تبحث الشرطة الألمانية، السبت، عن رجل طعن ثلاثة أشخاص حتى الموت في مهرجان في الشارع في هجوم أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه باعتباره “انتقاما للمسلمين في فلسطين وفي كل مكان”.
أطلق رجل مجهول الهوية النار بالسكاكين في مدينة زولينغن بغرب البلاد في وقت متأخر من يوم الجمعة، بينما كان الآلاف يتجمعون في الليلة الأولى من “مهرجان التنوع”، وهو جزء من سلسلة من الأحداث للاحتفال بالذكرى الـ 650 لتأسيس المدينة.
وفي بيان على تطبيق تليجرام، قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش إن “منفذ الهجوم على تجمع للمسيحيين في مدينة زولينغن في ألمانيا أمس هو جندي في تنظيم الدولة الإسلامية”.
وقال تنظيم الدولة الإسلامية إن الهجوم نفذ “انتقاما للمسلمين في فلسطين وفي كل مكان”، في إشارة واضحة إلى حرب إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
وقال مسؤولون ألمان في وقت سابق إنه “لا يمكن استبعاد الدافع الإرهابي” وراء هذا العمل.
وأعلنت الشرطة يوم السبت أنها اعتقلت شخصا كجزء من التحقيق، وقال المدعي العام في وقت لاحق إنه صبي يبلغ من العمر 15 عاما يشتبه في أنه فشل في الإبلاغ عن عمل إجرامي.
وقال ماركوس كاسبرز، المدعي العام في دوسلدورف التي تقع إلى الغرب مباشرة من زولينجن، إن شهود عيان قالوا إنهم رأوا المراهق وهو يناقش الهجوم قبل وقوعه مع رجل يمكن أن يكون منفذ الهجوم بالسكين.
وقال المسؤولون إن القتلى هم رجلان يبلغان من العمر 56 و67 عاما وامرأة تبلغ من العمر 56 عاما.
وقال كاسبرز في مؤتمر صحفي “الضحايا مجهولون تماما ولا توجد أي صلة معروفة بينهم”.
وقال المسؤولون إن أربعة من الجرحى في حالة “خطيرة”، وهو ما خفض تقديرا سابقا لعدد الجرحى إلى خمسة.
وقال قائد الشرطة ثورستن فلايس في المؤتمر الصحفي: “بعد تحليل الصور الأولى، فإننا نسير على مبدأ أن الهجوم كان يستهدف الرقبة”.
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايسر إن “السلطات الأمنية في ألمانيا تبذل كل ما في وسعها للقبض على مرتكب هذا “الفعل المروع”، في حين قال المستشار أولاف شولتز إنه “يجب القبض عليه بسرعة ومعاقبته”.
وكان آلاف الأشخاص قد تجمعوا أمام المسرح في الليلة الأولى من المهرجان عندما بدأت عمليات القتل.
– 'سقط شخص' –
وقال وزير الداخلية الإقليمي هربرت رويل في تصريحات من مكان الحادث: “من العدم، قام رجل مسلح بسكين بطعن الأشخاص بشكل عشوائي وقتلهم”.
وقال شاهد العيان لارس بريتزكي لصحيفة “سولينجر تاجبلات” إنه كان على بعد أمتار قليلة من الهجوم، وليس بعيدا عن مسرح المهرجان، و”فهم من التعبير على وجه المغنية أن شيئا ما كان خطأ”.
“وبعد ذلك، على بعد متر واحد مني، سقط شخص”، قال بريتزكي، الذي ظن في البداية أنه شخص شرب أكثر من اللازم.
وعندما استدار، رأى أشخاصًا آخرين ممددين على الأرض وسط برك من الدماء.
وقال رئيس بلدية زولينغن تيم أوليفر كورتزباخ إن المدينة بأكملها كانت في حالة “صدمة ورعب وحزن شديد”.
وقال “أردنا جميعا أن نحتفل بالذكرى السنوية لبلدتنا معا والآن يتعين علينا أن نحزن على القتلى والجرحى”.
ودعت فايسر البلاد إلى “البقاء متحدة”، حيث نددت “بأولئك الذين يريدون إثارة الكراهية” خلال زيارة لموقع المأساة. وقالت: “دعونا لا ننقسم”.
– “وحشي ولا معنى له” –
كما أعرب هندريك ويست، رئيس وزراء ولاية شمال الراين – ويستفاليا، عن “صدمته وحزنه” في منشور على منصة التواصل الاجتماعي X.
وقال “لقد ضرب عمل من أعنف أعمال العنف وأكثرها وحشية قلب ولايتنا”.
زولينغن هي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 150 ألف نسمة وتقع بين دوسلدورف وكولونيا.
وتجمع الناس في البلدة مساء الجمعة للاحتفال باليوم الأول من “مهرجان التنوع” الذي يستمر ثلاثة أيام.
وكان من المقرر أن يتضمن المهرجان موسيقى ومسرح شوارع وعروض منوعة وكوميديين في وسط المدينة وعدة مناطق أخرى، حسب قولها.
وكان من المتوقع أن يحضر المعرض ما يصل إلى 75 ألف زائر.
– تم إلغاء المهرجان –
وقالت صحيفة سولينجر تاجبلات إن أحد منظمي المهرجان صعد إلى المسرح ليعلن إلغاء المهرجان.
وذكرت الصحيفة أن آلاف الأشخاص غادروا المنطقة، ووصف أحد الصحافيين الموجودين في مكان الحادث الأجواء بأنها “شبحية”.
وقال فيليب مولر، أحد المنظمين، للصحيفة: “غادر الناس المكان في حالة صدمة، ولكن بهدوء”.
وقال مولر إن بقية المهرجان سيتم إلغاؤه أيضًا.
وشهدت ألمانيا سلسلة من الهجمات بالسكاكين خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، وتعهدت الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة ضد الجرائم بالسكاكين.
قُتل ضابط شرطة وأصيب خمسة أشخاص في هجوم بسكين خلال مظاهرة لليمين المتطرف في مدينة مانهايم في مايو/أيار الماضي.
