتيال قائد رفيع المستوى في حزب الله، والذي أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عنه.
وفي باريس، أدى هجوم إلكتروني إلى نشر معلومات شخصية حساسة لبعض الرياضيين الإسرائيليين على وسائل التواصل الاجتماعي، كما تلقى العديد من ممثلي الفريق تهديدات بالقتل عبر البريد الإلكتروني.
لا تزال إسرائيل تعاني من صدمة الهجوم على فريقها الأوليمبي في ميونيخ عام 1972 من قبل مسلحين فلسطينيين ينتمون إلى حركة أيلول الأسود والذي قتل فيه 11 رياضياً.
قالت يائيل أراد، رئيسة اللجنة الأولمبية الإسرائيلية والفائزة السابقة بالميدالية البرونزية في رياضة الجودو، إنها واثقة من أن فريق الأمن التابع لها سيحافظ على سلامتهم.
يحاول الفريق عدم إثارة المزيد من الجدل.
وقال روبن موهر، وهو فارس قفز الحواجز من أصل فرنسي وينافس الآن باسم إسرائيل: “إذا كنت ذكيا بعض الشيء، فسوف تفهم أن هذا موضوع حساس، وباعتبارنا رياضيين ليس من دورنا التدخل فيه”.
وكان الرياضيون الإسرائيليون هدفا للاستهجان والرسائل العدائية خلال فعالياتهم، بما في ذلك لافتة “أولمبياد الإبادة الجماعية” التي تم رفعها خلال مباراة كرة القدم بين إسرائيل وباراغواي في ملعب بارك دي برانس في باريس.
وقالت أراد إن مثل هذه الحوادث كانت “صعبة” على فريقها، لكنهم كانوا مستعدين “لجميع أنواع الاستفزاز” التي لم تمنعهم من المشاركة في حفل افتتاح الألعاب على نهر السين على الرغم من المخاوف الأمنية.
وفي بعض المناسبات، حظي الإسرائيليون بالترحيب والتشجيع من قبل الجمهور.
وفي فرساي، موقع منافسات الفروسية، لوح المتفرجون بالأعلام الإسرائيلية وصفقوا مع كل خطوة يخطوها فرسان البلاد، كما حظي لاعبو الجودو الإسرائيليون باستقبال جيد أيضاً.
“لقد حصلنا على الكثير من الدعم، وهو أمر صادم بالنسبة لي لأننا كنا مستعدين بوضوح لعدم دعم الناس لنا”، قال بوند. “حقيقة أننا حصلنا على الكثير من الدعم جعلت الدموع تنهمر من عيني”.
