مع عودة العائلات في مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة إلى ديارها من عطلاتها الصيفية، يثير خبراء الصحة مخاوف بشأن المخاطر الصحية المحتملة على الأطفال بسبب التغير في الطقس والبيئة.
تعرض الأطفال الذين سافروا مع عائلاتهم من مختلف أنحاء العالم إلى مناخات مختلفة، ما جعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض أثناء تكيفهم مع الطقس في الإمارات العربية المتحدة.
في حين يتحول الطقس في الدولة من حرارة الصيف إلى برودة الخريف، فإن التقلبات في الطقس قد تكون مثيرة للقلق بالنسبة للأطفال الذين سافروا إلى مناطق ذات مناخات أكثر برودة أو معتدلة. ووفقاً للأطباء، فإن العودة إلى بيئة الإمارات الدافئة، إلى جانب بداية الأمسيات الباردة، يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالأمراض.
ابق على اطلاع بأحدث الأخبار. تابع KT على قنوات WhatsApp.
قال الدكتور أمجد محمد حيدر، استشاري طب الأطفال في مستشفى إنترناشيونال مودرن دبي: “إن التعرض للمناخات أو البيئات المختلفة أثناء العطلات قد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض. وقد لا تتكيف أجهزة المناعة لدى الأطفال بشكل كامل مع مسببات الأمراض الجديدة أو الظروف البيئية التي يواجهونها في الخارج”. وأضاف أيضًا أن ضغوط السفر والتغييرات في الروتين والتعرض لأنماط الطقس المختلفة يمكن أن تجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
الدكتور أمجد محمد حيدر
مرض شائع
تشمل المشكلات الصحية الشائعة بعد العودة من السفر إلى الخارج التهابات الجهاز التنفسي، ومشاكل الجهاز الهضمي، وأمراض الجلد، والعدوى الطفيلية، وفارق التوقيت، والتعب.
وقالت الدكتورة نهير مصطفى، أخصائية طب الأطفال في مستشفى ميديور في أبو ظبي: “تشمل الأمراض الشائعة نزلات البرد والتهاب البلعوم الحاد والسعال، والتي يمكن أن تتطور أحيانًا إلى التهاب الشعب الهوائية الحاد أو حتى الالتهاب الرئوي. يمكن أن تؤدي التغييرات في النظام الغذائي، مثل تناول الطعام غير الصحي أو غير المطبوخ جيدًا، إلى مشاكل في الجهاز الهضمي مثل التهاب المعدة والأمعاء الحاد”. وأوضحت أيضًا أن التهاب المعدة والأمعاء الحاد قد يسبب أعراضًا مثل آلام البطن والقيء والإسهال أو حتى حالات أكثر شدة مثل الزحار.
دكتور نهير مصطفى
قد يؤثر اختلاف التوقيت على روتين البالغين والأطفال بشكل خاص، مما قد يؤثر على صحتهم. يقول الدكتور حيدر: “قد يؤدي تغير المنطقة الزمنية وفترات السفر الطويلة إلى اضطرابات النوم والتعب العام، مما قد يضعف جهاز المناعة”.
أهمية التحصين
وأضاف الدكتور نوهر أنه من المستحسن الحصول على التطعيمات قبل السفر إلى مناطق معينة، ولكن قد تكون التطعيمات بعد السفر ضرورية أيضًا في بعض الحالات إذا تعرض الطفل لأمراض معينة.
أكد الدكتور فياض أحمد، أخصائي مكافحة العدوى في مستشفى جامعة ثومبي، على أهمية لقاح الإنفلونزا الموسمي. وقال الدكتور فياض: “مع اقتراب فصل الشتاء، ترتفع حالات الإصابة بالالتهابات التنفسية مثل الإنفلونزا والالتهاب الرئوي”، وأضاف: “يساعد لقاح الإنفلونزا الموسمي على حماية الجسم من السلالات الشائعة. كما يُنصح أيضًا بلقاح الفيروس المخلوي التنفسي، وخاصة للأطفال الصغار الأكثر عرضة للخطر”.
وشدد الدكتور فياض على أهمية “ضمان حصول الأطفال على كافة اللقاحات الإلزامية والاختيارية، وخاصة لقاح الإنفلونزا في بداية فصل الشتاء، لتعزيز مناعتهم. ومن المهم أيضًا رفع مستوى الوعي بين الآباء حول أهمية التحصين”.
وأكدت الدكتورة ماي شاكر، طبيبة عامة متخصصة في التطعيم بمستشفى زليخة، نفس النصيحة قائلة: “ننصح الآباء بإعطاء لقاح الإنفلونزا الموسمية ليس فقط للأطفال، بل أيضًا للأم والأب والطفل الذي يزيد عمره عن ستة أشهر”.
نصائح للوالدين
وحثت الدكتورة شاكر أولياء الأمور على الحصول على اللقاحات قبل بدء الدراسة، وقالت: “أفضل وقت هو بداية شهر سبتمبر، أما الأطفال الذين لم يتلقوا اللقاح، فسيكون لذلك تأثير سلبي على الأطفال الذين أخذوا اللقاح”.
الدكتورة ماي شاكر
وينصح الآباء أيضًا بمراقبة التغيرات في سلوك أطفالهم أو صحتهم، خاصة في الأسبوع الأول بعد عودتهم إلى الإمارات العربية المتحدة. ومن المهم أيضًا التأكد من حصول الطفل على ترطيب جيد واستمراره في تناول نظام غذائي متوازن، حتى يتمكن جسمه من التعافي والتكيف.
“امنح طفلك متسعًا من الوقت للراحة، خاصة إذا كان يعاني من إرهاق بسبب اختلاف التوقيت أو بسبب السفر. وإذا ظهرت على طفلك علامات المرض، فاستشر مقدم الرعاية الصحية”، وفقًا للدكتور حيدر.