يحتفل الإماراتي محمد المرضي بعد فوزه على الجزائري ليث واري في المباراة النهائية. — صور مقدمة
سجل محمد المرضي اسمه في التاريخ بفوزه بلقب بطولة العرب للوزن المتوسط بأداء مذهل، وهي اللحظة التي وصفها بأنها “لا تنسى حقًا” في مسيرته المميزة.
ولم يقتصر فوز ماردي على حصوله على الحزام المرغوب فحسب، بل كان بمثابة علامة فارقة مهمة لدولة الإمارات العربية المتحدة في بطولة Arab Fight Night Muay Thai Professional Championship الافتتاحية التي أقيمت في صالة Space 42 Arena النابضة بالحياة في شاطئ الراحة بأبوظبي.
وفي حديثه عن رحلته نحو القمة، أعرب ماردي، بطل العالم ثلاث مرات، عن فخره: “هذا اللقب خاص للغاية بالنسبة لي، ليس فقط لأنه الأول من نوعه، ولكن لأنه يمثل شغف وعزيمة أمتنا. إن المنافسة ضد بعض من أفضل المقاتلين من العالم العربي والفوز باللقب هي لحظة سأعتز بها إلى الأبد”.
وشهدت البطولة ليلة من المنافسة الشديدة، حيث التقى 28 مقاتلاً من النخبة من 14 دولة عربية لخوض 15 نزالاً مثيراً.
كانت الساحة تعج بالحيوية والنشاط حيث شاهد الجمهور فنون الملاكمة التايلاندية في أبهى صورها. ولم يكن طريق ماردي إلى النصر سهلاً على الإطلاق.
وبعد فوزه الصعب في الدور قبل النهائي على المغربي حمزة رشيد، واجه الجزائري ليث واري في المباراة النهائية. والمعروف بمرونته وذكائه التكتيكي، هيمن ماردي على الحلبة، وحسم فوزه بقرار إجماعي بعد ثلاث جولات مثيرة.
وأضاف ماردي: “كانت هذه البطولة أكثر من مجرد معركة، بل كانت شهادة على عملنا الجاد والدعم المستمر من جماهيرنا ومدربينا”.
“لايس خصم قوي بسجل احترافي 17 فوزاً و6 هزائم، وظل يهاجمني رغم الإصابة المبكرة التي لحقت بجبهته. لكنني كنت أعلم أنني أمتلك القوة والاستراتيجية اللازمة للفوز باللقب. هذا الفوز من أجل الإمارات العربية المتحدة ومن أجل كل من آمن بي”.
لم يكن الحدث مجرد انتصار للماردي؛ بل كان احتفالاً بالمواهب الرائعة في مختلف أنحاء العالم العربي. وقد أظهرت الليلة العمل الجاد والتفاني والمهارة التي يتمتع بها المقاتلون من مختلف أنحاء المنطقة.
وكانت انتصارات النجوم الصاعدين في الإمارات من أبرز الأحداث، حيث تغلب أحمد الشمر على الليبي محمد الخراز في فئة وزن الديك، وحقق رافي رمزي فوزا حاسما على التونسي صهيب سكيك في فئة وزن خفيف الثقيل، وتغلب إبراهيم بلال على العراقي بهمن محمد بالضربة القاضية في الجولة الثالثة في فئة وزن السوبر خفيف.
ولكن إلى جانب الانتصارات، فإن ما برز حقًا هو الاحترام المتبادل والروح الرياضية التي أظهرها جميع المشاركين، والتي جسدت الروح الحقيقية للمواي تاي.
ولم تتوقف الإثارة عند هذا الحد، حيث شهد الحدث الرئيسي المشترك مواجهة شرسة في الوزن الثقيل بين المغربي عثمان الفكاكي والتونسي محمد الطرابلسي، والتي انتهت بتعادل مثير، حيث حصل كل من المقاتلين على 28 نقطة بعد معركة شاقة.
أعرب عبدالله سعيد النيادي رئيس الاتحادين الآسيوي والعربي للمواي تاي واتحاد الإمارات للمواي تاي والكيك بوكسينج عن فخره بنجاح البطولة العربية الأولى للمواي تاي.
وقال النيادي: “ما شهدناه الليلة لم يكن أقل من استثنائي. الطاقة والمهارة والشغف الشديد من جميع المقاتلين – هذا الحدث وضع معيارًا جديدًا للمواي تاي في العالم العربي. لقد أظهرنا أن أبوظبي ليست مجرد مشارك بل هي رائدة في مجتمع المواي تاي العالمي”.
ومع اقتراب الليل من نهايته، كان تأثير البطولة واضحًا. لم يكن الأمر يتعلق فقط بالألقاب أو الانتصارات؛ بل كان يتعلق بالروح الجماعية لمجتمع المواي تاي العربي الذي اجتمع للاحتفال بالتميز والمرونة والمستقبل المشرق الذي ينتظره.
وقال النيادي: “لقد شهدنا الليلة فجر عصر جديد في رياضة المواي تاي العربية. ولن يتذكر الناس هذه البطولة لأبطالها فحسب، بل وللطريقة التي جمعت بها مجتمعنا في السعي لتحقيق العظمة. لا أستطيع أن أكون أكثر حماسًا لما ينتظرنا في المستقبل”.