أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن محادثات أزمة يوم الاثنين بشأن هجوم مضاد إيراني محتمل على إسرائيل فيما قالت إدارته إنها تعمل على مدار الساعة لتجنب حرب شاملة في الشرق الأوسط.
انخرط بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن في دبلوماسية محمومة لمحاولة تخفيف التوترات التي أثارها الهجوم الإسرائيلي المشتبه به الذي أدى إلى مقتل الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
واتصل الرئيس بالملك عبد الله الثاني ملك الأردن، الذي ساعد في إسقاط طائرات بدون طيار وصواريخ إيرانية في مواجهة سابقة في أبريل/نيسان، بينما اتصل بلينكن بكبار المسؤولين في قطر ومصر، الوسيطين الرئيسيين الساعين إلى وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس التي استمرت عشرة أشهر.
وقال بلينكن بعد انضمامه إلى مسؤولين كبار آخرين في اجتماع في البيت الأبيض: “نحن منخرطون في دبلوماسية مكثفة، على مدار الساعة تقريبًا، برسالة بسيطة للغاية – يجب على جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد”.
وقال بلينكن الذي تحدث أيضا منذ يوم الأحد مع نظرائه في مجموعة السبع ورئيس الوزراء العراقي: “من المهم أيضا أن نكسر هذه الدائرة من خلال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.
أصيب عدد من العسكريين الأميركيين، الاثنين، في هجوم صاروخي على قاعدة في العراق، ما أدى إلى تفاقم التوترات الإقليمية المتصاعدة بالفعل.
وكان بايدن يأمل في الأشهر الأخيرة من ولايته أن يتمكن من إنهاء حرب غزة والعمل على التوصل إلى اتفاق تاريخي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وبدلاً من ذلك، عمل على تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط في إظهار للقوة أمام إيران.
بعد أن دعم بشدة حرب إسرائيل ضد حماس، أوضح بايدن إحباطه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب مقتل هنية، الذي كان مشاركا في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وقدّم بلينكن، الذي حذّر من أن إيران قد تضرب قريباً، عرضاً جديداً لخطة بايدن لوقف إطلاق النار التي من شأنها تجميد القتال في غزة وإعادة الرهائن الذين احتجزتهم حماس في الهجوم الضخم الذي شنته على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال بلينكن خلال لقائه وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إن وقف إطلاق النار “سيفتح إمكانيات تحقيق هدوء أكثر استدامة، ليس فقط في غزة نفسها، بل وفي مناطق أخرى حيث قد ينتشر الصراع”.
وفي إشارة مبطنة إلى الإحباطات الأميركية، قال بلينكين: “الأمر يتلخص في حقيقة الأمر في أن تجد جميع الأطراف طرقا للتوصل إلى اتفاق، وليس البحث عن أسباب للتأخير أو الرفض”.
وقال “من الضروري أن يتخذ جميع الأطراف الخيارات الصحيحة في الساعات والأيام المقبلة”.
– مخاوف من تصاعد الصراع –
والتقى بايدن في غرفة العمليات المحمية بشدة في البيت الأبيض مع فريقه للأمن القومي، بما في ذلك نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وتوجه ترامب إلى البيت الأبيض بعد عطلة نهاية الأسبوع التي قضاها في منزله في ديلاوير، وبعد قبلة للسيدة الأولى جيل بايدن، توجه مباشرة إلى المكتب البيضاوي دون الإدلاء بأي تعليق للصحفيين.
وقال البيت الأبيض إن بايدن والملك الأردني ناقشا في مكالمتهما “جهودهما لتهدئة التوترات الإقليمية، بما في ذلك من خلال وقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن”.
ودعا الملك عبد الله الثاني إلى “وقف فوري ودائم لإطلاق النار لإنهاء الكارثة في غزة” و”وقف كل الإجراءات التصعيدية”، بحسب بيان للديوان الملكي الأردني.
أطلقت إيران النار مباشرة على إسرائيل في شهر أبريل/نيسان، مما أدى إلى ظهور حربهما الطويلة في العلن في أعقاب ضربة على مبنى دبلوماسي إيراني في سوريا.
وساعدت الولايات المتحدة في اعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ، وكانت الأضرار ضئيلة.
لكن الأردن ــ الذي يواجه وضعا حساسا في ظل وجود عدد كبير من سكانه الفلسطينيين واتفاقية السلام مع إسرائيل ــ أصر على أنه لا يريد أن يكون ساحة معركة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إنه في أبريل/نيسان “تمكنا من رسم مسار قادنا في نهاية المطاف إلى تجاوز تلك الفترة دون الانزلاق إلى حرب أوسع”.
وقال ميلر للصحافيين “لكن في كل مرة تحدث فيها إحدى دورات التصعيد هذه، فإنك تواجه خطر ارتكاب الأطراف خطأ في التقدير، وخطر قيامهم بإجراءات تخرج عن نطاق السيطرة”.
