واشنطن-
مع بدء نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في إجراء المقابلات مع أبرز المرشحين لمنصب نائب الرئيس، أبدى بعض التقدميين في الحزب الديمقراطي تحفظاتهم بشأن احتمال اختيار حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو لهذا المنصب بسبب مواقفه المؤيدة لإسرائيل بشأن الصراع في الشرق الأوسط. لكن ديمقراطيين آخرين يقولون إنه يتعرض للهجوم لمجرد أنه يهودي ملتزم.
ومن المتوقع أن تجري هاريس مقابلات مع حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، وعضو مجلس الشيوخ الأمريكي مارك كيلي من أريزونا، في مقر إقامتها في واشنطن يوم الأحد قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن زميلتها في الترشح.
وواجه شابيرو، أحد أبرز المتنافسين، انتقادات حادة من اليسار، وخاصة الجماعات التقدمية والناشطين المؤيدين للفلسطينيين، بسبب دعمه لإسرائيل وتعامله مع الاحتجاجات الجامعية التي أشعلتها الحرب في غزة.
قالت نينا تيرنر، الرئيسة المشاركة لحملة بيرني ساندرز لعام 2020 وزميلة في معهد العرق والسلطة والاقتصاد السياسي، وهي مجموعة بحثية تقدمية: “يجب أن يكون هناك تصحيح للسياسة بشأن غزة ويجب أن تكون هناك أجندة سياسية مؤيدة للطبقة العاملة، بما في ذلك أجندة سوداء. إن اختيار الحاكم شابيرو كمرشح لمنصب نائب الرئيس يهدد بإغلاق هذا الباب”.
كما تم التشكيك في تعامله مع شكوى التحرش الجنسي ضد أحد كبار مساعديه منذ فترة طويلة، وانتقدته جماعات العمل بما في ذلك نقابة عمال السيارات المتحدة (UAW)، التي أيدت مؤخرًا هاريس للرئاسة، بسبب دعواته لتوسيع برامج القسائم التي تسمح لأموال الضرائب العامة بالتدفق إلى المدارس الخاصة.
يُنظر إلى شابيرو باعتباره مؤيدًا قويًا لإسرائيل. وخلال الاحتجاجات الجامعية الأمريكية ضد الحرب في غزة، انتقد شابيرو بشدة جامعة ولاية بنسلفانيا لعدم وقوفها في وجه معاداة السامية.
لكن شابيرو انتقد أيضًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصفه بأنه “أحد أسوأ الزعماء على الإطلاق” وعقبة أمام حل الدولتين السلمي للصراع. وقال أيضًا إن الولايات المتحدة “لا تستطيع تجاهل الموت والدمار” في غزة.
يقول بعض المدافعين عن شابيرو إنه يتعرض للهجوم بسبب كونه يهوديًا ملتزمًا. قال النائب الديمقراطي جاريد موسكوفيتز: “لدينا فرصة حقيقية للفوز بالانتخابات والفكرة القائلة بأنهم يحاولون الآن تقسيمنا لأن جوش هو الشخص اليهودي الوحيد الذي يمكن أن يكون نائب الرئيس تستمر في الانقسام المؤسف الذي شهدناه داخل الحزب منذ السابع من أكتوبر”.
ومن المتوقع أن تعلن المرشحة الديمقراطية للرئاسة عن اختيارها في وقت مبكر من يوم الاثنين، قبل ظهورها العلني الأول مع المرشح لمنصب نائب الرئيس يوم الثلاثاء في فيلادلفيا.
التقت هاريس بفريق التدقيق الخاص بها يوم السبت، بما في ذلك المدعي العام السابق إريك هولدر، الذي قامت شركته القانونية كوفينجتون آند بورلينج بفحص الشؤون المالية وخلفية المرشحين المحتملين. قدم هولدر ومكتبه عروضًا تفصيلية عن كل من المرشحين النهائيين، وفقًا لمصادر مطلعة على العملية.
وقالت المصادر إنها التقت بوزير النقل بيت بوتيجيج لمدة 90 دقيقة يوم الجمعة كما ستلتقي بالمرشحين افتراضيا. ومن بين المرشحين الآخرين المتنافسين على المنصب حاكم ولاية كنتاكي آندي بشير وحاكم ولاية إلينوي جيه بي بريتزكر.
وقالت المصادر إنه سيتم إبلاغ المرشحين مساء الاثنين أو صباح الثلاثاء بما إذا تم اختيارهم أم لا.
ويعد اختيار نائب الرئيس أحد أهم القرارات التي اتخذتها هاريس في مسيرتها السياسية، حيث تستعد على عجل لبدء حملة لتحدي دونالد ترامب في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الشهر الماضي.
وتشمل قائمتها المختصرة جميع الرجال البيض الذين لديهم سجل في الفوز بأصوات الناخبين الريفيين أو البيض أو المستقلين.
ويؤثر قرار هاريس أيضًا على التوجه المستقبلي للحزب الديمقراطي، حيث يرفع المرشح المختار إلى مقدمة الصف في المنافسات الرئاسية المستقبلية.
وانتقدت بعض جماعات العمال أيضًا كيلي لعدم دعمه للتشريع المقترح الذي يزعمون أنه من شأنه أن يعزز تنظيم النقابات.
وقال شون فاين، رئيس اتحاد عمال السيارات المتحد، إنه على الرغم من دعم هاريس للرئاسة، فإن اتحاده الذي يضم 370 ألف عضو لا يدعم كيلي أو شابيرو كمرشح محتمل لمنصب نائب الرئيس.
وأصبح والز المفضل لدى التقدميين ومجموعات الشباب الذين يستمتعون بهجماته على ترامب.
يبلغ والز من العمر 60 عامًا، وهو أكبر سنًا من هاريس بعام واحد فقط، لكن المنتقدين يقولون إنه يبدو أكبر سنًا بكثير، وهو ما قد يكون عبئًا على الحملة التي تتعافى من رحيل بايدن بسبب المخاوف بشأن عمره.
رد والز على هذا الانتقاد في برنامج X، قائلاً إن مظهره الحالي يرجع إلى أنه كان مدرسًا في المدرسة الثانوية و”أشرف على غرفة الغداء لمدة 20 عامًا. لا يمكنك ترك هذه الوظيفة برأس كامل من الشعر. صدقني”.
