متعاملون يعملون على أرضية بورصة نيويورك للأوراق المالية يوم الاثنين. — فرانس برس
كانت أسواق الأسهم العالمية في حالة من الذعر منذ الأسبوع الماضي، عندما أدى تقرير الوظائف الضعيف في الولايات المتحدة إلى إثارة ما يسمى بـ “قاعدة ساهم”، وهي مؤشر موثوق على أن الاقتصاد في حالة ركود.
تم تسمية المؤشر على اسم مبتكره، كلوديا ساهم، الخبيرة الاقتصادية السابقة في بنك الاحتياطي الفيدرالي والبيت الأبيض.
وتشير القاعدة إلى أن الركود بدأ عندما يكون متوسط معدل البطالة في الولايات المتحدة على مدى ثلاثة أشهر أعلى بنحو 0.5 نقطة مئوية أو أكثر من أدنى مستوى له خلال الأشهر الاثني عشر السابقة.
تم تجاوز هذا الحد عندما أظهرت بيانات الحكومة الأمريكية يوم الجمعة أن معدل البطالة بلغ 4.3 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021.
وصلت قراءة قاعدة Sahm إلى 0.53 نقطة في يوليو، وفقًا لبنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس.
وقال فلوريان إييلبو، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي في شركة إدارة الاستثمار لومبارد أوديير، إن القاعدة كانت مؤشرا “تجريبيًا بحتًا” ليس له “أساس نظري”.
وأضاف أن الأسواق “توصلت بوضوح إلى استنتاج مفاده أنه سيكون هناك ركود”.
يشعر المستثمرون بالقلق من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي انتظر طويلاً لخفض أسعار الفائدة، التي بلغت أعلى مستوى لها في 23 عاماً، وتم رفعها لترويض التضخم المرتفع.
ورغم هذه البيانات، فإن حتى ساهم نفسها تشك في انكماش الاقتصاد الأميركي.
وقالت لمجلة فورتشن يوم الجمعة “لا أشعر بالقلق من أننا في هذه اللحظة في حالة ركود”. وأضافت “لا ينبغي لأحد أن يشعر بالذعر اليوم، رغم أن البعض قد يشعر بذلك”، مضيفة أن التدابير الرئيسية للاقتصاد “لا تزال تبدو جيدة حقًا”.
وأشار ساهم إلى نمو دخل الأسر إلى جانب الإنفاق الاستهلاكي المرن والاستثمار التجاري. وقال ساهم: “هذه المرة قد تكون مختلفة حقًا”.
قالت مجموعة الأبحاث كابيتال إيكونوميكس إن ارتفاع معدل البطالة حتى الآن كان مدفوعًا بتوسع القوى العاملة وليس انخفاض التوظيف.
وقال نيل شيرينج، كبير خبراء الاقتصاد في المجموعة، في مذكرة: “هذا يمثل اختلافا عن الدورات السابقة”، مضيفا أنه “من المرجح أن يكون الإعصار بيريل قد ساهم في ضعف رقم الرواتب في يوليو”.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن جولسبي لشبكة CNBC يوم الاثنين إن أرقام الوظائف كانت “أضعف من المتوقع لكنها لا تبدو بعد مثل الركود”.
كما قلل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول من تأثير قاعدة ساهم قبل صدور تقرير الوظائف الأسبوع الماضي.
وقال في مؤتمر صحفي عقب اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء: “أود أن أسميها انتظامًا إحصائيًا. إنها ليست مثل القاعدة الاقتصادية التي تخبرك بأن شيئًا ما يجب أن يحدث”.
وفي وقت سابق من اليوم، قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على سعر الفائدة القياسي بين 5.25 و5.50 في المائة، لكن باول أشار إلى أن التخفيض قد يأتي في سبتمبر/أيلول.
إن تفعيل قاعدة ساهم قد يزيد الضغوط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة أكثر من المتوقع في اجتماعه في سبتمبر/أيلول ــ أو حتى التصرف قبل ذلك.
وتحدث باول قبل يومين من نشر أحدث بيانات الوظائف.
وقال إييلبو “من الواضح أن هذا أمر من شأنه أن يثير قلق بنك الاحتياطي الفيدرالي”.
وأضاف “هل من الممكن أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل غير مقرر؟ في الوقت الحالي، من غير المرجح أن يحدث ذلك”.
ويتوقع بعض المحللين الآن أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 0.50 نقطة مئوية في سبتمبر/أيلول، ارتفاعا من الرهانات السابقة بخفض قدره 0.25 نقطة مئوية.
وقال إييلبو إن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يقوم بمثل هذا التخفيض “لإبطاء التراجع في الأسواق، إذا استمر بالفعل حتى ذلك الحين”.
وقال دويتشه بنك إن الأسواق تسعر الآن إجمالي نقطتين مئويتين من التخفيضات على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، “وهو ما لم نشهده من قبل إلا في حالة الركود”.
لكن شيرينج الخبير الاقتصادي في كابيتال إيكونوميكس قال إن البنك المركزي شهد خفضا بنسبة 0.25 نقطة مئوية في كل من اجتماعاته الثلاثة المتبقية هذا العام.
وقال “رغم أن تقرير الوظائف كان سيئا فإنه لم يكن سيئا إلى هذا الحد”.
