ضربت غارات إسرائيلية مميتة لبنان وغزة يوم السبت في الوقت الذي عاد فيه وزير الخارجية الأمريكي إلى إسرائيل بهدف الانتهاء من اتفاق هدنة في غزة، والذي يقول دبلوماسيون إنه قد يساعد في تجنب اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا.
قالت وزارة الصحة اللبنانية إن غارة جوية إسرائيلية في جنوب لبنان أسفرت عن مقتل 10 أشخاص بينهم امرأة سورية وطفليها.
وكانت هذه الغارة من بين الأكثر دموية في جنوب لبنان منذ بدء تبادل إطلاق النار شبه اليومي بين إسرائيل وحزب الله في أعقاب بدء حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول.
قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب منشأة لتخزين الأسلحة تابعة لحزب الله.
وفي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، قال رجال الإنقاذ من الدفاع المدني إن غارة جوية إسرائيلية قتلت 15 شخصا من عائلة فلسطينية واحدة. وأضافت الوفيات في الزوايدة بوسط غزة إلى حصيلة القتلى التي تقول وزارة الصحة في القطاع إنها تجاوزت 40 ألف شخص.
وقال عمر الدريملي أحد أقارب الضحايا: “نحن في المشرحة نرى مشاهد لا توصف لأطراف ورؤوس مقطوعة وأطفال مقطعين”.
أدت الحرب بين إسرائيل ومسلحي حركة حماس في غزة إلى نزوح معظم سكان القطاع، وتدمير الكثير من المساكن والبنية الأساسية الأخرى، وانتشار الأمراض.
ناشدت الأمم المتحدة الجمعة وقف القتال لمدة سبعة أيام حتى تتمكن من تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال، بعد أن أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن أول حالة إصابة بشلل الأطفال في غزة منذ 25 عاما.
قال الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة “نحن أقرب من أي وقت مضى” إلى وقف إطلاق النار في حرب غزة، على الرغم من أن التفاؤل السابق خلال أشهر من المحادثات المتقطعة أثبت حتى الآن عدم جدواه.
وقال المسؤول الكبير في حركة حماس سامي أبو زهري يوم السبت إن تعليق بايدن “وهم”.
وقد ارتفعت المخاطر بشكل كبير منذ عمليات القتل المتتالية السريعة في أواخر يوليو/تموز والتي راح ضحيتها فؤاد شكر، أحد كبار قادة العمليات في حزب الله في جنوب لبنان، والرئيس السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وأدى مقتلهم إلى إطلاق حزب الله وإيران ومجموعات أخرى مدعومة من طهران في المنطقة تعهدات بالانتقام وألقت باللوم على إسرائيل.
– سد الفجوات –
أصدر حزب الله، الجمعة، مقطع فيديو يظهر مقاتليه وهم ينقلون صواريخ كبيرة عبر أنفاق في منشأة تحت الأرض.
وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال شكر في غارة على جنوب بيروت، لكنها لم تعلق بشكل مباشر على اغتيال هنية أثناء زيارته طهران.
وأسفر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أشعل فتيل الحرب، عن مقتل 1198 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
كما اختطف المسلحون 251 رهينة، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 39 تقول القوات العسكرية إنهم لقوا حتفهم. وتم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة خلال هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر/تشرين الثاني.
قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيتوجه السبت إلى إسرائيل سعيا إلى “إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمعتقلين”.
وقال بايدن إنه مع وجود اتفاق “في الأفق الآن، لا ينبغي لأحد في المنطقة أن يتخذ إجراءات لتقويض هذه العملية”.
ويعمل وسطاء مصريون وقطريون وأمريكيون على الانتهاء من تفاصيل اتفاق إطاري لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، حدده بايدن في البداية في مايو/أيار. وقال إن إسرائيل اقترحت الاتفاق.
وفي بيان مشترك صدر بعد يومين من المحادثات في قطر، قال الوسطاء إنهم قدموا للجانبين مقترحا “يسد الفجوات المتبقية”.
وقالوا إن المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق ستستأنف في القاهرة “قبل نهاية الأسبوع المقبل”.
ولم تحضر حماس محادثات الدوحة. وقال مسؤول في الحركة الاسلامية اسامة حمدان لوكالة فرانس برس الخميس ان الحركة ستشارك اذا حدد الاجتماع جدولا زمنيا لتنفيذ ما وافقت عليه حماس بالفعل.
تركزت احتمالات وقف الأعمال العدائية حول اتفاق على مراحل يبدأ بهدنة أولية.
وقال مسؤولون لوكالة فرانس برس الجمعة إن حماس لن تقبل “شروطا جديدة” من إسرائيل.
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، تفاصيل شروطه للهدنة، بما في ذلك “الاعتراض على إطلاق سراح بعض السجناء” من سجونه.
– نتنياهو يلقي اللوم –
واتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، حليف الغرب، نتنياهو بـ”عرقلة محاولات الانتهاء” من الاتفاق وحث على الضغط عليه.
التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، السبت، نظيره الفرنسي ستيفان سيجورن في القاهرة لإجراء محادثات حول “احتواء التصعيد والجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار”، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية.
ونفى نتنياهو أن يكون هو العقبة أمام التوصل إلى اتفاق، وألقى باللوم على حماس.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الجمعة، عن تشخيص إصابة طفل غير مطعم يبلغ من العمر 10 أشهر في غزة بمرض شلل الأطفال شديد العدوى.
وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى توقف لمدة سبعة أيام في حرب غزة لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل ضد فيروس شلل الأطفال من النوع 2، والذي تم اكتشافه لأول مرة في مياه الصرف الصحي في القطاع في يونيو/حزيران.
وبينما كانت محادثات التهدئة تجري، بدأ آلاف المدنيين في التحرك مرة أخرى بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة استعدادا للعمل العسكري الوشيك في وسط وجنوب غزة.
ويقول عيسى مراد، وهو فلسطيني نازح إلى دير البلح، “في كل جولة من المفاوضات يمارسون الضغوط من خلال فرض عمليات الإخلاء وارتكاب المجازر”.
قال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن قواته وسعت عملياتها خلال اليوم الماضي في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، بما في ذلك “القضاء” على مسلحين أطلقوا ذخائر باتجاه نيريم، على مشارف غزة مباشرة.
بُرْس-ل-ي-ت/د
